23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

الى سماحة السيد عمار الحكيم من هنا تبدأ التسوية التأريخية ..  

الى سماحة السيد عمار الحكيم من هنا تبدأ التسوية التأريخية ..  

بما أنكم تَتَبنّون بالكامل  وثيقة التسوية الوطنية….!!! 
استوقفني في نص الوثيقة  هذه الفقرة ( ثوابت مبادرة التسوية،، الفقرة  خامساً)  ،،،
(( تحقيق مطالب الإصلاح وفي مقدمتها بناء دولة المواطنة والمؤسسات، وتحرير الدولة وكل مؤسساتها من نظام المحاصصة العرقية والطائفية إلى نظام الإستحقاق السياسي على وفق معايير الكفاءة والمهنية ))
استوقفتني مفردة تحرير الدولة وهذا اعتراف ضمني في الوثيقة ان الدولة محتلّة..!!! وبالتاكيد من قبل الاحزاب المتحاصصةوالسؤال الطبيعي على هكذا اعتراف ايجابي هو ،،،،
هل يستطيع المجلس الأعلى  الذي يتبنى المبادرة ان يُمثل نموذجاً للالتزام بهذا الميثاق الوطني وأن يُعلن تَخَليهْ عن مواقعهِ التي احتلّها في مرافق الدولة وفق مبدأ المحاصصة والتوافق  ؟؟؟؟
حتى يُحرج الاحزاب الحاكمة ( شيعية كردية سنية  )التي ستوقع على الوثيقة  ويجبرها على التنازل  عن المغانم التي حققتها في المرحلة السابقة ،، هل يمكن فعلا تحرير الدولة من هيمنة الاحزاب ؟؟؟،،أذا  أفترضنا ان  منصب الوزير منصب سياسي حسب الاستحقاق الانتخابي ،،، هل يمكن للاحزاب ان تتنازل عن مناصب وكلاء الوزارات  والسفراء وقيادات الجيش والمدراء العامين  والمستشارين ومدراء الاقسام والشُعَب   ،،، ،،
مرة أخرى سماحة السيد ،، هل أن الوثيقة  قابلة للتحقيق !!!  أم انها عبارة عن جمل انشائية لاترتكز على اي آلية للتنفيذ وتُشابِهْ في صياغتها نصوص الدستور العراقي الذي مرت على كتابته ١٢ سنة ولم نستطع لحد الآن  أن نُترجم معظم فقراتهِ  الى تشريعاتٍ وقوانين؟؟؟مصيبتنا الكبرى في العراق تكمن في هذه الفقرة !!!! لو تم الألتزام  بسحب الطواقم الحزبية من مؤسسات الدولة والسماح باستبدال جميع المناصب بكفاءات وطاقات عراقية ستكون هنالك دولة مؤسسات وقانون وقضاء وعدالة اجتماعية  وشفافية ودولة مواطنة ،، 
وبالتالي ستتحقق المصالحة بين الشعب والطبقة السياسية ولانحتاج الى تنفيذ اي بند آخر من الوثيقة  وسنضمن العبور جميعا الى الضفة الاخرى ،، 
السؤال ؛ من هي الاطراف التي ستقدم تنازلات تأريخية ؟؟؟ ،، الاحزاب أَم الشعب؟؟؟ وهل ان الاحزاب الحاكمة مستعدة لتنفيذ هذه الفقرة المهمة والحيوية  التي وضعتها في بنود وثيقة التسوية؟ لو  كانت هنالك اجابة على هذه الاسئلة المشروعة بشفافية ووضوح وصراحة فسنكون  على يقين  من أننا بدأنا  بخطوات  الاصلاح والتصالح الحقيقية وغير ذلك تكرار مُمِل  لكل المصالحات السابقة ووثائق الشرف وضياع للجهدِ والمالِ  والفرص للنهوضِ بهذا البلد المُبْتَلىٰ ؟؟؟؟