{الثورة تأكل ابنائها } كان ذلك آخر ماقاله :جورج جاك دانتون صديق طريقك ورفيق دربك الثائر ضد الظلم وجوره ياروبسبير,مستكملا المثل الفرنسي القائل “من السهل ان تبتدئ الثورات ولكن من الصعب ان تنهيها بسلام “,وانت تقوده مع اصدقائه لمقصلة الأعدام التي صنعها الطبيب جيبوتين ” قدته الى مذبح الحرية بتهمة التآمر على الثورة وأنت من أسس الارهاب مع رفاقك كل من سانت جوست ودي ساد وغيرهم بحجة حماية النظام الجمهوري من الاعداء ,قتلتم وشردتم وكممتم الافواه وسلطتم اراذل القوم على احرارهم ,وشرعتم إرهاب العمل بالدولة بأن يمارس ضد الخونة دون خوف ورقيب ومحاسبة ,أذكر جيداً ماقاله دانتون وهو أمام المدعي العام والقاضي قالها بملء الفم (انت لاتقودني الى الموت ..أنا سأحيا الى الأبد ,العالم سينظر إلينا ويسأل أي نوع من الرجال كنا ,دعهم يقولون أننا كنا أسوء مما أطحنا بهم ,أننا جميعاً سنموت ..اصبحت المحكمة قاتلة للضمير) ,عندما قالت ملكة فرنسا زوجة الملك لويس السادس عشرماري انطوانيت “إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً” تجاهلت أنات الجياع والفقراء المتقهقرين وانين الضعفاء ,بسبب الاقطاعية المنتشرة بين الناس وتسيد ظاهرة الرق والعبودية بينهم عندما قسم المجتمع لهيئة النبلاء: وهم مع قلتهم وامتناعهم عن العمل، أصحاب امتيازات ضخمة ومتمكنون من أجود الأراضي يعيشون من ريعها,ورجال الدين: الذين ينقسمون إلى أقليات تنتمي إلى الطبقة النبيلة وتعيش من احتكارها لخيرات الكنيسة، وأغلبيتهم من الكهنة الصغار المقيدون بالطاعة العمياء للأساقفة النبلاء كبرائهم ,مشرعنين نظرية التفويض الالهي مع عدم وجود دستور يحدد اختصاصات السلطة,في حين تضم الهيئة الثالثة باقي أفراد الشعب المسحوقين والمعدومين وهم احياء دون اعدام لم تعد الطبقة البرجوازية تستطيع صبراً أمام الجمود الذي لحق المجتمع وسيطرة النبلاء عليه,يضاف لذلك أن لويس السادس عشر كان ضعيف الشخصية عاجز عن تفهم تناقضات المجتمع الفرنسي، يحيط به (الزعاطيط )في بلاطه كل متملق متعطش لهباته،غارقاً في جو الحفلات المبذرة لأموال الدولة,وعندما حان وقت الثورة مارست الوقيعة والخديعة بتهم جاهزة كانت معد مسبقاً وسلفاً استغليت موقعك كعضوا في الهيئة التنفيذية العليا ولجنة السلامة العامة وبعدها رئيس للمؤتمر الوطني ,حيث وصل ما اعدمتهم لستت الاف شخص في غضون (6) اسابيع ,بهدف استعادة النظام في البلاد وتقليل خطر الغزو الخارجي، بدأت في القضاء على كل من اعتبرتهم “أعداءاً للثورة” فأعدمت معظم زعماء الثورة الفرنسية، وهو ما عرف بعهد الإرهاب,وكنت لا تزال تتمتع بتأييد المجتمع الباريسي ,لقد قُتلت بنفس القتلة وذقت طعم مرارة
الذلةِ والهوان وانت في عربة يتجولون بك في شوارع وأزقة فرنسا والناس تُرميك بأقذر الاوساخ ,لتعرف حجم المآساة وانت تسوق كبار رجالات الثورة للموت ,فكان عمرهم اطول من عمرك المليء بشغف الانتقام والحقد الاعمى لحب السلطة والمنصب .