المثير للغرابة نظرة دول الخليج للعراق ونظريتها في التعامل معه! عبر مراحل متعددة بدءاً من حرب الخليج الاولى والثانية والثالثة حيث وقفت دول الخليج مع العراق ضد(التغلغل الإيراني) ودعمت دول الخليج العراق بقوة حتى استطاع العراق من دحر ايران بعد حرب ضروس ثم جاءت حرب الخليج الثانية عندما قام النظام السابق بغزو الكويت وكيف وقفت دول الخليج حتى اخرجت العراق من الكويت لكنها ابقت على النظام السابق كي تمنع تغلغل ايران في العراق ثم استمر الحصار والانتهاكات والقطيعة الخليجية للعراق حتى تم تغيير النظام السابق وهنا تغيرت سياسة دول الخليج تجاه العراق واكتفت بالمشاهدة وهي تراقب التغلغل الايراني الواسع في العراق وتركته ضحية للهيمنة الايرانية وعزلته عن محيطه العربي!! وحدث ما حدث وكيف اصبح العراق بيد المليشيات الايرانية تحركه كيف تشاء! وفي الوقت نفسه غضت النظر عن التغلغل الايراني في اليمن وسوريا ولبنان حتى وصل الحال ان يطرق التغلغل الايراني ابواب دول الخليج في البحرين والسعودية والكويت وغيرها! وتناست ان سكوتها هذا سيجرأ ايران عليها وتصبح ضحية كما وقع العراق وسوريا واليمن ضحية النفوذ الايراني وهذا ما حذر منه ونبه عليه المرجع العراقي الصرخي الحسني في الاستفتاء الأخير قائلا{لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!! }واليوم ومع هذا المنزلق الخطير للأوضاع الأمنية في المنطقة ودرءاً للخطر القادم من إيران يتحتم على دول الخليج والمنطقة الاستعانة بحكمة ونصائح المرجع الصرخي الذي كرر المناشدة وأعطى الحل بخروج ايران من اللعبة حتى يتحقق الامن وتأمن دول الخليج والمنطقة بدل اللجوء اليوم لمزيد من الإنفاق المالي الضخم مع إزدياد حدة التوتر وارتفاع وتيرة القلق الجميع وبات الخطر يهدد امن الخليج بعد ان اطاح بامن العراق وسوريا واليمن فهل هناك فرصه لتجنب هذا الخطر؟!! يقول المرجع الصرخي{ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!!} ونقول لا خيار الا بتوازن القوى لتفويت الفرصة بتغيير الوقائع والاحداث فهل تعي دول الخليج وتعيد النظرة من جديد وهنا نختم بكلام المرجع الصرخي{ إنّ الوقائع والأحداث والفرص تتغيّر بتغير الظروف وموازين القوى المرتبطة والمؤثرة فيها، وفوات الفرصة غصّة، ونذكر هنا:
1 ـ بعد التدخّل الروسي في سوريا اختلفت التوازنات كثيرًا، وامتدّ تأثير التدخّل إلى العراق!!! 2 ـ الأمور بمجملها تغيّرت سلبًا وإيجابًا بعد أزمة النفط وانخفاض أسعاره!!! 3 ـ المؤكَّد جدًا أنً إيران بعد الاتفاق النووي اختلفتْ كثيرًا عما كانت عليه، وقضيتها نسبيّة، فبلحاظ أميركا وكذا دول أوربا فإنّ إيران في موقف أضعف لفقدانها عنصر القوة والرعب النووي، مع ملاحظة أنّ رفع الحظر النفطي والاقتصادي عن إيران قد أدخَل العامل الاقتصادي كعنصر ممكن التأثير في تحديد العلاقات!! وأما بلحاظ الخليج والمنطقة فالمسألة مختلفة وكما بينّا سابقًا!!!}