20 مايو، 2024 12:07 ص
Search
Close this search box.

الى حيدر العبادي مع التحيه !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في حياة الامم والشعوب منعطفات حاده وخطيرة ولحظات تاريخيه فارقه قد تتجاوزها بأمان وقد تهوي بها في أغوار سحيقه . واليوم يمر العراق بأسوأ أزمه سياسيه واجتماعية واقتصادية في تاريخه الحديث . انها ماساة بل كارثه حيث الصراع والتناحر والتشظي . والفساد والإفساد يضرب اطنابه على امتداد خارطة الوطن ، والتدمير اصبح منهجا والهمجيه أصبحت ثقافة وقلة الحياء ميزه .والبلد يسير بخطى حثيثه نحو الاحتراب والتفكك والانهيار وتنتظره ايام مدلهمه مظلمه بوجود طبقه سياسيه فاسده وحكومه مشلوله واقتصاد ريعي متهالك وثقافة مجتمعيه رثه 

  في هكذا أوقات عصيبه تتطلع أنظار الناس الى قياده تاريخيه منصفه تكون قدوه ومحط آمال ، تضع حدا للتدهور والتدمير والخراب ، وتصلح ما يمكن اصلاحه . والشعوب عندما تشعر بالظلم والإذلال والترهيب والتجويع والإفساد ولا تستطيع ان تغير تتطلع الى منقذ يكون هو المنتظر وهو الأمل ومعقد الرجاء . لعله يخفف معاناتها وياخذ بيدها الى بر الأمان بعد ان عصفت بها الأحداث والرزايا في بحر لجي لا يعرف له قرار .
وشعبنا في هذه المرحله بحاجة الى قائد يكون على قدر المسؤوليه يتخذ قرارات جريئة ومؤلمة تنتشله من هذا المستنقع الآسن الذي يرعاه البعوض الى فضاء مفتوح يتنسم فيه عبق الحريه ويتحسس فيه معنى الكرامه التي اهدرت على أيدي جلاوزة التسلط والفساد ، على ان يتحمل عواقب هذه القرارات ويتحمل نتائجها .. انا اختلف مع الذين يقولون ان القياده موهبه وتحتاج الى كاريزما ، بل اعتقد انها عقل منفتح ويد طاهره وضمير نقي وقلب نظيف ونفس مستويه خاليه من عقد النقص والدونيه والحقد والثأر وحب الانتقام .

هنا يأتي دور السيد العبادي بامكانه ان يكون ذلك الشخص الاستثنائي الذي يبر بقسمه ويوفي بوعده ليكون صادقا امام الله وشعبه ونفسه ، وهو المكلف باستلام دفة القياده ليقود هذا البلد في سكة السلامه والى بر الأمان . فالحياة لا تستحق ان تعاش والوطن موجوع ودموع اليتامى وأنين الثكالى يملأ الإرجاء ،وباطن الارض خير من ظهرها لمن لديه ذرة من احترام الذات وهو يرى بلده يسير نحو المجهول ولا يفعل شيئا . فحكومة التكنوقراط الموعوده لن ترى النور في ظل هذا التكالب والصراع على المصالح الشخصيه والحزبيه والفئوية من قبل طبقه سياسيه فاسده فاقده لمعاني الحياء والشرف والفضيلة هذه الطبقه الرثه التي أوجدها الاحتلال وجمعت كل نطيحة ومترديه ومن سقط المتاع ، قطعان من الجواسيس والسراق والقتله ونفايات العمل السياسي ليتحكموا برقاب هذا الشعب الاعزل . انهم بُطُون جاعت ثم شبعت فلا تطلب الخير منها لان الشر باق فيها ، وهم لا يسمحون باي إصلاح عدا مكاسبهم وامتيازاتهم وليذهب الشعب الى الجحيم ، لقد نزعوا برقع الحياء وباعوا الضمير وتركوا ابناء شعبهم نهبا للعذاب ، وارتضوا ان يملاوا بطونهم بالسحت الحرام باعوا دينهم بدنياهم واستبدلوا فانيها بباقيها . الحل باتخاذ قرارات تاريخيه تجعلك في مصاف العظماء . أهمها كنس الطبقه السياسيه البائسه هذه الوجوه الكالحه المبلسه اليائسة من رحمة الله وهذه الضمائر الجافه التي لم ترطبها كل آيات القران فاستمرت في غيها وحقدها وفسادها ،وذلك بحل مجلس النواب مجلس العار شاهد الزُّور على ذبح شعبه قربانا للمصالح والذي هو أس البلاء وعنصر التدمير الاول والعقبه الكأداء امام اي  إصلاح ، وإيقاف العمل بالدستور هذا اللقيط المشوه الذي كان يجب ان يكون عقدا اجتماعيا بين الشعب وحكومته اصبح قيدا واداة للفساد والإفساد والتزوير . واستبدال السلطه القضائية الحاليّه بعدما ذبحت الشعب من الوريد الى الوريد بقراراتها الجائرة والمسيسه الغير نزيهه والتي شوهت معنى العداله باخرى نزيهه ومهنيه ومعروفه بعيدا عن الاهواء والانتماءات . وتشكيل حكومة إنقاذ مصغره من التكنوقراط حكومة فنيين وخبراء واصحاب اختصاص مستقلين غير مؤدلجين لا يعملون لحزب او فئه بل الى العراق ككل وبذلك يكونون رجال دوله لا رجال سلطه . هذه اللبنه الاولى التي يتم عليها البناء من حيث هيكلة الوزارات والهيئات والدوائر ووضع الناس المناسبين في أماكن المسؤوليه وتشكيل مجالس استشارية في مجالات التخطيط والبناء والإعمار والزراعه والصناعات المحليه ووضع الخطط الطارئة لتنشيطها .وبناء جهاز أمني مهني وقوي وكفوء مهمته حماية الشعب واحترامه لا إرهابه لان الرضا المجتمعي اهم مقومات الامن . وإعادة بناء الجيش على أسس وطنيه ومهنيه وبناء عقيدته القتالية . والانفتاح على العالم بانتهاج سياسه خارجيه رصينه هدفها خدمة العراق والانسحاب من جميع المعاهدات والأحلاف التي تقيد البلد بتشكيل كادر دبلوماسي كفوء يعيد صياغة السياسه الخارجيه بما يتلائم مع مصالح العراق ومبادئ العلاقات الدوليه …لقد بلغ السيل الزبى فان لم تتحرك فالكارثة آتية لا ريب فيها ولتعتبر هذا تكليفا أولاه الله والشعب لك ،فكن عند حسن ظن شعبك بك ولا تخذله فستحاسب عن ذلك يوم لا ينفع مال ولا بنون عن كل شاردة ووارده فإنك مسؤول . ولترفع رصيدك عند ربك وشعبك بان تمسح دموع اليتامى وتخفف انين الثكالى وترفع الضر عن كاهل الشيوخ والعجزة والمرضى وتزرع البسمه على شفاه هذا الشعب المسكين الصابر الذي ذاق الامرين منذ عقود طويله وهو ينتظر إشراق شمس الكرامه الذي يأس من ان تأتي .عليك بالافعال لان الأحلام والآمال لا تبني أوطانا والانتظار يفاقم المشكله بدل ان يحلها والخوف لا يؤدي الى السلامه والرجل كلمة ثم موقف ..فالعمر واحد والرب واحد ، والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين…!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب