22 ديسمبر، 2024 2:52 م

الى حزب الدعوة وامينه العام السيد المالكي

الى حزب الدعوة وامينه العام السيد المالكي

تختفظ الذاكرة العراقية بتاريخ جميل لحزب الدعوة الاسلامية يوم كان معارضا لحزب البعث الصدامي، هذه الذاكرة بدون شك تستند الى ان هذا الحزب ولد من رحم النجف الاشرف وارتبط اسمه بالشهيد محمد باقر الصدر دون ان تستحضر الاحداث التي حصلت، وادت الى ترك الشهيد الصدر للحزب، ودون ان تعرف ان حزب الدعوة الحالي وصف الشهيد الصدر بأحد منشوراته (ابن الدعوة الضال)، هذه الذاكرة تتجاوز ماقام به الدعاة من فتن وصلت للاقتتال في الغربة، تتجاوز ايضا ان البعث بحسن او بسوء نية بتخطيط او بدونه اتهم كل من يقف ضده بالانتماء لحزب الدعوة لهذا اصبح شهداء منظمة العمل الاسلامي وحركة مجاهدي الثورة الاسلامية وبعدها بدر وحزب الله كلهم شهداء الدعوة، وصحح ذلك الدكتور وليد الحلي عندما قال لاحد مراجعي مقر الدعوة (ان شهداء الدعوة لايتجاوزون ال٥٠٠ شهيد” وماتبقى”هاربون من الجيش وشيوعيون واحزاب اخرى بل حتى بعثيين!)، مانريد ان نتحدث عنه مايعانية الدعاة اليوم في الشارع سواء بالداخل او الخارج، فمن عبدالفلاح السوداني الذي طرده الناس في احد التجمعات في لندن الى عامر الخزاعي وماحصل معه في المطار وعدنان الاسدي في السعودية، هذا ماصور وبث للجمهور وماخفي اكثر واكبر واعظم، اليوم السيد نوري المالكي وماواجهه في محافظات جنوب العراق من ذوي ضحايا سبايكر والمتعاطفين معهم كما يقول شهود عيان، او من جهة سياسية طالما كانت حليفة للمالكي عند تشكيل حكوماته في عام ٢٠٠٥ و٢٠١٠،كما يقول المالكي في بيانه. رغم انني شخصيا ارفض وادين هكذا اعمال ايا كانت ومن ايا صدرت، لكن هذه الحوادث تحتاج الى وقفه جديه من الدعوة كحزب اولا ومن امينه العام السيد المالكي ثانيا، ماحصل فتنة بكل ماتعني هذه المفردة، يمكن لها ان تتصاعد لتشعل مواجهات يذهب ضحيتها ابرياء او مشاركين كما حصل في البصرة، لو تطور لاسامح الله لاصبحت مواجهات لايعلم الا الله بنتائجها، كونها تحصل في شارع مدجج بالسلاح ومجتمع عشائري تغلب عليه العاطفة اكثر من العقل.
الدعوة كحزب بحاجة لموقف واضح من مسيرته التي تلطخت واصبح اسمه يعني في الشارع الدمار والقتل والفساد، العراقي اليوم لايميز بين الدعوة كحزب يرفع شعار الاسلام وبين البعث كحزب اجرامي ان لم يكن لدى البعض البعث اهون واقل تعاسة من الدعوة، خاصة تلك الاجيال التي لم تعيش ظلم وجور البعث، واظن ان الحل امام الدعاة اليوم طمر اسم الدعوة والتخلص منه، بأستحداث اسم جديد لهذا الحزب تتم المشاركة به في العملية السياسية وتنظيفه قدر الممكن من الاسماء التي ارتبطت بالفساد والفشل، هذا يمكن ان يقوم به جناح العبادي ليستثمر النجاح الذي تحققه حكومته الان في الانتخابات المقبلة، الاصرارعلى ابقاء الدعوة في الواجهة سيضاعف التجرأ على كوادره في مناطق سكنهم وربما يتحول حالهم حال من تبقى من البعثيين حبيس داره. اما السيد المالكي فقد تولى الحكم لدورتين لم يوفق فيهما، لتصل الامور الى ماوصلت اليه، وتعرضت وحدة الدعوة لهذا السبب الى التصدع الى جناحين في الظاهر لكن بالواقع عدة اجنحه المعروف منها جناح العبادي وجناح الاديب اضافة لجناح المالكي الذي لايضم في صفوفه اي داعية، مما اضطر السيد المالكي الى تشكيل تكتل جمع فيه نواب يرفضهم الشارع لارتباط اسمائهم بالفوضى والفساد اضافة لتاريخهم المشوه (خلف عبدالصمد، عواطف النعمة، كاظم الصيادي، منصور البعيجي،…) اضافة لنسبائة وابناء عمومته، ظنا منه ان الالسن السليطة لهؤلاء يمكنها ان تمحوا عنه الفشل الذي اصاب فترة حكمه، دون ان يعي ان الاصرار على نفي واقع يعيشه الناس، يضاعف حقد الناس كون هذا العمل يعني استهتار بمشاعرهم وفهمهم ووعيهم، كان الاولى بالسيد المالكي اذا لم يمتلك الشجاعة ليعترف بانه لم يتمكن من ادارة الدولة رغم انه بذل كل الممكن، فالظروف اقوى والتعقيدات اعمق، ويقوم باسناد الحكومة، خاصة وانها تدار من قبل داعية وهو امينه العام، كان يمكن للسيد المالكي ان يغيب عن الشاشة لسنة او اثنين ريثما تتغير النفوس نحو الاحسن بعد هزيمة داعش، بدل الاصرار على زعامة فارغة وتصدي للعرقلة والوقوف بوجه خطوات الحكومة وانجازاتها، والزحف على انجازات لغيره ومحاولة نسبها الى نفسه كما في تشكيل الحشد واقرار قانونه، مما جعله اضحوكة بين الناس وصل الى ان بعض الناس ظن ان المالكي اصيب بمرض نفسي جعله يهلوس، الان ليس امام المالكي الا الانزواء كما فعل الشهرستاني بعد تظاهرات الجامعات، ويعمل بعيدا عن الاعلام في اعادة النظر باموره الخاصة، لحين الانتخابات بأمكانه ان يتبنى احد القوائم دون ان يشارك فيها، ولايسمع من يوهمه بان جماهيريته مازالت موجودة كما يعمل لاعقي قصعته (اياد السماوي، والعباسي وغيرهم من الحثالات)، فماحصل في الجنوب دليل واضح على الحقيقة، رجائنا ان يستجيب الدعوة والمالكي للواقع ويتعامل معه كما ينبغي.