لا تعتذر عن غزو العراق فهو الحسنة الوحيدة التي ستدخلك الجنة ؛ لإن استمرار صدام بالسلطة الى هذا الوقت سيخلف ضحايا أكثر مما خلفته حرب إسقاطه في عام 2003
جرائم صدام وأفعاله الشنيعة لايعرفها الا الذين أكتووا بنيرانها أما رجاله ومرتزقته فيعتبرون حرب إسقاطه جريمة بحق العراق ؛ لإنهم كانوا من المترفين والمدللين أما نحن فلم يمر يوما من دون أن يمارسوا بحقنا الإذلال والترهيب
أما ماشهدناه ونشهده من ممارسات ساسة 2003 فهذا لاتتحمله حرب السقوط بل يتحمله من تصدى للحكم وسيحاكم في نهاية المطاف ؛ من هنا لايمكن المقارنة بين نظام مستبد ظالم وبين نظام فشل في إدارة الحكم لكنه لم يجرم ولم يرتكب تلك الأفعال الشريرة التي مارسها البعثيون الصداميون ؛ قد نشتم الوضع السياسي الحالي ونتهمه بسرقة أموالنا وأحلامنا برؤية عراق جميل لكننا سنصطف الى جنب الوضع الحالي حين يتعرض للخطر ونتصدى لكل المشاريع الرامية لإسقاط التجربة الديموقراطية التي تشكلت في 2003 ؛ إننا حالمون بذلك الحلم الجميل الذي لابد وأن يخرج من عالم الخيال الى
عالم الواقع في يوم ما ؛ إننا مستمرون في عملية نقد الوضع الراهن لكننا نهدف الى تشخيص الأخطاء والسلبيات التي ستتغير إن وجدت الشخصيات المخلصة التي عانت مثل معاناتنا
لقد كانت أصوت توني بلير وكولن باول وجورج بوش عبارة عن معزوفة وعن أغان وطنية تطرب جميع الرامين لإسقاط نظام صدام المعتوه ؛ وكم كنت سعيدا حين أرى وأسمع عن تفجير هذه الفرقة الحزبية وذلك الفرع الحزبي وقتل ذاك الرفيق والقاء القبض على ذاك المسؤول ؛ لقد كانت إذاعة سوا الأميركية لاتفارق مسامعي وكان كل همي هو الحصول على ” باتريات الراديو ” لكي أستمع الى آخر أخبار تقدم الجيش الأميركي وأخبار تساقط المحافظات واحدة تلو الأخرى
كم كنت ناقما على التصريحات المنددة بالحرب وكم كنت ناقما على روسيا وفرنسا وكل الدول التي عارضت الحرب ؛ كنت أعتبر إن من يؤيد الحرب هو أذكى الأذكياء وكل من يعارض الحرب هو أغبى الأغبياء والى الآن أشعر بالكره لتلك البلدان التي عارضت الحرب
لقد كان حلمي أن أكون ضيفا على القنوات التي ترفع شعار لا للبعث في يوم 9/4 من كل عام لأسلط الأضواء على جرائم البعث لكن هذا لم يتحقق لأن قنواتنا تفتح أبوابها للبعثيين أما غير البعثيين فلا وجود لهم في المعادلة الإعلامية ؛” شويه شويه ” قام البعثيون بالغاء عطلة التاسع من نيسان مرورا بعدم التذكير بها الى ان اصبحت ذكرى منسية !
حين تكون السلطة الحاكمة غير شرعية عندئذ يكون خيار العمالة أفضل بكثير من خيار الوطنية والولاء الوطني ؛ وهذا ماكنت أشعر به في ظل حكم البعث ؛ لقد كنت أتمنى أن أقدم الزهور لكل طائرة تريد قصف العراق .
[email protected]