يعلم الجميع أنه .. لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .. فمعاليكم وبعد كل يوم يمر على عراقنا المبتلى تثبتون بالدليل الملموس القاطع انكم بلا حياة ولا حياء ولا ضمير ولا حتى خوف من الله أوالتحسب الى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وخصوصا لأولياء الأمر الذي سيكون حسابهم مثلما علمنا ديننا الحنيف مدوبل (ان شاء الله).
ففي هذه الدورة البرلمانية (اللئيمة) حصرا ، وبتوافق وانسجام مشهود معلن مع حكومة (اصلاح) العبادي لم يشهد العراقي ضيم وقهر وعازة وقطع ارزاق وسلب لقمة العيش وفساد (اصلاحي) مثلما شهده ويشهده في كل لحظة وحين من لحظات دورتكم الأنتخابية هذه .. فرواتب موظفي العراق الغني لم يتم تقليصها واستقطاع مبلغ كبيرة منها على مدى التاريخ ومنذ أن كان كلكامش يمارس العادة السرية من فوق الجنائن المعلقة في الأمسيات المقمرة وهو يتخيل حبيبته ( مطو..ـــزه) وتنحت على حجر الصوان (عـ…ــر) اصطناعي ، ولحد الآن ، سوى أثناء دورتكم الحقيرة .. والحصة التموينية لم تتقلص منذ أن انشأت إلا الآن ، لكي تستقر خلال دورتكم السفيهة على الرز المعفن حصرا .. وحتى المتقاعدين الذين هم أضعف حلقة في المجتمع لم تسلم رواتبهم من الأستقطاعات الكبيرة المؤلمة .
ثم ان الفكر والعقل أخذ يتعجب في اساليبكم واساليب حكومتكم التي انتخبتموها في ابتكار اساليب غريبة عجيبة في خمط حقوق الرعية ، والتي وصلت حتى الى حجب اكراميات نهايات الخدمة للمتقاعدين المدنيين والعسكريين وفق اعذار وتبريرات ومخارج لم تمر حتى على بال أكبر سمسار أو كوّاد من كواويد محلة الذهب أوالكلجية .
ومع كل ذلك ، ورغم أنكم (كفرتم) بارزاق العراقيين ولقمة عيشهم ، ولم تستطيعوا أن تحاسبوا فاسدا واحد من فسّاد هذا العصر ، ورغم أنكم أيضا قد فاض بكم السحت الحرام وأصبح معظمكم من أصحاب الأطيان والعقارات والشركات والفضائيات بعد أن كان أجبشكم يخاف يخرّي حتى لا يجوع ، ولا يعرف من اسواق العراق سوى سوق تحت التكية للنكات واسواق البالات واسواق الهرج وغيرها .. إلا ان غيّكم قد جاوز المدى ، وظلمكم واستهتاركم جاوز كل اعتبارات الأنصاف والفضيلة والخوف من الحق سبحانه وتعالى ، عندما دستم بكل اصرار وتعمد على مشاعر العراقيين وعوزهم وجوعهم وقررتوا ان تزيدوا رواتبكم الأسمية من 4 ملايين دينار الى 5 ملايين وما يترتب عليها من زيادة في كافة المخصصات التي تتبعها .
حقيقة شتيمة ينعل أبو طاهركم قليلة يحقكم .. ويحتار المرء بماذا يوسمكم أو يصفكم .. لكن سوء فعلكم هذا وتوقيته لايمكن إلا أن يضغط على اعصاب المرء ومشاعره ويجعله يصيح بعالي الصوت .. لا يا (مناو..ـــج) .