مانعيشه اليوم في العراق من واقع فرضت عليه الظروف السياسية في منطقة الشرق الاوسط وفيه ان يكون وضعه مضطرب وفوضوي ويعاني من شدة وازمة في كل المجالات وكلما حانت الفرصة لتعديل وضعه العام واعادته الى جادة الصواب والعيش الامن تخرج علينا مكوناته المجتمعية الممثلة في الحكومة الاتحادية بازمات جديدة تعيق التحرك والنجاح وهكذا تعود عجلة الفوضى الى الدوران ويدفع العراق فاتورة هذا الامر واليوم ونحن على اعتاب نصر كبير سيتحقق ان شاء الله تعالى على اعتى قوى الارهاب في العالم على داعش ومن معها ويدعمها داخليا وخارجيا ظهرت على السطح مشكلتان خطيرتان سيكون لهما اشد واقبح التاثير على الواقع العراقي بعد داعش ,وتتمثل هاتان المشكلتان الاولى بزيادة حدة تصريحات قادة اقليم كردستان المطالبة بالاستقلال والانفصال عن العراق وبممارسات غير دستورية وقانونية كفعل محافظ كركوك برفع علم اقليم كردستان بجوار العلم العراقي الذي يرمز الى الوحدة الوطنية الشاملة ولم يكتف قادة الاكراد بهذا بل وصل الاستهتار بهم الى المطالبة بالغاء وجود العلم العراقي في كل دوائر كردستان ,وهذا طبعا يوحي الى عدم الاعتراف بالحكومة الاتحادية الموجودة وهو عبارة عن عنجهية خرجت من افواه لاتفقه الى اين هي ذاهبة بشعبنا الكردي الموجود واين المصير الجميل الذي يبغونه له ,ولم يكتف كاكه مسعود بهذا الامر بل ذكر ان كردستان لايمكن لها ان تقف مكتوفة الايدي في مستقبل الموصل بعد التحرير ,والانكى والامر هو عدم اعتراف مجلس محافظة كركوك ومحافظها بقرار مجلس النواب العراقي اعلى سلطة تشريعية بالبلد والمتضمن الغاء وجود العلم الكردي مع العلم العراقي بل اعتبروه يخص الحكومة ولايخصهم لانهم لاينفذونه ولو ابيد العراق باكمله ,اذن هذا هو موقف حكومة الاقليم الانفصالية من الحكومة الاتحادية وهي التي تباكت قبل مدة وطلبت من الحكومة مساعدتها في قضية تركيا وضربها للاحياء الكردية في الشمال ,اذن لماذا الاستهتار بالدولة العراقية هل هذا يخدم الكرد ولماذا التهديد المستمر باجراء الاستفتاء والاستقلال اين حدود الدولة الكردية وهل تسمون قوتكم العسكرية مدافعة عنكم امام الدولة ,اي منطق هذا واي كلام ممجوج هذا ,ادعوا هنا الاكراد الى النظر بموضوعية الى تصرفات قيادته التي لاتزال تعيش اجواء الوهم والضلالة وان يكونوا جزءا من العراق الام والاب وان يسهموا في خلاص العراق من ازماته .
القضية الثانية وهي لاتقل خطورة عن الاولى وهي مارشح عن المؤتمرات المشبوهة في الخارج واخرها مؤتمر اسطنبول وبالاخص من النائب محمد الكربولي الذي اظهرت تسجيلات صوتية تخابره مع دول اجنبية للتامر على العراق وهي عملية قيل عنها تسريبات من داخل المؤتمر وانا اقول انها غير تسريبات بل هي امر مقصود غايته ايصال رسالة الى الحكومة بوجود دعم دولي لهذه الطائفة التي ابتلى بها المشهد السياسي العراقي فقادتها لايرضون حتى لو اعطوا كل شيء المهم لديهم قيادة البلد وارتباطه بعجلة الخليج الطائفية المقيتة التي ادمت قلب العراق ,ايضا هنا اوجه كلامي الى هذه الطائفة الكريمة التي تعاني من عدم وجود رؤية سياسية لقيادتها السياية التي تعتبر ارتباطاتها مشبوهة عليها ان تعي الدرس وان تكون جزء من الحل وليس من المشكلة وان تعمل ضمن منظومة وطنية منسجمة مع جميع الاخوة من الطوائف والمكونات المجتمعية الاخرى وان لايبقوا داخل النظرة الضيقة التي تقول انهم القادة والباقي منفذين .
هذا هو الوضع في العراق اليوم ويتحمل التحالف الوطني الجزء الاكبر من المشكلة لانه وبحسب اغلبيته الموجودة لم يمارس واجبه الوطني في حماية العراق من كل الاخطار وتغاضيه عن الكثير من التجاوزات والانتهاكات ضد النظام من قبل ارهابيين داخل المؤسسة الحكومية .
الى اين سيصل الوضع في العراق مع وجود هذه العقلية السياسية المريضة والتي تقود العملية السياسية باكملها ,نحن نعيش في صالة قمار نلعب الدمبلة المشهورة والتي تعتمد على الحظ وليس على التخطيط والخبرات الناجحة .
رحم الله وطني العراق .