22 ديسمبر، 2024 2:19 م

لااريد ان ابدأ متشائما ، لكن الحقيقة المعاشة تفرض علينا هما ثقيلا يواجهنا ونحن نتبين مسارات الحياة القادمة وازاء هذه المعادلة الصعبة هل نتوجه الى الاعتماد على وسائل باتت مستهلكة في حياتنا ام نسبر الاغوار باتجاه الحفر عميقا في الممكنات التي تساعد على تحقيق انجازات تزرع الحدائق في النفوس وتشعل فتيل ضوئها بين الناس ؟
لابد من الاعتراف  ان مهمة الجميع صعبة اليوم لاننا نتعامل مع الجوانب الاعمق في حياة الانسان اليومية ونسعى الى السير بالاتجاه الصحيح ومحاولة حصد كل ماهو سليم يحدده المجتمع، لاننا جميعا لانعيش في طرف اخر من الحياة بقدر ماباتت تشكل مثابة مرتفعة ترصدها الارادات وعيون الحرس من اجل ان تسمو الى المعالي.
اقول …انك وحدك تستطيع اشعال النيران في مساحات شاسعة لكنك تعجز تماما عن اطفائها بمفردك.
ليس امامنا سوى القول ان كل الانجازات التي يمكن تحقيقها لاتجد سبيلها الى الناس مهما كان حجمها اذا لم تكن قد اثرت بشكل فعلي في المواطن واحتلت مكانا معقولا بين التوصيفات العديدة التي ترافق المسيرة الانسانية.
كلنا اليوم مجتمعون للعمل في ميدان واحد يهدف بالاساس الى خدمة الناس وتذليل مصاعبهم الحياتية وهذا يحتم  علينا ان نضع نصب اعيننا ان الوطنية تراهن دائما على سيادة الوطن ورقي المواطن لانها تعبير عن الولاء والوفاء للارض والشعب.
علينا ان لانبقى ننتظر لان عجلة الزمن  ستتجاوزنا لانها لاتعرف  التوقف وليس امامنا سوى التكاتف لمنع تصدع جدار الوطن وحمايته من الانهيار، فانك وحدك لاتستطيع  تشغيل عجلة البناء، المهم في كل العملية هو ان نرى كم عملا انسانيا وطنيا عانق السما .
 السؤال الذي نسعى الى الاجابة عنه بشكل جدي هو الى اين نتجه؟ وهل سنبقى ندور في حلقتنا المفرغة،  وهل سننتظر الايام تملا فراغنا، هل سنبقى نبحث عن امالنا ؟
نحن متعبون ولن نحتمل صدمات جديدة ولانحتمل سماع توصيفات تقسم تاريخ الوطن الى قبل 9/6 وبعد 9/6 وهو الموعد المشؤوم مع سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي ولم يعد امامنا اليوم سوى اقتحام التاريخ وصناعته وفرض سلطاننا عليه بل تحديد ماذا نريد ان نكتب لا ان يفرض علينا من الاخرين بعد ان غنينا كثيرا من الالم وظمئنا ونحن نعيش بين دجلة والفرات.
يقول الكاتب المغربي طاهر بن جلون انني جئت الى الشعر عبر الحاجة القصوى لشجب الغبن والاستغلال والاذلال اعرف ان هذا ليس بكاف لتغيير العالم  ولكن ان تبقى صامتا فان هذا النوع من الاشتراك في الجريمة لايطاق.