ان كان موقع كتابات (واثق الخطوة يمشي ملكاً) سابراً وعورة الطريق منتشياً بالفرح حيث يؤدي رسالة الحرية واعطاء المجال لمن يريد خوض غمار السياسة او اعطاء رأي او طلب مشورة فهو بذلك سباق لوجود التنوع الفكري مما جعله الموقع الاكثر قراءة وبموضوعية لا اخالني اجامل اذ منحني ولاكثر من اربع سنوات فسحة النشر وبدون قيود.
ولكني اجد لزاماً علي ووفاءٍ لهذا الموقع ان ادلو ببعض ما اراه ضرورة وطنية ان يكون الموقع اكثر التصاقاً بالمرحلة الحالية من النكوص والتخاذل والفساد والارهاب التي يمر بها العراق واني لاجد وللاسف الشديد ما يكتب خارج هذا الاطار (مع تقديري لما يحمله الموقع من اعطاء فرصة لمن يكتب) ممن يبتعد عن اهمية الحاجة الى ان تكون الكتابة تتضمن:-
1- خطأ وطنياً غير منحاز وبالذات لمن هم في السلطة لسوء الاداء العام
2- ان يكون مضمون الطروحات لا يحمل جانب الاستفزاز الطائفي والسرد التاريخي العقيم كونه يولد حالة من النفور حيث غياب الحقيقة التاريخية المطلقة وان القاعدة الحقيقية اننا ابناء وطن واحد نلتقي بالانسانية وحب العراق قبل انتمائنا الديني والحزبي والقومي.
3- ان المرحلة التي نعيشها هي مرحلة استحواذ وسرقة وطن من الباب الى المحراب وهذا يتطلب ان تقف الاقلام الشريفة بكشف طبيعتها وبصوتٍ عال.
4- ان تنصب الكُتابة على القيام بحملة وطنية لمنع عودة من افشل سياسة العراق في ظل الانتخابات الجديدةالقادمة
5- التركيز على دعم الاقلام المحايدة والوطنية وصاحبة التاريخ الوطني.
وعلى ضوء ما يطرح في كتابات وفي بعض المواضيع تتضح صورة سلبية لبعض الكُتاب الذين يمتلكون النبرة الطائفية المقيتة والاستفزازية وكان ما يطرح هو التنابز بعينه فأذا كتب (س) من محور المذهب الشيعي نجد (ص) يكتب عن المحور السني وبسرد خيالي ليس موثق بدلالة مصادر عبرت عن رأيها في مراحل سابقة ولا يمكن اضفاء الشرعية عليها حاضراً وهذا نراه ايضاً في عرض صراعات القوى في الستينيات وما قبلها وما بعدها على الموقع يجعل الفرقة (بغياب الوعي) الاكثر رواجاً وحيث لا يوجد كابح ذاتي لهذه الثقافة نجد ان الاقلام تعتمد على رؤية مقيدة بأجندة التاريخ متناسين ان هذه الصراعات قد القت بضلال التخلف والتراجع عبر حقبات التايخ ولهم ان يبصروا الامم وطريقة تطورها ونهوضها , نعم ربما تكون الاختلافات بوابة عبور للتوصل الى النتائج التي تخدم سيرورة المجتمعات لكن لعمري لم تكن في يوم الصراعات الطائفية والمذهبية صنعت عاملً من التقدم. ونحن بالذات في العراق ما لنا لا نركز على حاضرنا ومستقبلنا ونغرف من الامم النهضوية ونبني بعد ان عجزنا وعجز خطابنا عن سبر غور التطور ولي رؤية اؤمن بها ان من يستخدم هذه الاقلام ليس تعبيراً عن حقيقة ايمانة بقوة المذهب او الطائفة بل اني لا اشك لحظة بأن ما يكتب في هذا المجال انما هو تعبير (مهني) مدفوع الثمن سلفاً ولان النور والحقيقة لا يمكن ان تغفل وتبطن بهذا الغشاء الساذج.
وكوننا نعيش مرحلة نحتاج فيها الى البناء فهي دعوة صادقة للكف عن هذه الخطابات التي لا نصنع بها (I Phone ) كما صنعه العربي الاصل (ستيف جوبز) بعد ان غادر من فكره نسيج الطائفة والمذهب والعنصرية والقومية وليعلم من يريد الحقيقة ان العلم والمعرفة ومواكبة العالم هو الكفيل بعبورنا وفك طلاسم تخلفنا.
اخيراً اقو لان وطن مثل العراق لا يبنى (بالتراث المقدس) بل يبنى اذا غرفنا له من الجوانب المضيئة في الحياة ومن الشعوب التي شيدت وتعالى بريق انجازها وجعلنا طلاب علم في جامعاتهم .