23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

الى انظار وزير النفط د. عادل عبد المهدي / 12

الى انظار وزير النفط د. عادل عبد المهدي / 12

“فإذا جاء وعد الارض جئنا بكم لفيفا”
إتقِ الله بصون مصالح الشعب وكف يدي فياض والياسري عن إعطاء إصبعهما الوسطى للشعب
تقضي الحكمة الإلهية العظيمة، ان يقسم الرب، على عباده، بـ “التين والزيتون” يكتب على نفسه الرحمة، ما يؤكد ان لجلاله بعدا لا تفقهه عقولنا.
وحين يتوعد عباده، من خلال الارض، يجيء بهم لفيفا؛ فلأن لا معجز لقدرته، على الاطلاق، وأن سبيل استيفائه الارواح التي بعثها في الاجساد، هو من خلال أديم الارض، وعدا مكتوبا على البشر.. بل على جميع المخلوقات.. كلها توارى الثرى، بموعد محتوم، ومن الارض تعرج الارواح نحو الله…
أفبعد أن يؤتى بها، ثمة مناص من الالتفاف على إرادته، بإدعاء التقوى، وهو يعلم الغيب وما تخفي الصدور، و… السرائر مفتوحة أمامه: “ألم نشرح لك صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك، الذي انقض ظهرك، فمع العسر يسر، إن مع العسر يسراً”.
الله بعظمة جلاله، يتساءل، امام عبده، منتظرا الجواب:- ألم نشرح لك صدرك؟ واعدا باليسر، فلا تقنطوا من رحمته؛ ما دام هو الشارح الاكبر.
 
بهجة وشق
لماذا تدلسون؟ وانتم في كنف رب حانٍ على عباده، فـ “الشرح” ذو معنيين.. الأول من الانشراح، اي البهجة والسعادة، والثاني من الشرح، أي الشق! فإذا ما كان العبد، منشرح البهجة او الشق، فلماذا يذهب الى الخيار الأسوأ في الآية الكريمة: “… وأهديناه النجدين، فإما شاكرا واما كفورا؟” لم لا يشكر، وبالشكر تدوم النعم، وإن شكرتم لأزيدنكم”.
نستعاد بين يدي البارئ، وهو أرحم الراحمين، لطيف بالعباد، يشرح صدورنا، حين يضيق الحشر، مكتظا بالأولين والآخرين؛ ما يوجب ان نتقيه حق تقاته، من خلال أداء أمانة الدنيا، بصدق، يقينا عصرة الآخرة؛ فلا يعمد وكيل وزارة النفط فياض حسن نعمة، الى فتح مكتب، في الجادرية، بمعونة مدير التخطيط والمتابعة صادق الياسري، لتقاضي رشاوى، على شكل “كومشنات” حسب قيمة المبلغ المكتوب في العقد، المبرم بين الوزارة والشركات الاستثمارية الاجنبية.. وبضمان النسبة الشخصية لهما.. فياض والياسري.. يوقع العقد صباح اليوم التالي، في ديوان الوزارة.
وبغير الخضوع لهذا الابتزاز “يطلعون مائة عيب شرعي” في العطاء المقدم من الشركة، التي تظل تدور في سورة دوامة لا أول ولا آخر لها، تائهة في ممرات.. صاعدة نازلة، في وقت واحد.
 
سادك وفياز
ولا نظن.. بل يستحيل الظن، بأن معالي الوزير د. عادل عبد المهدي، لا يدري بـ “الخياس” و”الزنجار” يتآكلان “النفط” وأرصدة الوكيل ومدير التخطيط، ولفيف من جوق بطانة المنتفعين، تتزايد من ريع “الكومشنات” الابتزازية التي وصلت رائحتها الى دول العالم، تزكم الانفاس بالأسماء: فياز.. أي “فياض” وسادك.. أي “صادق”.
لذا.. كي يجاء بشخصك، من قبر محترم على الارض، بعد عمر طويل، الى السماء، موقرا؛ إتقِ الله بصون مصالح الشعب، التي أئتمنك عليها، من خلال كف يدي فياض والياسري، عن ابتزاز الشركات، فتولي الادبار، أو ترتضي الدفع، وتخصمه من الناتج؛ ما يعني الإضرار بواردات العراقيين، في الحالتين، بحرمانهم من حقهم في مردودات ريع النفط، الذي تحول الى سلعة لمنفعة شخصين وبطانتهما، أما الشعب، فيعطيانه إصبعهما الوسطى من الكف اليسار.