بسم الله الرحمن الرحيم
الى انظار السادة …… : المبدعون في محافظة ذي قار 
اعضاء البرلمان من  محافظة ذي قار …
رئيس واعضاء مجلس محافظة ذي قار …
محافظ ذي قار ..
السادة  مسؤولي الاحزاب والتيارات السياسية  والمنظمات الجماهيرية والمهنية
ونسخة منه الى :
المكتب الخاص  لفخامة رئيس الجمهورية .
المكتب الخاص لدولة رئيس الوزراء .

عندما تحل ضيفا في اية بقعة من بقاع العراق المحروس  ؛ وفي اي من مجتمعاته شمالا وجنوبا غربا وشرقا  ، وتذكر لهم انك من محافظة ذي قار؛  فسرعان ما يبادرك اولائك القوم بالمديح والتبجيل والاشادة والتكريم . فالكلمات التي نسمعها ( ونعم من اهل المنتفج ، ونعم من ابطال معركة 1813 “معركة الفضلية ” التي هزج فيها الشيخ حمود الثامر ” الطوب اصلب يو مكواري ” ، هذه الاهزوجة التي تزين المدخل الرئيسي لاخواننا اهل السماوة للخارج من السماوة الى بغداد او الداخل اليها وقد استعاروها رغم انهم كانوا ضمن الحدود الادراية لامارة المنتفج ) وايضا يثني عليك اهل العراق باعتبارك ابن ذي قار اول المتصدين للانكليز في معركة الشعيبة عندما زحفت الجموع يتقدمها محمد سعيد الحبوبي متجهة صوب الشعيبة ويعاونه بدر الرميض واعجمي السعدون وكبار مشايخ المنتفق والاعيان من رجالات المنتفق ورجال الدين ، وكانت اهزوجتهم الشهيرة ( هلله هلله يربنة – ما ربيناش بذلة –ولا سكتنة على عايل – ولا تفكنة نملة ) ومن ثم التصدي الهائل لمنع الانكليز من دخول الناصرية سنة 1915 م في معركة مجينينة ، شرق الفضلية ، وفي معركة الجسر في بساتين محمد علي والد الحاج طالب المشهور التي يشغل موقعها الان فندق الجنوب . والتي اطلق فيها ادلاء الخيانة الذين اشترى الانكليز ذممهم ليرافقوهم لاحتلال العراق ، وانهم الان اكثر المتشدقين بالوطنية ؛ لإدعائهم بانهم  سكان العراق الاصليين . حيث اطلقوا عبارة الشجرة الخبيثة على ذلك البستان الذي منع المقاتلون فيه الانكليز من العبور . ويثني عليك اهل العراق ايضا كونك ابن ذي قار انك جعلت المرور عبر الناصرية لانقاذ قوات طاوزند المحاصرة في الكوت امرا مستحيلا عندما تصدت قبائل ال ازيرق ومن تحالف معها لصد الانكليز وتكبيدهم خسائر فادحة وتقديمهم الارواح سخية في سبيل ان لا يدنس الانكليز تراب الوطن . واصبحت الناصرية الجسر المكسور بالنسبة للانكليز الذين راحو يفتشون عن طرق بديلة لانقاذ طاوزند  وضلت الناصرية عصية عليهم  . ويرحب بك اهل العراق عندما يستذكرون امامك اهزوجة ( شرناهة وعيت باهيزة ) ويسألونك عن باهيزة هل هي امرأة ..؟ وعندما تخبرهم بانه مجرى مائي رفض ان يعبر الانكليز عليه عندها يكبرون فيك التورية ( والحسجة ) وعندما ياخذك الحديث ويتشعب مع ابناء العراق هم يذكرونك بانك  مضيافا شجاعا ويكفي ان هم يطرون بدر الرميض امامك ليملؤك الفخر.  او يذكرون النائب العطشان ( عبد المهدي المنتفجي) الذي كان سببا في اعادة الحياة لشط الغراف ؛ او الذي قاد جموع الثوار في ثورة العشرين الباسله. ومتميزا ومبدعا وان رجالاات الاحزاب السياسية وبناة الفكر انطلقوا من ذي قار.  وان مبدعي الفن والادب الذين رفدوا الوطن الحبيب بالخبرة والطاقة وتعدوه الى العالمية هم من ذي قار .. ! واهل العراق ايضا عندما تحل ضيفا عليهم يذكرونك بان ابناء ذي قار مبدعين – سياسيهم مبدع ، محاميهم ، طبيبهم ، معلمهم ، مهندسهم ، عاملهم ، مفكرهم ، اديبهم مبدع  طالبهم متفوق . رغم ان الادباء  في ذي قار حاولوا وبكل وسيلة  ان يحصلوا على غرفة تأويهم وليس مقرا معتبرا  ؛ لغرض ان يمارسوا  نشاطاتهم فلم يستجب لهم احد .. ولم يتركوا بابا في هذا المجال الا وطرقوه ، والابداع في ذي قار على ما يبدو اصبح خصيصة لهم .
وان هذا الفعل الابداعي  ايها السادة يحتاج الى ردة فعل تساويه في القوة على الاقل من قبل المسؤول . وانا وغيري استغرب جدا عندما ارى المتفوقين من طلبة المدارس والمعاهد والكليات ينشرون اعلانات على المواقع الالكترونية يطلبون من السيد المسؤول  ان يكرمهم كأنما هم في عملهم هذا ( يستجدون ذلك ) في حين ان هذا من صلب واجباته . ورعاية المتميزين والمبدعين من مهمات الذي يتصدى لقيادة المدينة او على الاقل انه في فترة حكمه للمدينة ؛ يكون قد ترك الاثار التي تستذكرها الاجيال من افعال ابداعية او تكريم مبدعين . والمسؤول في الدولة ايا كانت صفته هو بالامس مجاهد ، يضحي بالغالي والنفيس لغرض ان يسعد الجماهير ، ويضع لها برامج تنقلها الى الحياة الافضل ويرعاها . وليس الهدف الوصول الى الكرسي والتمسك به ، وانك لا تبقى مسؤولا طول عمرك وانما هي لمرة ولمرتين ولسنوات قليلة . فينبغي ان تترك اثرا تفخر به امام  اولادك واحفادك وتفخر به عندما تكتب ذكرياتك او انه يكون مادة لحديثك ( انا في الزمن الفلاني عندما كنت مسؤولا  انجزت كذا وكذا …) الوظيفة ايها السادة هي تكليف  وليس تشريف للفرد على سواه . فالذي يكلف عليه ان يكون اكثر خدمة للجماهير  واكثر تحسسا لمعاناتها.  واكثر ملاحظة لفروقها الفردية واكثر التساقا بشرائحها من خلال الزيارة والاتصال والمتابعة والوقوف على المنجز وتعميم الناجح منه  ، والوقوف ايضا على معوقات العمل ومعالجتها . وحتى المنظمات السياسية في المدينة معنية بذلك من احزاب وتيارات وكذلك المنظمات المهنية ، اذا لم تنزل الى الشارع وتتحسس هموم المواطن وتنقلها الى المسؤول وتتعاون معه لانجازها .. فما هو فعلها اذن ؟نحن لا نريد تنظير ؛ نريد فعلا ملموسا . وبالتاكيد ان تلك الاحزاب لها برامج وخطط .. تتيح لها التوغل بين اوساط الجماهير؛  وسياسة تحكم تلك التوجهات ؛  وواجبات ينبغي تنفيذها ( حيث المواطن ليس بحاجة الى ان يتعلم الصلاة والصوم  على يد تلك المنظمات ) فكم من مرة تلك المنظمات احرجت المسؤول بمطالب جماهيرية ؟ واذا لم يستجب لها ماذا فعلت ..؟ نظمت مظاهرة ؟ قامت باعتصام مدني ؟ نظمت مقاطعة ؟ نتمنى ان يحصل ذلك لغرض ان نعاون المسؤول على تجاوز تقصيره.  ونشد من ازره بان ينجز ويبدع على اكمل وجه . ويرعى الابداع ايضا . وتلك المنظمات والتيارات والاحزاب عليها ان ترعى الابداع والمبدعين من باب زيادة جماهيريتها على الاقل والكسب الشخصي لها ..فكم من المبدعين في مدينتي لم يلتفت لهم احد .. ولم يأبه بهم احد .. وكم من كاتب وقاص واديب  ومبدع اهدى ثمار جهوده للمسؤولين في المحافظة . وهم لم يكلفوا انفسهم بالرد عليه حتى او ( القول له شكرا ) ونحن عندما نضع نتاجات عقولنا التي تمخضت عن عمل مضني امام انظار المسؤول ماذا نتوقع منه غير التكريم … ولكن هذا لا يحصل ..! لكن الابداع في مدينتي مستمر .. لا يثنيه اهمال المسؤول للمبدع او تجاهله او تعالي او عدم درايته بقيمة الابداع . وها هو اتحاد الكتاب والادباء يفترش الرصيف ولكن كم هي انجازاته خلال هذا العام والعام الذي سبقه .. هي كثيرة حقا . وكم من امسية تحققت ، وكم من مهرجان اقيم ؟ هي كثيرة حقا . والمسؤول لا يكلف نفسه حتى ان يحضرها رغم توجيه الدعوة له بحراره ورجاء . وان حضرها اعوانه فحضور باهت لا يغني ولا يسمن ولا ينفع . فهي مناشدة الى سادتي المسؤولين في المحافظة والى كل المنظمات والاحزاب والتيارات والتجمعات ومنظمات المجتمع المدني ان تهتم بالابداع والمبدعين وان تحتك بالمواطن لتلمس نبض الشارع ومشاطرة هموم الناس لانه يا سادتي الافاضل انتم  كلفتم بان تقدموا الخدمات للمواطن . ولا تجعلوا الطلاب من المتفوقين يستجدون على مواقع الانترنيت؛ ولا تهملوا الانسان فهو سبب تبواكم القياده.  والحمد لله رب العالمين .