12 أبريل، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

الى امراء الفساد في بلادي اهدي هذه االمقامة وهي من ضمن مجموعتي القصصية الثالثة ( عينا الشيطان ) 

Facebook
Twitter
LinkedIn

مقامة عراقية ( السيارة )
حدثني الشيخ السعيد أبو مجيد ، فقال :
بينما أنا أسير في زحمة السوق ، أبحث عن ثياب للعيال ، عند باعة عرفوا ببيعهم للقديم والبال ، وتحيط بهم الأوساخ والأزبال ، وإذا بصوت قد أرتفع ، شد الأذهان والسمع ، معلنا عن البشارة ، بقرب وصول السيارة ، فتطايرت عندها الثياب ، وتراكض الشيوخ والأطفال والشباب ، واختلطت الأحذية بالنعال والقبقاب ، عندها أخذتني الحمية ، وركضت أسابق الرعية ، فالفوز بالغنيمة ، يحتاج همة وعزيمة .
وبعد جهد وعناء ، وشد وارتخاء ، وقف الجميع في الطابور ، وكنت في أوائل الحشور . وبعد ساعة كثر فيها القيل والقال ، عن المقياس والأوزان والأثقال . أعتلى رجل السيارة والقى خطبة بغاية المهارة . وكان مما قال بعد طول المقال ، والدعاء للأمير والثناء عليه والتقدير :
” ان أميركم قد سمع شكوى الناس ، ممن ليس لهم أحساس ، يطالبون فيها الأمير ، بتوفير الماء والنفط والحصير، غير مبالين بالظروف ، وقلة الوارد وكثرة المصروف ، وقد أشتكى بعظكم من قلة الميرة وارتفاع التسعيرة ولهذا فقد أمر الأمير، بإعطاء الغني منكم والفقير ، والصغير والكبير ، دلوا من الوقود ، مقابل بعض النقود ، فادعوا معي للأمير ، وأعذروني من التقصير ” .
عندها صاحت الجموع في الصفوف ، أنزل فلقد أطلت الوقوف ، وأعطنا الذخيرة ، فقد حانت صلاة الظهيرة ، عندها فتح الرجل الصنبور، وعم الجميع الفرح والسرور، إلى أن حصل المحذور، فقد صرخ رجل ياللسماء؟ لقد غشوا الوقود بالماء ، عندها تطايرت الدلاء ، وعم الضجيج واللغط الأرجاء ، وأمسكوا برجل الأمارة ، وأشبعوه ضربا بالعصي والدلاء والحجارة ، وعندها أخذتني الحمية ، لنصرة الضحية . وبعد شتم وسباب ، وضرب على الأرجل والرقاب ، وصلت الى رجلنا المنشود، وهو ممزق الثياب والخدود ، فاذا هو صاحبي ( أبو الدروب ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب