22 ديسمبر، 2024 2:12 م

الى المعارضة بكل صنوفها :-هذه المرة : انتم على حق ,, ولكن , مشتتون

الى المعارضة بكل صنوفها :-هذه المرة : انتم على حق ,, ولكن , مشتتون

فيما مضى كنا ننظر الى المعارضين للنظام نظرة اجلال واحترام وهيبة وشجاعة وللملاحقين والمنكل بهم والمعتقلون والمعدومون نظرة اعجاب واكبار واشادة رغم تجنبنا العلاقة بهم علنا او حتى خفية خوفا من عيون النظام وجواسيسه (كنا نسميهم كذلك) والاّ تصيبنا (طايحة لايحة ) بسبب هذه العلاقة , لكننا كنا ندعو خفية وسرا ان ينصرهم الله او (اي ناصر) وانهاء غربتهم واحزانهم وهوانهم على الناس (الغرب خصوصا) وان يعودوا الى وطنهم بكل كرامة ويسهموا في (تعديل المايلة) وننطلق سوية في بناء الوطنننننن, وشيئا فشيئا( ويوم وره يوم , حبيبي) بدأت تتغربل هذه المعارضة العريضة (كلش) بغربال اكبر عيونه لا يسقط منها حبة رمل بسيطة لكنهم جميعا (جميعا) سقطوا ولم يبق في الغربال (اياه) سوى عشر معشار ما وضعناه فيه وهم ايضا في طريقهم للتضاؤل والصغر, وقد نعتهم احد رموز النظام المُعارَض بمجموعة لصوص وقطاع طرق وسيبيعون العراق بيومين بمجرد استلامهم زمام الامر (عبالك عنده علم الغيب ) وظهر فعلا هذا النعت ينطبق تماما عليهم, وها هم يقفون في كل شبر من سوق النخاسة والعهر والوضاعة وعلى كل دكّة وعند كل(بسطية) يحملون جزءاً من الوطننننن ويعلنون باعلى الاصوات (جزء مهم وغني من وطن , للبيع, للبيع بابخس ثمن) ,

لكنهم كانوا رغم هذه النتائج الكارثية وما وصلنا اليه من تدهور واندحار كانوا مُوَحَّدون في القرار ومشتتون في النوايا ولا تهم النوايا اذا كان القرار واحدا يجمع الاضداد والمتناحرين لفترة من الزمن لبلوغ الغاية المنشودة وهي اسقاط (النظام) نعم (النظام الذي كان فعلا نظام رغم ما آلت اليه الاوضاع في عهدهم من سوء لا يصل الى ادنى درجة من سوء الحاضر), وبلغوا الغاية المرجوة من هذا القرار والتفتوا الى النوايا المخفية واخرجوا معاولهم التي خبّأوها تحت ثيابهم المتنوعة الموديلات والدلالات والانتماءات (حيث الملبس اصبح يشير الى اتجاه كل فرد وانتمائه وفكره),

المثير في الامر ان كل المعارضين اياهم كانوا يشكون ويعانون الاضطهاد الفكري والضيق والتضييق على الحريات كحرية التعبير والرأي وبعضهم كان يعاني من التضييق على شذوذه الجنــ ,,ي والنفسي , لكنهم لم يكونوا يعانون من التضييق على الدين والمذهب والقومية , يكذب كل من يصور للناس انه أُضطُهد لمذهبه حيث كانت كل المذاهب تمارس طقوسها بحرية واعتدال وكل الاديان مصانة قدسيتها ومنها اليهودية التي ينبذها حتى العالم المتحضر الغربي الذي في ظاهره يناصرها وفي باطنه يعاديها لاسباب لا جدوى من ذكرها الان,ويكذب كل من يصور للناس انه مضطهد قوميا حيث القوميات المتعددة تمارس حريتها وتتبنى موروثها وتتابع نشاطها الشعبي وتطور علاقاتها وتنشىء المنتديات الخاصة بها وبالتسمية البحتة وحتى اللغة التي فرضت في كل مدارس العراق كاللغة الكردية باعتبارها القومية الثانية بعد العربية , ويكذب كل من يصور للناس انه مضطهد بسبب حكم جنائي صدر بحقه وهو غير مذنب , ورغم مؤاخذاتنا الكثيرة حول عدة قوانين او قرارات اتخذت وصفناها حينها بانها سيئة لكنها كانت بالنسبة للمشرّع حماية لنظامه او شرعته او فكرته ,

أما وقد جاء دور المعارضة (الان) والذي يمثل بالدرجة الاولى معارضة عشوائية لا يُعرف لها هدف محدد من حيث التوصيف , فلا هي معارضة فكرية كون الكل (اصحاب بسطيات الافكار) موجود ويتفاعل ويكتب ويعترض ويستنكر ويؤسس حزبا ويقود تابعين , ولا هي معارضة دينية كون الكل( من اصحاب المذاهب والمشارب والاديان) موجود ايضا وينادي بدينه ومذهبه وشرعته , ولا هي معارضة قومية والدليل خير من الله ( كل مين ايده له) وحسب قوته ونفوذه وسيطرته,اين المعارضة اذن؟ اين وجه الاعتراض على ما يجري ؟ لماذا تشتت الرؤى بهذه الطريقة ؟ لماذا نهرب من حقيقة اننا لا نجيد دور المعارضة ولا ندري كيف يكون الاعتراض سوى بالتشهير والكشف والفضح والذي لا يؤخر غرق السفينة (العراق) في اعماق سحيقة ؟

المعارضة عامّة, حيث كل الشعب يتململ وحانق على ما يمر به من اهوال وصعاب وفقر وعوز ,

المعارضة تامّة , حيث تتوفر لها كل السبل التي تؤهلها أن تكون معارضة حقيقية واضحة الاهداف ,,

المعارضة ,ان تجتمعوا على هدف وغاية تهم الجميع ولا تستثني احد , لأننا جميعا تحت مطرقة الدجل واللصوصية وعلى سندان الولاءات المتعددة والاهواء التافهة , وتحت احتلال خفي ذكي يأكلنا من الداخل بهوية عراقية ,,