كلكم مسؤول عن اضاعة هيبة الدولة وانتقاصها وتمريغها بوحل اطماعكم ومنافعكم الشخصية ومهاتراتكم السياسية واستقتالكم على المناصب والمراكز الإدارية والسياسية وخلق الازمات المتتالية والمتلاحقة في سبيل تمرير صفقاتكم وعقودكم ومشاريعكم الوهمية من اجل ملئ خزائنكم وارصدتكم بالسحت الحرام المقطوع من بين افواه هذا الشعب الجائع .فاين هي هيبة الدولة عندما فتتم جيشها الوطني وانتزعتم منه روح التفاني والتضحية والاخلاص لتربة هذا البلد وحولتموه الى جيش ممزق مهمش يعيش على ارصفة ميليشياتكم واحزابكم وعلى اثرها توالت هزائمه وانكساراته وراحت مدننا وارضنا نهبا للغزاة والطامعين؟ثم اين هي هيبة الدولة الاتحادية الديمقراطية وعمليتها السياسية التي توجت بعد التحرر من ربقة النظام الدكتاتوري البائد والتي أفرغتموها من محتواها ولويتم نهجها واهدافها لصالحكم وصالح عروشكم واطماعكم فتاهت كل هذه السنين تتلكأ بازدواجية مقيتة لا يعرف لها قرار ومستقر بين ما هي دولة مدنيه ديمقراطية ام دولة دينيه ام قبلية عشائرية؟فيا ايها المتباكين على هيبة الدولة الا تعلمون ان هيبتها هي من هيبة واحترام وتقدير الشعب الذي انتخبكم وبوئكم على هذه المقاعد والمراكز بغير وجه حق بفعل تلاعبكم وتزويركم وتمويه حقائقكم الشخصية وانحداراتكم البيئية والطبقية فهل احترمتم ارادة الجماهير الغاضبة ومرجعياتها الدينية والعشائرية وطيلة ثمان شهور متواصلة وهم يتظاهرون من اجل ايصال اصواتهم الى مسامعكم لتحقيق مطالبهم المشروعة بالإصلاح الفعلي والتي تجلت بتحسيين الخدمات وتشكيل حكومة تكنوقراط حقيقيه مستقله سياسيه وغير تابعه لأي حزب من الاحزاب السياسية الحاكمة وبناء هيكلية الدولة والسلطة على اسس متينه من الكفاءة والوطنية والنزاهة والاخلاص وليس على اساس المحاصصة والتبعية لهذا الحزب او ذاك ,ومحاسبة المفسدين وتنشيط دور القضاء ,واعادة النظر في الهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والمدراء العامون وغيرها من المطالب البسيطة التي يتمناها اي مواطن بسيط يعيش القرن الواحد والعشرين.ابدا لقد صمت اذانكم وعميت ابصاركم وماتت ضمائركم واحاسيسكم ورحتم تماطلون وتسوفون وتستهينون وتستخفون بشعبكم ووطنكم وفي دواخل نفوسكم المريضة والحاقدة انها صيحات وهتافات سرعان ما تتعب وتخبوا كسابقاتها وبالتالي لكم النصر والضفر على طريق الزيف والخيانة والالتواء ويبقى نزيف الدم العراقي المراق على مذبح تصرفاتكم وتهاونكم واستهتاركم بأرواح ابناء الشعب مدرار لا ينقطع .ويبقى سيل الاموال والتلاعب بثروة البلد وخزائنه طريقا سالكة ممهدة لجيوبكم ومحسوبيكم ومن لف لفكم والانسان العراقي له الفتاة الفاضلة من ولائمكم وسرقاتكم .وعندما ضاق المواطن المنتفض ذرعا بكم ونفذ صبره وقلت حيلته في كيفية أيقاض مشاعركم وانسانيتكم وتحفيز البقيه الباقية من وطنتيكم تماديتم في غيكم ووليتم الادبار غير عابئين ولا مكترثين للحشود الغاضبة والثائرة من حولكم والتي تزمجر غليانا وفوره من لا مبالاتكم ومساوئكم .فألى اي درجة يستطيع الانسان التحكم بأعصابه وكوامن نفسيته الهائجة وهو تحت شمس حارقة تمور فوق راسه وتحت اقدامه ولعدة اسابيع حيث صعدت الغيرة والاندفاع الوطني لرد الكرامة واعادة الاعتبار لمكانة المواطن وشخصيته التي انتقصتم منها بسلوكياتكم العابثة والمارقة غير المسؤولة وكانت انتفاضة المسحوقين والمغيبين والجياع من ابناء هذا الشعب الذي انتهكتم حرماته ولعبتم بمقدراته طيلة هذه السنين.وهيبة الدولة لم تقوض او تمس شخصيتها عندما يعود البرلمان لأصحابه الشرعيين من ايدي من انتهكوا حرمته وفرطوا بثقة ابناء شعبهم بهم .