19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

الى العم المرحوم عبدالجبار اسماعيل الراشدي احد وجهاء قبيلة الراشد

الى العم المرحوم عبدالجبار اسماعيل الراشدي احد وجهاء قبيلة الراشد

لم يحصل لي الشرف ان ألتقي بكم يوماً للتباعد السكني ربما بيننا ولعدم حصول تعارف مع احد مقربيك في حينها..وهكذا هي الحياة الدنيا تجعلنا نزداد شوقا لناس عرفناهم ففقدناهم وناس مفقودين لم نرى وجوههم الباسمة ولكننا رأينا ذكرياتهم الطيبة واثرهم الطيب وذرياتهم الصالحة.. رأينا كيف بنوا بناءهم الصحيح وكيف خططوا رغم عدم امتلاكهم الشهادة المدرسية…
ولم يؤثر بهم أبداً اطماع الدنيا ومغرياتها رغم انها كانت موجوده تحت تصرفاتهم..
نعم ايها العم العزيز
اليوم انا احد اصدقاء ابناءك فواز وشعلان واسماعيل وكانت تربطني علاقة طيبة مع ابنك الكبير المرحوم الشيخ ياسين ابو طارق رحمه الله واسكنه فسيح جناتة..
ومن خلال علاقتي الاخوية الحميمة والصادقة مع الاخ والصديق الوفي فواز والد الاستاذ علي فواز وعلاقتي بالاخ شعلان ابو بنيان وعلاقتي بأبناء الاخ ياسين والاخ اسماعيل وحفيدكم ميسر ابن المرحوم طه وجدت في هذه العائلة المعطاء روح التسامح والاخوة الصادقة والقلوب الطيبة وماهو هذا بجديد فهو تجديد لاثاركم وعمرانكم الذي بنيتموه مع اسلافكم طيب الله ثراكم….
ان حياتنا اليوم ربما عصرية اكثر من حياتكم عمي العزيز ولكن مازال ابنائكم واحفادكم محافظون على تقاليدكم وعاداتكم الاجتماعية فمازال العقال العربي فوق رؤوس اغلبهم ومازال الجود والكرم عامر في بيوتهم ومازال التسامح بينهم وبين الناس من حولهم ومازالت طيبة قلوبهم وحيائهم تفرض على ارض الواقع كل الاحترام والتقدير لهم…
انكم ايها العم العزيز
زرعتم الطيب فحصدتم الرحمة لارواحكم الطاهره والدعاء لكم بكل مجلس تذكرون به بالمغفره والرضوان وانتم تنامون في قبوركم هانئين بما انعم الله لكم لانكم اصحاب نية سليمة وحياة قضيتوها على الفطرة والعادات العربية الأصيلة.. ومنكم ومن عاداتكم وتقاليدكم مازلنا نتعلم في عصرنا هذا دروس سوف لن ينساها كل الاجيال التي جاءت بعدكم…
الآن وانتم بجوار ربكم رب السموات والأرض عند مليك مقتدر ندعوا لكم بالمغفرة لما تركتم خلفكم من ذرية صالحة ونحن نقرأ سيرتكم ونسمعها في كل مجالسنا الشعبية وهذا يدل على عظمة شأنكم عندما كنت من فرسان هذه الحياة الدنيا ولكل زمان دولةً وفرسان ُ….
ان قريتكم اليوم تل سمير العلي بكل بيوتاتها ووديانها واراضيها الزراعية اراها ولسان حالها يقول لي من هنا مر العم ابوياسين وهو يغرس الطيب في قلوب اهل قريته مثلما يغرس الحنطة في اراضيه الزراعية وهنا كان يقسم محصول الحنطة قبل بيعه فيعطي حق الله فيه من زكاة وهنا كانت ربعته وديوانه العامر تفوح منه رائحة القهوة العربية الأصيلة وهنا كان الكرم مكتوب في باب داره وكل محتاج كان لايرجع منه خالي اليدين تلك قريتكم التي تبعد اكثر من خمسين كيلومتر غرب مدينة الموصل هذه القرية المعطاة بمحصولها الزراعي الوفير وموقعها المميز…
ورغم كل الظروف التي مررنا بها بعدكم من حروب وويلات وهجرة الى المدينة الى ان اراضيكم الزراعية مازالت العون والسند للاولاد والاحفاد من بعدكم ومازال موسم الزراعة وموسم الحصاد يعيد للاذهان ايامكم الجميلة ومازال ابناءك على نفس منهاجك يعطون حق الله في اموالهم… ومازال طيبكم يعلوا في الارض فهنيئا لكم ايها الزارعون والحاصدون
وهنيئا لك نفسك الطيبة ايها العم ابوياسين والسلام عليك يوم ولدت ويوم نشرت الطيب بين ذريتك ويوم تلاقي ربك بقلبك السليم…
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور مِنْ بَعْد الذِّكْر أَنَّ الْأَرْض يَرِثهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ)) صدق الله العلي العظيم.