22 ديسمبر، 2024 2:39 م

الى السيد هارون محمد …مع التحية

الى السيد هارون محمد …مع التحية

كثيرة هي الشخصيات الاعلامية الوطنية التي تكتب لخدمة بلدنا العزيز او تدير مؤسسات اعلامية لها حرصها الواضح على وحدة البلد وتماسك مكوناته الاجتماعية ونحن نقارع الارهاب في فترة تعد هي الاسوء في تاريخ العراق منذ سقوط بغداد بيد هولاكو عام 656 هـ  1258 م   

ولكن مع الاسف تظهر اصوات واقلام بين حين واخر تشق وحدة الصف الوطني ومنهم  حضرتكم السيد هارون محمد صاحب قناة العباسية الفضائية  (التي تتسم بالطابع التحريضي الناقد الساخر)  فكثير ما كانت   في برامجك المباشرة تستخدم عبارات لا يقبلها الذوق العام في نقدك لمواقف السياسيين (((مثلا (شوف هذولة السرسية ….او هذولة مجموعة من الادبسزية الخارجين عن الطريق …او … او …. وهكذا  )وهذا من اهم اسباب فشلها ..

 عاد اليوم السيد هارون ليستخدم نفس اسلوبه هذا وهو يكتب مقالته (سليم الجبوري وال40 مستشارا ) فتلاحظه انه ابتعد كثيرا عن طرح الحقيقة  بشكلها المطلوب انطلاقا من المهنية الصحفية التي يفرضها عليه شرف ممارسة مهنة الاعلام والصحافة  بل راح يستخدم المعلومات التي لديه وهي غير دقيقة طبعا ليحملها ما يريد وعليه ان يتذكر الحكمة التي تقول : ((كفى بالمرأ كذبا ..ان يحدث بكل ماسمع )) ونحن اذ نقرا مقاله المذكور اعلاه نود ان نبين للقارئ الكريم ان هذا المقال ملأه السيد هارون افتراءات واكاذيب وحاك حولها الكلام الغليظ حيث ان الرقم الذي ذكره في ان عدد المستشارين 40 هو عدد غير صحيح وان الرقم الحقيقي بعيد عن هذا .. قال صلى الله عليه واله وسلم (ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.))

علما ان اغلب المستشارين المذكورين هم لا يكلفون ميزانية الدولة اي مبالغ تذكر فهم متطوعون خدمة للعمل البرلماني ودعما لاداء مكتب رئيس البرلمان لكونه شخصية مقبولة وقد قدم خدماته للجميع بدون تمييز مذهبي.. او قومي… او حزبي….خلال سيرته البرلمانية على مدى الدورات البرلمانية الثلاثة وهذا ما يؤكده الجميع ((وطبعا هو لا يشبه في هذا الكثير ممن تعرفهم وهم مقربين لك …. يا سيد هارون))

اما موضوع الباجات فتعلم ويعلم الجميع ان عضو البرلمان من الدورات السابقة لا يحتاج ان يكون مستشارا بدون اجر حتى يمنح باج المنطقة الخضراء فالحصول على الباج امر ميسر بالنسبة للبرلماني

اما موضوع الاربعين حرامي وغيرها من العبارات ( —-) فقد ذكرتنا بقناتكم العباسية واسلوبها البعيد عن الذوق العام في معالجة الاحداث….فحضرتكم يعلم …ويعلم الجميع مدى النزاهة التي يحملها السيد رئيس البرلمان وعلى مدى تاريخه السياسي ولو كانت غير ذلك لكان غيرك اشطر منك في كشفها   قال تعالى ((إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))

وعجبا عليك كيف تفتري على رئيس البرلمان انه لا يسمع لمستشاريه …وهو الذي لا يتجاوز الشورى في العمل اطلاقا ولا يحسم امرا الا بعد مراجعته مع المعنيين وهذا معروف عنه كثيرا قال تعالى ((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون))

اليس من المعيب على اعلامي ان يحكم على الاخرين من خلال (اقاويل غير مؤكدة) الذي ذكرته في اكثر من مرة في مقالك الكذوب اعلاه حيث تقول ( احد المشاغبين همس في اذننا،..)او تقول (يقولون والعهدة على القائلين)

وقد قال تعالى ((اذاجاءكم فاسق بنبا فتبينوا  .ان تصيبوا قوما بجهالة …))

 اقول لك ولكل من يعمل على ضرب الرموز الوطنية من السياسيين او الرموز الدينية والاجتماعية  من اجل ايجاد المقبولية عند الجمهور بدعوى ان دوافعهم وطنية او انهم اصوات للشعب في المحافل الاعلامية  من اجل مصالح ذاتية او حزبية ضيقة او دوافع طائفية مقيتة

(ان العراق اليوم يمر بمرحلة مصيرية ) وهو بحاجة الى وقفة الجميع من اجل مقاتلة الارهاب الداعشي الاسود ومن لف لفه …والذي حرق الاخضر واليابس ..

 انتهك اعراضنا ….ونهب اموالنا…. وسلب اراضينا منا ….ويتم اطفالنا ….وسبى نساءنا …

فنحن اليوم بحاجة الى وقفة من نوع خاص قد لا يفهمها الاعلامي او السياسي  ممن يبحث عن مصالح الذات قبل مصالح الوطن  …

نحتاج التكاتف… والتضامن …ولملمة الجراح… والتسامح.. لان عدونا يقتات على تفرقنا… وضرب بعضنا بعضا …

ولا يمكننا اطلاقا ان نفعل ذلك بدون ان تكون لنا رموز سياسية توجهنا….. ودينية نلتف حولها…. واجتماعية  نثق بها  ..

وان لم نفعل ذلك سنتفرق ..ونخسر بلدنا وارضنا …وسيلعننا الاجيال  لاننا ضيعنا وطنهم … ويلعننا التاريخ لاننا شر خلف لخير سلف….

وعندها لا تجد لا حضرتكم ولا غيرك ارض تسكنها او تنتمي لها …فتعسا للقلم الذي يستهدف اهله قبل عدوه…ويستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير.