يعرف امارتا سن الحائز على جائزة نوبل في اقتصاد التنمية … بان الانسان الفقير هو انسان مقيد القدرات … وبالتالي اي خطط لمكافحة الفقر يجب ان تستند على أطلاق قدرات هذا الانسان
يتوائم التعريف السابق للفقر مع تعريف التنمية لامارتايا ايضا … فهو يعرف التنمية بانها …” الحرية “… وهذا يقودنا الى نتيجة مفادها …بان تسكين الفقر والحد منه ومكافحته …هو مفتاح التنمية وجوهرها … لان التنمية تهدف لبناء الانسان بالانسان وللانسان …
منذ عام 2000 تبنىت دول العالم ماسمي حينها الاهداف الانمائية الالفية … وحددت 15 عاما لانجاز تلك الاهداف … ثمانية اهداف لتنمية اي مجتمع مهما كان اقتصاده شحيحا … هذه الاهداف تبدء بمكافحة الفقر والجوع …
وقبلها في عام 1990 اصدرت الامم المتحدة دليلها للتنمية البشرية لدول العالم … وكان هذا الدليل نتاج بحث ودراسة طويلة ومعمقة وذات بعد دولي … قام بها الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد الباكستاني محبوب الحق وشاركه فيما بعد عبقري اقتصاد التنمية … امارتايا سن … يتكون هذا الدليل من مؤشرات …لثلاثة ابعاد … ترتبط بالانسان … وهذه المؤشرات هي مؤشرات … الصحة ( مدى الحياة من الولادة )… التربية والتعليم ( معدل التمدرس اي سنوات الدراسة )… والدخل للفرد مقاسا بالناتج الاجمالي القومي / الفرد والذي يقيس مستوى الحياة الاقتصادية للافراد …
اعتمدت دول العالم النامية والفقيرة … الاهداف الانمائية ودليل التنمية البشرية كبوصلة في مسيرتها التنموية … وحققت دولا انجازات ناجحة في هذا المجال ومنها ماليزيا والهند والبرازيل …بل ان الاخيرة تزامنت خططها التنموية والتي سار بها رئيسها لولا دي سيلفا … مع التغيير الذي حدث في العراق بعد 2003… اي ان دي سلفا استلم رئاسة البرازيل في 1/1/2003 … وباشر في خططه لمكافحة الفقر والبطالة وازالة الفجوات بين الطبقات في البرزايل من خلال العدالة الاجتماعية … عند انتهاء مدة رئاسته عام 2011 … اصبحت البرازيل بلا فقراء … ومن مجموعة العشر دول التي تساهم ب40% من اقتصاد العالم …بل المتوقع ان تفوق القوة الاقتصادية للبرازيل عام 2040 القوة الاقتصادية للالمانيا وانكلترا وايطاليا …
لابد من الاشارة لما انجزه مهاتير محمد الماليزي والذي يوصف بمعجزة التنمية الاسيوية … فقد استطاع تسكين الفقر ومكافحته في ماليزيا بين 1980 الى 2000 من 53% الى 3% فقط …وهذا ماجعل ماليزيا تحتل المرتبة 15 في اقتصاد العالم …
ان تسكين الفقر ومكافحته يرتبط ارتباطا مباشرا …بما يطلق عليه اقتصاد المعرفة او الاقتصاد المستدام …لان تسكين الفقر ومكافحتة يهدف بالدرجة الاولى (وفقا لسن) …لبناء قدرات الانسان … وبناء تلك القدرات واستثمارها … وهو مايطلق عليه راس المال البشري … وهو ثروة البلد المستدامة … فبلدان مثل اليابان وكوريا وماليزيا … ليس لها ثروات طبيعية … لكنها شرعت بالتنمية ووصلت الى اعلى حدودها اعتمادا على قدراتها البشرية …
الاستنتاج … ان ماوصل اليه العراق … من تصنيفه دوليا … كدولة فاشلة… يستند اساسا على فشل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد التغيير من تبني استراتيجيات تنموية تستند على مكافحة الفقر …
في كتابه اسلحة وحروب واصوات … يقول البروفيسور كويلر الخبير في الدول الفاشلة … في جامعة اوكسفورد … بان الدولة الفاشلة …هي دولة تفتقد الامن والمسائلة … وتفتقد القادة الوطنيين …ويديرها نخب وقادة طوائف واثنيات …يتصارعون فيما بينهم على السلطة والمغانم المادية خاصة في الدول الريعية التي يعتمد اقتصادها اساسا على النفط …وينخر جسد مؤسساتها الحكومية الفساد … وذلك لتسيس هذه المؤسسات وجعلها اقطاعيات للكيانات السياسية المتناحرة دوما …
في عام 2012 انجزت دراسة عنوانها … التنمية البشرية وتسكين الفقر والدولة الهشة في العراق بعد 2003 … استنتجت تلك الدراسة بان مسار العملية السياسية … تحت هيمنة الكتل السياسية التي قادت الدولة منذ ذلك الحين … سيوقع العراق في كوارث ومآسي لن يستقر بعدها ابدا … وكنت نتيجة العراق اليوم كما توقعته في الدراسة …
لمن يريد الاستزادة … كتابة عنوان البحث في الكوكل … واضيف ان مجلس الوزراء السابق استلم هذه الدراسة وادرجها ضمن احد مؤتمراته الخاص ببطالة الخريجين