23 ديسمبر، 2024 8:31 ص

الى السيد مقتدى الصدر – ٤

الى السيد مقتدى الصدر – ٤

لماذا أَخَذَنا القرآن الى غرفة نوم امرأة العزيز ورأينا أنا وأنتَ كل ما جرى داخل الغرفة ; من لحظة “وغلقت الأبواب” الى لحظة “وقالت هيتَ لك” ! بينما أهملَ القرآن ذكر علي – خديجة – فاطمة – الحسن – الحسين ، وكأنما أَخَذَنا القرآن الى “سبع ٌ عِجاف” من نفس سورة يوسف ؟
المقالة : لو ان الأمة من قبل استخدمت نفس الاسلوب ” الوقح ” والعلمي الذي استخدمه هنا في الاقتباس من آيات القرآن الكريم الذي قال الله ” فيه تبيانا لكل شيء ” لكي أثبت للقارئ من جميع الجهات ان ” الاسلام مشروع عالمي وليس مشروع عائلي لصاحبه علي وبعض من ذرية علي ” لكنا اليوم بأفضل مما نحن عليه الآن ، مسلمين فقط لا غير ، بدلاً من تدمير الأمة باسم الطوائف ” الكريمة ” !! … هل توجد فوضى فكرية أكبر من الحقيقة التالية ; ان 99.99% من المسلمين لا يعرفون ان علي بن أبي طالب وابنه الحسين ماتا ولم يناديهم أي شخص لا في الكوفة ولا غيرها ” يا إمام “.. وكذلك مات عمر بن الخطاب ولم يناديه أي شخص لا في المدينة ولا غيرها ” الخليفة الراشد ” !!! لأن الأمة في ال ٢٠٠ سنة الأولى من ظهور الاسلام لم تستخدم تلك الألقاب !! .. هذا يعني بكل بساطة ان علي والناس الذين حوله لم يكونوا يعلمون ان علي هو إمام ولا ان الإمامة هي أصل من أصول الدين ، وكذلك عمر والناس الذين حوله لم يكونوا يعلمون ان عمر هو أحد الخلفاء الراشدين ” الأربعة ” !!!
طيب ، اذاً لماذا علينا أن نلوي أعناق الآيات لكي يُقال انها نزلت في علي – خديجة – فاطمة – الحسن – الحسين .. بينما لا نحتاج لا أنا ولا البدوي في خيمته أن نستعين ” بصديق ” عندما يقول الله (١) يا نساء النبي ، (٢) للذكر مثل حظ الأنثيين ، (٣) و اوفوا الكيل اذا كلتم ، (٤) السارق والسارقة ، (٥) ولا تقربوا الزنا ، (٦) ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ، الخ ; بينما في كل مرة يذكر فيها القرآن آيات تشمل علي – خديجة – فاطمة – الحسن – الحسين إلا وأدخل معهم في نفس الآية من مئات الى ملايين من الناس دونَ أن يخصهم لوحدهم !!! (أ) ” قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ” تشمل مئات الأشخاص ; آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل والحمزة عم النبي .. (ب) ” واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” فهذا يشمل خمس الغنائم حيث تذهب الى الرسول وزوجات الرسول وآل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل ، والى اليتامى والمساكين وابن السبيل .. يعني شريحة كبيرة من الناس محددة وغير محددة ، قد يصل عددها في مجتمع ما الى أكثر من مليون شخص !! .. (ج) أما قوله تعالى ” يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ” فهي تشمل زوجات الرسول (٩ – ١٠ زوجات) وبناته (وبناتك) وهم زينب ، رقية ، أم كلثوم ، و فاطمة ( ٤ بنات ) ونساء المؤمنين (٣٠٠ مليون امرأة مسلمة !) .. جرعة مخففة جداً جداً ، أي عليك أن تبحث هنا عن فاطمة وعائشة بين أكثر من ٣٠٠ مليون امرأة مسلمة !! ولكن عائشة خصها الله لوحدها بعشرة آيات ، وتسع آيات أخرى مع نساء النبي .. (د) هل أهملَ القرآن ذكر علي – خديجة – فاطمة – الحسن – الحسين لأن الله لا يحبهم ؟ الجواب قطعاً كلا .. ولكن قطعاً قَصَد الله ذلك !!!
وعدتكم اني سوف اناقش في هذه المقالة نصف آية مغروسة في الآيات (السبع) من سورة الأحزاب التي خاطب الله فيها نساء الرسول (خاصة) ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمنَ الصلاة وآتينَ الزكاة وأطعنَ الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” .. ولكن لضيق الوقت سوف نناقشها في الرسالة القادمة .. ولكني ” لضعف ” حجتي سأكون ” مضطراً ” الى الاستعانة ” بصديق ” وهي امرأة العزيز ، ونعمَ الصديق !! ” وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) ” – قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ (بِأَهْلِكَ) سُوءًا – لكي نثبت لكم في المقالة القادمة ان المخاطب في سورة الأحزاب هم نساء النبي محمد حصرا ، وهم (أهل) بيته الذين طهرهم الله من الرجس كما تشير الآية !!!