18 ديسمبر، 2024 8:20 م

الى السيد مقتدى الصدر – ٣

الى السيد مقتدى الصدر – ٣

الى السيد مقتدى الصدر – ٣: من مجموع ٦٢٣٦ آية يحتويها القرآن ، لماذا لم يخصص الله ( نصف) آية صريحة تذكر فيها اسم علي – خديجة – فاطمة – الحسن – الحسين ؟
اخبرتكم في نهاية المقالة الأولى انه ” لو تشيع أهل السنة والجماعة الى شخص آخر غير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتحديتهم بالقرآن مثلما أفعل هنا ! “.. وفي آخر المقالة السابقة وعدكم بالإجابة على سؤال هذه الحلقة لكي نجعل من مقولتي التي ارددها دائماً على صفحات هذا الموقع الراقي من ان ” الاسلام مشروع عالمي وليس مشروع عائلي لصاحبه علي وبعض من ذرية علي ، ولو أراد الله أن يجعله مشروعاً عائلياً لأعطى محمد بدل الولد ١٢ ولد بالغ عاقل ليخلفه مثلما أعطى النبي يعقوب عليه السلام .. بدل اللف والدوران لكي يخلفه ابن عمه الذي كان طفلاً عمره ٨ سنوات عند بعثة محمد !!! ” .. كلام منطقي ، أليس كذلك ؟ لقد صدق كاتب المقالة ورب الكعبة !
القرآن الكريم كان ” كريماً ” جداً حينما تحدث عن الأمم التي سبق بعضها بعثة النبي محمد (ص) بآلاف السنين ودخلَ بأدق التفاصيل في وصف أحداث وقعت وذكر أسماء كثير من النساء والرجال كالتي ذكرتها لكم في الحلقتين السابقتين وغيرها … ولكن عندما جاء الحديث عن الناس الذين عاشوا أثناء نزول القرآن الذي استغرقَ ٢٣ سنة كأنما ” تقصَّدَ ” الله أن لا يذكر اسم شخص مسلم بعينه أو يشير اليه بدون ذكر اسمه إلا ” للضرورة القصوى ” .. عدا النبي محمد حيث خصص له الله أكثر من ١٨٠ آية وسورتين في القرآن اسميهما سورة محمد وسورة طه ، وهذا شيء مفهوم لي كشخص لا يؤمن بشخصنة الاسلام ولا يؤمن بسرطان الأمة الذي يفتك بها ، التشيع والتسنن ..
(١) المسلم الوحيد الذي ذكره القرآن بالاسم هو زيد بن حارثة الذي تبناه الرسول فترة وزوجه الرسول لكن زوجته زينب لم تكن ترغب به فطلقها زيد وتزوجها الرسول .. ولأن هذا زواج تشريعي ، أي يحق للذي تتبناه أن تتزوج طليقته .. فقد ذكره الله بالاسم ” فلما قضى زيدُ منها وطراً زوجناكها” … (٢) لم يُشير القرآن الى علي – خديجة – فاطمة – الحسن – الحسين لا بالاسم ولا بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة … (٣) أشار القرآن بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة الى اشخاص مسلمين دونَ ذكر اسمائهم في عدة مواقع منهم (أ) الأعمى عبدالله ابن أم مكتوم عندما عاتبَ الله نبيه محمد فيه ” عبسَ وتولى أن جاءه الأعمى ” .. (ب) أشار القرآن على ثلاثة أشخاص تخلفوا عن غزوة تبوك والناس تعرفهم بالاسم ولكن دون أن يذكر القرآن أسمائهم ” وعلى الثلاثة الذين خُلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الأرض بما رَحٌبَت ” .. (ج) أشار القرآن بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة الى أبو بكر عندما هاجرَ مع النبي محمد (ص) وكانا في الغار حيث طوقهم الأعداء ” ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا “.. (د) أشار القرآن بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة الى عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول لتبرئتها من تهمة الزنى (بعشرة) آيات منها ” ان الذين يحبون أن تشيعَ الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ” .. (ه) خاطب الله بشكل مباشر نساء النبي محمد في سورة الأحزاب ، الآيات ٢٨ – ٣٤ عدا خديجة ومن توفى منهم قبل نزول هذه الآيات (السبع) التي خاطب الله فيها نساء الرسول (خاصة) ” يا نساء النبي لستُنَّ كأحد من النساء ” .. كذلك ذكر الله زوجات النبي محمد في سورة التحريم “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) .. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) ” ; كذلك سورة التحريم هي سورة مدنية لا تشمل خديجة..
(و) أما قوله تعالى ” واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” فهذا يشمل خمس الغنائم حيث تذهب الى الرسول وزوجات الرسول وآل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل ، والى اليتامى والمساكين وابن السبيل .. يعني شريحة كبيرة من الناس محددة وغير محددة ، قد يصل عددها في مجتمع ما الى أكثر من مليون شخص !! … يا سبحان الله ، كأنما لم يُبقي القرآن اسم امرآة في العالم إلا وذكرها بالاسم أو بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة عدا خديجة وفاطمة .. وكذلك كأنما لم يُبقي القرآن اسم رجل في العالم إلا وذكره بالاسم أو بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة عدا علي وولديه الحسن والحسين !!! للتأكيد على عدم شخصنة الاسلام وانه لا تشيع (إلا) الى نبي الاسلام ، تلك المقولة التي عززها الله بآية اعجازية ” ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ” رغم زواجه صلى الله عليه وسلم ب ١١ إمرأة !!
اذاً البدوي في خيمته عندما يقرأ قوله تعالى ” يا نساء النبي ” يعرف ان المخاطب هم نساء النبي محمد (ص) ، وعندما يقرأ قوله تعالى ” عبسَ وتولى أن جاءه الأعمى ” يعرف ان هناك شخص أعمى يعرفه الناس له علاقة بهذه الآيات ، وكذلك عندما يقرأ البدوي في خيمته قوله تعالى ” ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ” يعرف انه كان هناك شخص واحد معروف هاجر مع الرسول وذهبا الى غار للاختباء .. هذا ما قصدناه بقولنا أشار القرآن بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة ! … أما آيات ” العموم أو التعميم ” مثل قوله تعالى ” محمدٌ رسول الله والذين معه ” وغيرها من الكثير من الآيات التي تخاطب الجمع فهي ليست اشارة الى شخص بعينه بشكل (شبه) مباشر قاطع الدلالة ! … بهذا نختم رسالتنا الثالثة الى السيد مقتدى الصدر وندعو الله أن ينصر الأبطال شباب وشابات وسط وجنوب العراق ثوار تشرين على دولة الخرافة الدينية التي يقودها نظام الملالي في ايران لتجهيل وتحطيم الأمة باستخدام عدة النصب (علي والحسين) !!

ملاحظة خارج النص:
١. الآية الكريمة ” واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” تشملني تحت باب (ولذي القربى) -اذا كانت غير محددة بزمن معين لأني من آل علي حسب شجرة العائلة المختومة بختم الدولة العثمانية (والله على ما أقول شهيد) !
٢. سوف أناقش في المقالة القادمة نصف آية مغروسة في الآيات (السبع) التي خاطب الله فيها نساء الرسول (خاصة) ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمنَ الصلاة وآتينَ الزكاة وأطعنَ الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” … فلحين ظهور الرسالة الرابعة نشجع من يختلف معي أن يرد على صفحات هذا الموقع ، علماً اني لا أظن انه يوجد شخص يستطيع ” مبارزتي ” فكرياً !! (هذا الاسلوب يسمى Reverse Psychology قُصدَ به التشجيع على التعليق لمن يستطيع وليس الغرور !) .