20 مايو، 2024 11:25 م
Search
Close this search box.

الى السيد مقتدى الصدر.. هذه سامراء

Facebook
Twitter
LinkedIn
من ذكرياتي التي لم يستطع الاحتلال ولا الانحلال ان يمحوها هي زيارتي الى مدينة سامراء، كانت اسواق المدينة ترحب بزائريها السائحين القاصدين مرقد الامامين ، ولان والداي  مزيج من اب شيوعي ووالدتي (علويه موسويه) يرجع نسبها للامام موسى بن جعفر عليه السلام ، كنا نؤدي الزيارة الدينية ومن ثم زيارة المأذنة الملوية، وللطرفة كانت زياراتنا للامامين هي السابقة حيث اقنعني والدي ان الاولوية للنساء تحت حجة (  ladies first ) بمعنى النساء اولا.
كانت سامراء من المدن التي تعتبر وجهة سياحية للعراقيين ومتنفس حقيقي وكانت العوائل الساكنة في المدينة حريصة جدا على سمعة ومكانة سامراء وهذا ما كنا نلاحظه من تعامل طيب واخلاق سمحه وروح عراقية متأصلة. ولم نسمع ابدا مفردات التفرقة التي اشاعها الاحتلال الامريكي ومن أيد وساعد الاحتلال
لايخفى على سماحتكم ولا على القارئ الكريم الاحداث التي دارت عقب التفجير الارهابي لضريح الامامين علي الهادي وحسن العسكري عام 2007 وهنا اشير باصابع الاتهام نحو الاحتلال والانحلال اما الاحتلال هو ما نعرفه واما الانحلال هم عشاق السلطة المتاجرين بارواح البشر. وكل لبيب بالاشارة يفهم
ان القصد من مقالي هذا ليس البحث عن الاسباب فهي مكشوفة وواضحه وانما اضع امامكم الصورة الحالية لمدينة سامراء، بعد انقضاء 17 عاما على التفجير الارهابي لايزال اهالي مدينة سامراء يدفعون ثمن جرم ليس لهم فيه شأن، الا تكفي  كل هذه المدة لتحقيق الامن في مساحة 4500 كم؟!
 لا اخفي ولا اقلل من الدور البطولي لسرايا السلام في حفظ الامن ولكن ساضع امامكم ما يمكن معالجته من ممارسات لاتليق بالنسيج العراقي، وان عسكرة المجتمع والتعامل بالاوامر العسكرية مع المدنيين الامنين لايحقق الامن المرجو ويخلق فجوة بين ابناء الوطن، حيث من المتعارف عليه ان الاجراءات العسكرية تكون ضمن فترة محددة لا ان تستمر 17 عام.
ان الداخل لمدينة سامراء حتى وان كان من اهلها ويحمل بطاقة السكن يمر عبر بوابات التفتيش اليدوي رجال واطفال ونساء وهم اهل المدينة الذين استقبلونا ونحن صغار دون تفتيش او مضايقات.
ان الزائر الداخل للمدينة لزيارة اقاربه لايدخل الابكفيل وتتم العملية عند سيطرة الدخول لسامراء مع ترك هوية الكفيل.
سماحة السيد المحترم
ان اهل المدينة لايستحقون هذه الاجراءات المستفزة وعلى مدى 17 عام. فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
هذا ولكم الامر .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب