28 ديسمبر، 2024 11:10 م

الى السيد مقتدى الصدر

الى السيد مقتدى الصدر

لا يشك احد بحسن نوايا سماحتكم في رفع راية الاصلاح, فقد دفع ابائكم واجدادكم الدماء الطاهرة الزكية في رفع راية الاصلاح, لكن يبقى للإصلاح طريق تم اغفاله في مبادرتكم, سهوا او لغايات لم يتمكن الشارع من تفسيرها, الاصلاح ليس شعارا يرفع ليصفق له مجموعة من الاتباع بدون تروي, كوننا للأسف اصبحنا الان لا نرى الا ما يرى القائد, نثني على ملبسه ومأكله, نبحث عن سجايا وسمات لنخلعها على القائد مهما كانت وكان بعيد عنها لذا صفق من صفق لمبادرتكم دون ان يفقه مافيها.

 شكلتم لجنة من شخصيات واجبها التقييم والتعيين هل لها القرار النهائي؟ وماهي الضمانات ان هؤلاء الذوات سيتمكنون من الاختيار الافضل! وكيف سيختارون الشخصيات المفروض ان تتولى المناصب الحكومية؟ هل بترشيح الكتل او هم من سيتولى الاختيار؟

 نتائج الانتخابات وحجم الكتل, وهل سيكون له دور في الاختيار ام المهنية فقط؟ هناك اغلبية سكانية تقابلها اقليات؟ هل سيكون للأغلبية تفوق عددي بالمواقع الحكومية؟ ام لا علاقة لهذه النسب بالاختيارات؟ تضمنت مبادرتكم للإصلاح تشكيل حكومة برئاسة السيد العبادي, لماذا برئاسة العبادي كونه مرشح الكتلة الاكبر؟ ام المؤهلات التي يحملها يراها سماحتكم ولا يراها الاخرون؟ حيث يتفق كل متابع بان الرجل متردد وخائف ولا يمتلك قدرة على اتخاذ اي قرار, وكان جزء رئيسي وفاعل في الحكومات السابقة التي اشاعت الفساد والصفقات والمساومات, وكان يرأس اهم لجنة  في مجلس النواب وهي اللجنة المالية التي تقر الميزانيات وتراقب الصرف, اذن ابقائكم للعبادي لا يفسر الا بالاستفادة من ضعفه, لتمرير قرارات او تعيينات او سواهما.

ان الاصلاح الحقيقي يا سماحة السيد لا يتم بدون تشخيص اسبابه وتحجيم رؤوسه التي تدير مفاصل الحكومة اليوم, رؤوس الفساد كما تعرف ونعرف هو حزب الدعوة بالتحديد, الذي لا يوجد بين اعضائه شخصية واحدة تمكنت من النجاح, بل تمكنت من تحصين نفسها من الفساد, في مجلس النواب والحكومات المتكررة الاتحادية, والمحليات كافة.

 الحل يكمن في اجتثاث هؤلاء من العمل الحكومي, التحقيق في اللجان السكنية في دوائر الدولة التي قامت بشراء الاراضي, في الصحراء لا تصلح للسكن او الزراعة, بمليارات الدنانير كما في مؤسسة الشهداء.

الاصلاح يكمن في تشكيل لجنة في كل وزارة وهيئة ومحافظة, لمتابعة ميزانياتها منذ عام 2003 واين صرفت؟ الاصلاح يا سماحة السيد لا يتم بدون تشكيل كتلة عابرة للطوائف تشكل حكومة تكنوقراط, من شخصيات مجربة تكون ابرز مهامها كشف المليارات التي صرفت متى ؟ واين؟ وكيف؟ كل ما عدى هذا كما يقول الواقع يدخل في باب المزايدات السياسية والصفقات المشبوهة, التي لانشك انكم ابعد ما تكون عنها..