18 ديسمبر، 2024 4:49 م

الى : السيد محمد شياع السوداني : المحترم ( خاص وخطير جداً )

الى : السيد محمد شياع السوداني : المحترم ( خاص وخطير جداً )

{ الدكات } العشائرية .. ظاهرة متخلفة تنافي التقاليد الاجتماعية في العراق
رأيت زميل صحافي من جنوب العراق متألماً , فقلت أي المواجع تؤلمك , قال ما أراه اليوم من طعنات طائفية التي أخشى أن تكون مقدمات لحرب أهلية . قلت لا شك انه موجع قاس . ولكن هذه الطعن آت ليست أهلية حتى تكون حربا بل هي من صنع المحتلين ( البعض) من قادة المليشيات الذين رأوا إن لا مقبولية شعبية لهم بعد أن كرهم الناس وما ذاقوا من ويلاتها ورأوا ان العاطفة الدينية قوية لدى هذا الشعب فراحوا يلعبون لعبة الطائفية إن الحرب الأهلية أو الطائفية فلن تكون , قال صاحبي وعلى أي شئ استندت في هذا قلت ، انظر إلى عمق التاريخ واعتبر , هل تجد حربا أهلية أو حتى فواصل طائفية , قال نظرت ، فوجدت إن مظاهر الطائفية تجاوزت وقست حتى سوي مرقد الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالأرض وجامع أبي حنيفة رحمه الله والشيخ عبد القادر وأصبحا مربط خيل الغزاة , ولكني وجدت أن من فعل هذا آت من الشرق أو من الشمال الشرقي وليس من أبناء الوطن , فإذا زال احتلاله زالت مظاهره الطائفية وعاد الشعب موحدا واختفت تلك الروح البغيضة . قلت . لقد أجابك التاريخ وصدقك , وحدثك بما هو حقيقة ينبغي أن ننتبه إليها , وأن نستخلص منها إن مظاهر الطائفية حين أطلت برأسها , أطلت من خلال الغرباء الغزاة وأطلت من خلال البعض من يسمون انفسم قادة للمليشيات الطائفية وليس من الشعب , تحكم العادات والتقاليد العشائرية الراسخة معظم شؤون العراق , لكن القضاء قال كلمته مؤخراً ، معتبرا أن التهديدات التي تسبق التفاوض للتسوية قبل الثأر وما ينجم عنها من قتلى وجرحى ( إرهاب ) عقوبته الإعدام , ويعرف في العراق مصطلح ( الدكة العشائرية ) ما يعني مرحلة التحذير ، وهو تقليد يعود لقرون عدة , لكن مع انتشار السلاح بشكل متفلت خلال دوامة العنف التي شهدتها البلاد ، أصبحت تلك العادة خطرا كبيراً وهذا ما حدث مؤخراً في بلدي العراق , وعلى العاقل في هذا البلد أن يعي جيدا لما يحيط به وبما يراد به وان الوطن والمواطن اغلى من الدخلاء أصحاب الرايات الطائفية أو أصحاب الأغراض الوصولية لإرضاء الجارة إيران .. ولله .. الآمر.