17 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٣٣

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٣٣

هل يعتبر اصحاب البشرة السوداء الداكنة من شيعة الخميني في البصرة ونيجيريا أبو ذر الغفاري صحابي ” منتجب ” أم ماذا … وهل هذه الشريحة من شيعة خميني ” زعلانة ” من شيعة بغداد التي رفضت أيام الدولة العباسية لأكثر من ١٠٠ عام أن تعترف بإمامة علي الرضا لأنه كان أسود البشرة ؟؟ …. لم يتعظ شيعة الخميني من قصة نبي الله يوسف المذكورة في القرآن من ان التفريق بين الأخوة ( الصحابة ومكونات المجتمع ) تحطم الأمة ، مثلما شعر أُخوة يوسف بتفضيل أبيهم يوسف عليهم فرموا يوسف في البئر للتخلص منه وحزن أبوه ” حتى ابيضت عيناه من الحزن ” … فذهب شيعة الخميني يقسمون المجتمع الى: اتباع آل البيت وأعداء آل الحوش ; الى صحابة منتجبين ( ٧ أشخاص ) و صحابة كفار مخلدين في النار ( ١٠٠ ألف صحابي ) ، فكر حاقد طلق المنطق والعقل ” بالثلاث ” حتى قادهم الى خنق الأطفال في خان شيخون بغاز السارين أطلقه طيار تحميه دولة بيزنطة وكنيستها ودولة الفرس وحقدهم الدفين على أمة العرب … والله العظيم لو ان طيار عربي قتل أطفال يهود اسرائيليين خنقاً بغاز السارين ، مثلما فعل هذا الطيار الشيعي العلوي بالأطفال العرب في خان شيخون بإدلب ، والتقيتُ بذلك الطيار العربي لبصقت في وجهه !! .. وصلت بهم الوقاحة أن يخرج الرعاع منهم في مدينة كربلاء مظاهرة يهتفون فيها ” لعنك الله ياعمر ” ، يقصدون عمر بن الخطاب الذي أوصل اليهم هدية السماء فاصبحوا مسلمين ; مثلما خرج آبائهم بالأمس (في عهد عبدالكريم قاسم) يهتفون في مدينة النجف ” براس الشهر ماكو مهر ” !!! … جهلة يتطرفون في تدينهم وفي علمانيتهم .

أبو ذر الغفاري هو أحد الصحابة ” المنتجبين ” حسب التقسيم الخميني والذي يدور حديثنا حوله .. وهو واحد من ١٠٠ ألف صحابي بايعوا أبو بكر الصديق خليفة للمسلمين بعد وفاة رسول الله محمد (ص) ، وبالتالي ينطبق عليه قول شيخ الطائفة الشيعية ، الشيخ المفيد ” ان من آمن بخلافة الشيخين )أبو بكر وعمر( يكون قد جحد حق علي (أول من أسلم من الأطفال) ويعتبر كافراً مخلداً في النار” … ومع كل هذا فان شيعة خميني من أصحاب البشرة البيضاء والسمراء لا يعتبرون أبو ذر الغفاري كافر مخلد في النار وإنما صحابي منتجب ، يعني ” بالباكيت ” .. بينما يصر القسم الآخر من شيعة خميني ، أصحاب البشرة السوداء على ضرورة تطبيق القاعدة التي قعدها شيخ الطائفة الشيعية على أبي ذر الغفاري واعتباره كافراً مخلداً في النار .. مما ادى الى نشوء أزمة ” عمى ألوان ” بين شيعة الخميني بسبب أبو ذر الغفاري !! فما هي القصة ياترى ؟

حصل يوماً خلاف أو شجار بين أبو ذر الغفاري وبلال الحبشي ، فقال أبو ذر الغفاري لبلال ” ياأبنَ السوداء ” فغضب بلال واشتكاه للرسول محمد (ص) حيث استدعاه الرسول ولم ينكر قوله لبلال ; فرد الرسول على أبي ذر الغفاري بالقول ” انك امرؤ فيك جاهلية ” !! … وفي رواية أخرى ان الصحابي ” المنتجب جداً ” أبو ذر الغفاري عَيَرَ شخص بأمه ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم (يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)) .

رفض الرسول محمد (ص) تولية أبو ذر الغفارى حين طلب الإمارة ، فقال له الرسول: إنك رجل رقيق يا أبا ذر، وإنها أمانة، وتكون عليك يوم القيامة خزى وندامة .. لا أعلم هل حدث هذا قبل (يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ) أم بعدها … أنا أُرجح أن يكون موضوع (إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ) قد حدث بعد وصف الرسول له ” إنك رجل رقيق يا أبا ذر ” وقول آخر للرسول يصفه بالزهد ، والله أعلم …. ولكن اذا قرر اصحاب البشرة السوداء الداكنة من شيعة الخميني في نيجيريا والبصرة ( الزنوج ومعهم الهنود الذين جلبهم المحتل البريطاني عام ١٩١٧ الى البصرة للعمل مع قوات الاحتلال وتشيعوا ) أن يرفعوا دعوى تمييز عنصري ضد أبو ذر في مجلس حقوق الانسان فسوف ” أتفهم ” مطالبهم والقضية كسبانة كسبانة !!!

أما لماذا يعتبر شيعة الخميني أبو ذر رغم كل هذا صحابي ” منتجب ” ، فالسبب لأنه تشاجر مع معاوية في دمشق ومع عثمان .. وهذا هو مربط الفرس ! .. اذاً أبو ذر الغفارى ليس فقط بايع أول من أسلم من الرجال وجحد ” حق ” أول من أسلم من الأطفال في خلافة الرسول ، ولكنه انتقل في عهد عثمان للعيش في دمشق تحت سلطة معاوية بن أبي سفيان ; يعني لم تكن لديه مشكلة أن يكون معاوية ولي أمره في تلك الديار ولم يكن ينظر اليه على انه ” ابن آكلة الأكباد ” !! .. هذا يعني ان أبا ذر الغفاري حسب مقياس ” ريختر ” الشيعي كان لمدة ١٥ سنة بعد وفاة الرسول (ص) كافر مخلد في النار ; ونفس الشيء ينطبق على عقيل بن أبي طالب الذي ذهب للعيش في ديار معاوية … ولأن التحليل العلمي هو شعاري ( العقل قبل النقل ) ، لذلك هناك احتمال أن يكون أبو ذر الغفاري قد ذهب للعيش في دمشق ليس حباً في معاوية ، ولكن كرهاً في اللون ” الأسود ” لأن بشرة أهل الشام بيضاءٌ وشقراءٌ وعيونٌ زرقاءٌ !!! وبمجرد أن تشاجر أبو ذر الغفاري مع معاوية بن أبي سفيان ، تحول فجأةً من ” صحابي ابنِ كَلب .. الى صحابي منتجب ” !! جهلة جهلة جهلة .

أما قصة رفض شيعة بغداد الاعتراف بإمامة علي الرضا ، ابن الجارية العباسية نجمة لأكثر من ١٠٠ عام لأنه كان أسود البشرة فهي معروفة وقد ذكرها المفكر الشيعي الدكتور أحمد الكاتب ، فما الذي جرى ؟ هذا ما سوف نناقشه في رسالتنا القادمة لكي لا نطيل عليكم. ملاحظة خارج النص : بما إننا ذكرنا مراراً في رسائلنا عبارة ” جهلة جهلة جهلة ” ، لذلك وجب شكر أول من أطلقها ، وهو الشيخ مقتدى الصدر حفظه الله ، فحقوق النشر ” محفوظة ” له ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .

أحدث المقالات