22 ديسمبر، 2024 10:21 م

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٤٠

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٤٠

هل كان أبو بكر و عمر شخصيتان متميزتان قياساً للخلفاء الأربعة وبقية الصحابة ؟ الجواب نعم لقد كان أبو بكر و عمر شخصيتان متميزتان ; فأبو بكر هو أول من أسلم من الرجال وصدق برسالة محمد ، بينما عمر لم يخضع لقانون ” التدرج الوظيفي ” في الخدمة المدنية مثلما خضع له أبو بكر وعثمان وعلي …
أبو بكر كان رفيق الدرب لمدة ٢٣ سنة ، من اليوم الثاني للبعثة حتى وفاة الرسول (ص) … هنا أنا أختلف مع أدبيات أهل السنة والجماعة في ” توقيت ” حصول أبو بكر على لقب الصديق ; فقيل بعد حادثة الاسراء والمعراج ( بعد أكثر من ٨ سنوات من بدء الدعوة ) عندما رد على قريش الذين قالوا لأبي بكر ان صاحبك يقول انه اسري به الى بيت المقدس وعرج به من هناك الى السماء السابعة ، فرد عليهم ” ان قالها فقد صدق ” ، فلقب بالصديق .. لكن أبو بكر صدق برسالة صديقه محمد حالما اخبره ان جبريل نزل عليه وانه الآن نبي الأمة … بينما خديجة زوجة محمد ذهبت الى ابن عمها الكاهن النصراني ورقة ابن نوفل تخبره بأن زوجها يقول ان الوحي نزل عليه ، فبشرها بانه نبي وعادت وهي ” مطمئنة ” لتخبر زوجها برد الكاهن النصراني .. هل خديجة ذهبت الى ورقة بن نوفل تحت شعار ” ليطمئن قلبي ” أم لأن ورقة قد اخبر خديجة سابقاً بقرب ظهور نبي كما تذكر بعض الروايات ؟ ماذا لو اخبرها الكاهن النصراني بعكس ذلك ، فهل كانت لتصدق زوجها أم الكاهن !!
ولكن مهلاً عزيزي القارئ ، تصرف خديجة كان طبيعياً سوف تفعله زوجتي أو زوجتك أو أي زوجة صالحة يرجع لها زوجها في ذلك الزمن نازلاً من الجبل يرتعد من الخوف يخبرها ان الوحي جبريل نزل عليه ! … ولكن التصرف الغير طبيعي كان تصرف أبو بكر ; (أ) يخبره صديقه محمد ابن عبدالله ان الوحي جبريل نزل عليه في الجبل وانه اصبح من الآن نبياً ، فيجيبه أبو بكر بدون تردد أنا مصدقك وأشهدُ أنك رسول الله .. (ب) يهرع الناس الى أبي بكر يقولون له ان صاحبك يقول انه ” سوبرمان ” طار الى القدس والى السماء السابعة وقابل الله ورجع في نفس الليلة ، فيجيبهم أبو بكر بدون تردد ” ان قالها فقد صدق ” ! … لذلك قلنا عن أبي بكر انه كان شخصية مميزة …. مَن منا لا يضع يده على جبين صديقه ليتحسس ارتفاع حرارة جسمه بسبب ” هذيانه ” وهو يخبرنا ان الله قد اختاره نبياً ولا يحجز له على الفور عند طبيب نفساني … فداك أبي وأمي ياأبو بكر الصديق .
أما أول من أسلم من الأطفال علي بن أبي طالب فلا يدخل هنا في المقارنة أو يمنح ” شارة ” التميز كما فعلنا مع أبي بكر لأنه كان عمره حينها ٨ سنوات عند بعثة محمد (ص) ; أي كان طفلاً مرفوع عنه القلم سواء أسلم أم لم يسلم حتى يبلغ الحلم … فالتاريخ لا يجامل ، لذلك ” أهمل ” علياً لمدة ١٣ سنة (حوالي ٦٠% من بعثة محمد) ولم يزره التاريخ إلا عندما نام علي في فراش الرسول (ص) ليلة هجرة الرسول مع أبي بكر…. في الحلقة القادمة ، سوف نكمل الاجابة عن السؤال الذي طرحناه أعلاه .