23 ديسمبر، 2024 6:37 م

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ١٦

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ١٦

هل إسلام خالد بن الوليد ورحلة اليمن هما مَن أخرجَ علي بن أبي طالب من سباق ” الرئاسة ” بعد وفاة الرسول ؟ …. كما اخبرتكم سابقاً ان أول مرة ظهر فيها علي بن أبي طالب على نشرات ” الأخبار ” الرئيسية حدث بعد ١٣ سنة ، أُكرر ( بعد ١٣ سنة ) من بعثة النبي محمد (ص) عندما نام في فراش الرسول ليلة هجرة محمد (ص) الى المدينة حينها اصبح عمر علي بن أبي طالب ٢١ سنة .. بل حتى ان قريش عندما وجدت علي نائماً في فراش الرسول لم تقتله لأنه لم يكن على ” قائمة المطلوبين ” !! … كذلك اخبرتكم ان علي بن أبي طالب بين سنة ٢ – ٧ هجري كان بطل الأبطال في جيش محمد (ص) بدون منازع .. نحن هنا نتكلم عن ” العضلات ” …. أما بعد إسلام خالد بن الوليد سنة ٧ هجري اصبح تركيز الرسول محمد (ص) على خالد حتى وفاة الرسول أوائل سنة ١١ هجري ، حيث خطف خالد ” الأضواء ” بدون منازع … ١. فتح مكة (٨ هجري): جعل الرسول محمد (ص) خالد بن الوليد قائد الميمنة في جيشه الذي فتح مكة ، والزبير بن العوام ابن عمة الرسول قائد الميسرة ، وزعيم الأنصار سعد بن عبادة في الوسط ; ولكن بعد الهتافات ” الطائفية ” وعبارات العنف التي رددها سعد بن عبادة ضد أهل مكة ” ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة ” ، ابدله الرسول بابنه قيس بن سعد بن عبادة !!! … ٢. معركة مؤتة (٨ هجري): كان خالد في الجيش الذي بعثه الرسول الى الأردن لقتال الروم ، ولكن بدون منصب قيادي .. بعد استشهاد القادة الثلاثة (زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب) اختار الجيش خالد قائداً لهم وأنقذ الجيش من هلاك محقق وحصل خالد من الرسول على لقب “سيف الله المسلول ” … ٣. غزوة حنين (٨ هجري): قسم الرسول الجيش الى ثلاث كتائب ، الأولى بقيادة خالد بن الوليد ، وزجها الرسول في المعركة أولاً ;

والثانية بقيادة الزبير بن العوام ; والثالثة بقيادة علي بن أبي طالب … ٤. غزوة تبوك (٩ هجري): وهي آخر غزوات الرسول ، ذهب خالد وبقية الصحابة مع الرسول ، أما علي فتركه الرسول لرعاية أهل بيته (وأخبرناكم سابقاً كيف ان علي ترك موضعه وأرجعه الرسول الى المدينة !) وترك كذلك محمد بن مسلمة الأنصاري على ادارة المدينة اثناء غيابه …٥. في سنة ٩ هجري بعث الرسول (ص) أبو بكر ليحج بالناس .. وبعد مغادرة أبو بكر المدينة نزلت سورة براءة فبعث الرسول (ص) علي الى مكة ليقرأها على الحجيج وبقى أبو بكر هو أمير الحج في تلك السنة (هذا لا يعني ان أبو بكر هو الخليفة بعد الرسول، وحتى صلاته بالمسلمين اثناء مرض الرسول لا تعطيه أدبيات أهل السنة والجماعة أكبر من حجمه) … ٦. كذلك في سنة ٩ هجري بعث الرسول (ص) عمرو بن العاص الى عُمان لنشر الاسلام وبعث بعدها معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري الى اليمن لنشر رسالة الاسلام … ٧. دخلنا في السنة العاشرة للهجرة ووصلنا الى الشهر التاسع منه (شهر رمضان) وباقي لنا خمسة أشهر على وفاة الرسول … فقبل أن نذهب مع علي بن أبي طالب الى اليمن بعد شهر من الآن فهل يا ترى يستطيع أي ” مُنجم ” من قراءة ما ذُكِر أعلاه من وقائع حدثت على الأرض أن يُشير بإصبعه الى شخص بعينه ، علي أو أبو بكر أو غيرهم بأنه هو ” المُرشَح ” المفضل عند الرسول لتولي المنصب الأول بعد ٥ أشهر ؟؟؟ … والله لا يوجد أي دليل ونحن على بعد ١٥٠ يوم فقط من انتقال ” السلطة ” !!! …. تصوروا ان وجوب استئذان الصبي الذي لم يبلغ الحلم من والديه قبل أن يدخل المكان الذي ينام فيه أمه وأبيه في ثلاث اوقات في اليوم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ …. الآية ٥٨ من سورة النور) كانت معروفة عند المسلمين ، بينما لم يكن يعلم المسلمون من هو خليفة الرسول محمد قبل وفاة الرسول ب ٥ أشهر !! … ولكن المؤكد كان عندهم ( وآمرهم شورى بينهم ) ….
في شهر رمضان من السنة العاشرة للهجرة بعث النبي محمد خالد بن الوليد الى اليمن لفتح بعض الأماكن هناك .. بعدها بعث خالد يطلب من الرسول (ص) أن يبعث من يقسم الغنائم ويأخذ الخمس الى المدينة وكان من بين الغنائم نساء ( سبايا الحروب كما كان شائعاً في ذلك الوقت ) .. فبعث النبي علي بن أبي طالب الى اليمن … يذكر البخاري في صحيحه (لا صحيح عندي سوى القرآن .. ولكن قطعاً فان الكثير من صحيح البخاري هو صحيحاً) انه

كانت توجد إمرأة جميلة من بين السبايا ، فقسم علي الغنائم وجعل تلك المرأة الجميلة من حصة الخمس (تبع الرسول وأهله والفقراء والمحتاجين) .. ثم نام علي مع تلك المرأة (ضاجعها في الفراش) في أرض ” المعركة ” وخرج منها ورأسه يقطر ماءً كما يصف كتاب البخاري المشهد !! … مما جعل البعض من الجيش يستاء من هذا التصرف لأن حصة الخمس تذهب للرسول وهو من يقرر … كذلك أعتقد ان جزء من السبب هو عدم مراعاة علي لمشاعر المقاتلين حيث هم بعيدين عن زوجاتهم لأكثر من شهرين !! … كلك استاء من عاد من الجيش من اليمن لكي يلحق بالرسول بالحج هو منع علي لهم من استخدام إبل الخمس ووضع حوائجهم عليها …. وقد بلغ الرسول ما حدث وشعر ببغض بعض من كان مع علي في اليمن لعلي ; مما اضطر الرسول (ص) عندما توقف في غدير خم أثناء العودة الى المدينة أن يقوم بحملة ” اعلامية ” مضادة يرفع فيها من مقام علي ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” … ولكن هذا الكلام الجميل لم يؤثر على قرار الصحابة حيث بايع ١٠٠ ألف منهم بعد ٨٠ يوماً أبو بكر خليفة للمسلمين .