27 ديسمبر، 2024 8:10 م

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٨

الى السيد قيس الخزعلي مع اطيب التحيات – ٨

هل زواج أبو بكر في عهد الرسول (ص) من أسماء بنت عميس أرملة جعفر بن أبي طالب (أختها سلمى بنت عميس زوجة عم الرسول حمزة بن عبد المطلب) ، ومن ثم زواج علي بن أبي طالب في عهد عمر بن الخطاب من أسماء بنت عميس أرملة أبو بكر ، وزواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب في ذي القعدة سنة ١٧ هجري ، وقبلها زواج النبي محمد من ابنتي أبو بكر وعمر هي مجرد اخبار لكي نقرأها في مجلة ” زغرطي ياعروسة ” أم تعني الكثير ؟ …. تعني قرب أبو بكر وعمر من عائلة الرسول وعمومة الرسول ، رغم كونهما من عوائل صغيرة في قريش ، ولم تكن لديهما ” مليشيات ” تدعمهما !!! … عندما يبعث أبو بكر زوجته أسماء بنت عميس لتغسل مع علي بن أبي طالب فاطمة بنت محمد عند وفاتها ، وعندما يأخذ علي بن أبي طالب الطفل محمد بن أبو بكر الصديق ليربيه ويصرف عليه بعد وفاة أبيه ، وعندما يسمي كل من علي والحسن والحسين أحد ابنائهم أبو بكر ، علماً ان هذا الاسم غير شائع في قريش ولم يُعرف شخصاً من بني هاشم اسمه أبو بكر عند بعثة محمد ، فهذا يعني هم قصدوا أبو بكر الصديق بعينه عندما أسموا ابنائهم به .
ولكن هل اختلف أبو بكر مع علي أو أبو بكر مع عمر أو علي مع عمر أو علي مع ابنه الحسن أو حتى مع الرسول محمد (ص) ؟ الجواب نعم وهذا من طبيعة النفس البشرية ; فهؤلاء لم يكونوا ” يلعبون ” ، كانوا يؤسسون دولة عملاقة حطمت اقوى امبراطوريتين عرفتها البشرية في زمنهم – لذلك طبعاً تكون لديهم وجهات نظر مختلفة وأخطاء كذلك … لماذا مسموح للرجل وزوجته الذين يبنون بيت مساحته ٢٠٠ متر مربع مع عائلة صغيرة أن يختلفون ويتعاركون بجميع أنواع ” الأسلحة ” !! .. بينما غير مسموح أو غير متوقع من رجال حول الرسول
(ص) الذين فتحوا ٥٧ دولة اسلامية موجودة على خارطة العالم اليوم أن يختلفوا !! ..النبي محمد خير البشر ” صرعته ” مشكلة أو مشاكسة بين زوجاته جعلته يحرم حلالاً يصححه الله في قرآن يتلى الى يوم الدين ” يا أيها النبي لِمَ تحرم ما أحل الله لك ” !!!!
باختصار أنا اعتقد انه كلما زادت الفجوة الزمنية كلما ” قدسنا ” اشياء أو أشخاص هي غير مقدسة أساساً والناس في زمنهم لا ينظرون اليهم بمنظارنا ; هم رأوهم وعايشوهم ونحن لا فأعطيناهم هذه القدسية ” والعصمة ” … سوف اتحدث عن هذه النقطة بالتفصيل في أحد رسائلي القادمة لجنابكم يا شيخ خزعلي .. و اعتقد ان الشيخ المفكر كمال الحيدري تكلم مؤخراً عن هذا الشيء ، من ان الناس في زمان الأئمة كانوا لا يروهم معصومين !! وعليه لو زرنا سؤالنا ” الطويل ” والثمين مرة أخرى لرأينا حجم التداخل العائلي بين الذين ذكرنا اسمائهم اثناء بعثة محمد وبعدها ( وليس قبل البعثة ) مما يدلل على العلاقة الصحية بينهم وليس الذي يروجه خُدام المشروع القومي الفارسي ….. لذلك العقل والمنطق يقول ان من يتقاتل اليوم بسبب خلاف حدث قبل ١٤٠٠ سنة بين علي وعمر أو غيرهم يستحقون زيارة ” مجانية ” لطبيب نفساني !!!