السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
سيدي الفاضل يقول الشاعر المتنبي :
كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالٌ جَديدٌ ,ومَسيرٌ للمَجْدِ فيهِ مُقامُ
و إذا كانت النُّفوسُ كِباراً,تَعِبَت في مُرادِها الأجسامُ
لازالت نفوسنا الكبيرة تعانق السماء بكبريائها تأبى الرضوخ رغم طعنات سيف ونبل الجلاد,ومقابرنا الجماعية شواهد وشواخص دليلٌ واضح كوضوح الشمس تحاكي التأريخ بهمجية القاتل الذي ساقنا الى مذبح الموت بدمٍ بارد تحت عنوان حماية البوابة الشرقية والامة العربية من المد الثوري لثورة إيران خوفاً من أن تجتاج المنطقة برمتها فكان ماكان من طاحونة الحرب التي استمرت ثمان سنوات قدمنا بها الغالي والنفيس من خيرة رجالنا ,وهنالك من أعدموا بأسم الخيانة والعمالة فلا هذا ولا ذاك كانا لهما الوجود كانت قصص ينسجها النظام ليخفي الصورة الحقيقة عن المجتمع الدولي لفداحة جرم أفعاله ,لازالت دماؤنا متوسدة في حضن الشوارع تأبى الرحيل وملتصقة على جدران الحائط ,وأشلاؤنا البريئة تناثرت كالورود معلقة بالأشجار تعانق قطر الندى وتنتظر المطر لترتوي منه وتزدهر بعطر الحرية والكرامة ,ثق ببيت الله العتيق الذي يتساوى أمامه الجميع في حضرته لم ولن نمارس معكم الوقيعة والخديعة للأحاق الأذى بكم وبشعبكم ,قدمنا وسنقدم لكم الود والإخوة والمحبة حفاظاً على نسيجنا الاجتماعي والاسلامي من الفكر الدموي الذي يريد أن يتسيد على السلام والامن ويحول الحياة لجحيم مدمربعنوان الدين الجديد الذي لم نسمع به من قبل ,دين يستبيح الحرمات وينتهك المحرمات ويرفع شعار الغنائم …الغنائم في المعركة ,وإسلامٌ قائم على قطع الرؤوس واغتصاب الأعراض,هنالك من يضللكم ويضلل الرأي العام بأخبار وأمور كاذبة ليس لها أية صحة لما يجري على أرض الواقع في العراق مستخدمين ألأعلام وأدواته الرخيصة دون ضوابط أخلاقية وإنسانية بتشويه الحقائق حتى بدأ يتصور للكثير أن هنالك فعلاً ظواهر متعددة من الانتهاكات تمس هوية المواطن ,صدقني سيدي الوزير لازلنا نعيش بأمان في بيتٌ واحد من أم سنية وأب شيعي والعكس بالعكس, لازالت مرجعيتنا في النجف الأشرف لا تفرق في أبوتها ورعايتها بين جميع المكونات وانتماءاتهم تمتلك القلب الكبير والعطوف فخطها
ومنهجها ثابت,ولازال ساتر التراب يقف عنده أبن الشرجية والغربية للحفاظ على مشروعنا الديمقراطي ومستقبلنا الذي لن نتردد في المحافظة عليه لأن الفلم الذي أحيك ونسج وراء الكواليس قد عرفناه وفهم الدرس ولن تنطلي علينا الأكاذيب والافتراءات التي جيء بها الارهابيون,لازال خطابنا ينشد الحب والسلام ,فقط أمنحونا موقفكم الداعم وضعوا أيديكم بأيدينا للخروج من هذه المحنة التي فرضت علينا ونحن نقاتل أشرس هجمة عرفتها البشرية لأقوام ممسوخة بفكرهم المنحرف وسلوكياتهم التي باتت كالسرطان ينخر في جسد الأمة ,أذكر جيداً كيف وقفتم مع النظام البائد وقدمتم له شتى أنواع المساعدة في حربه الضروس أبان الحرب العراقية الإيرانية ,نحتاج منكم ومن ثقلكم الأسلامي والاقليمي والدولي أن لا تقصروا بمساعدتنا,لا تثقلوا كاهلنا بما لا طاقة لنا به يكفي أننا نعطي الأرواح ونبذلها دفاعاً عنا وعن شعوب المنطقة بأسرها لقد منعنا تقدم داعش وقهرناه وكسرنا شوكته بسواعدنا السمراء,من أن يصل لدول ويعيث فيها الخراب والفساد كما فعل في مناطق استباحها بعد أن غرر أهلها أنه جاء بشريعة جديدة لينصفهم ويرجع حقوقهم المستلبة منهم ,أخرجونا من حسابات التصفية والرسائل,وانظروا لصوت العقل الذي نبادل به الآخرين ,ولسياستنا الحكيمة في التعامل مع الأزمات بعين التروي والحكمة ,وعلى وجه الخصوص أزمة حرق مقر بعثتكم في طهران ,وكيف كان سعينا وسيستمر في إخماد فتيل الأزمة ولملمت الجراح لأننا نمتلك الأرض ودعاة دولة تحترم القانون وسيادة الدول واحترامها خطوط حمراء لا نقبل بالتجاوز عليها ؟ أذكر جيداً ما حدث في معركة صفين عندما منعوا الماء عن معسكر الامام علي (ع) فأصابهم العطش وأرسل فرسانه اليهم فاستولوا على النهر فقال لهم أبعثوا اليهم ليأخذوا الماء ,فقالوا كيف نعطيهم الماء وهم منعوه عنا ,فقال لهم :{لما نقاتلهم ونتخلق بأخلاقهم}أي أثبات ودليل أكثر من هذا ,ليس في جلبابنا أي نزعة عداء وشر لكم ,لا تاريخنا ولا حضارتنا ولا تراثنا المليء بالعلامات المضيئة يسمح لنا بذلك بأن نخون عهداً قطعناه فهي ليست من شيمتنا ومروءتنا ,لن نمنع أيدينا في مصافحة من يبادرنا للخير نحن جزء لا يتجزأ من هذه الأمة المثقلة بالجراح …جراحات الماضي الموجع والحاضر الذي يبحث عن المستقبل في زحام غياب الموقف الموحد والرؤى التي تبعث الاطمئنان في نفوس الشعوب
نسخة منه :
* السيد رئيس الجامعة العربية المحترم .
* السيد رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي المحترم .