23 ديسمبر، 2024 1:58 م

الى السيد ألعبادي ….وقبل الكويت !!

الى السيد ألعبادي ….وقبل الكويت !!

قرأت مثل غيري سيدي رئيس الوزراء ان جنابكم الموقر سيزور الكويت غدا في زيارة رسمية تهدف الى تمتين العلاقات بين البلدين والى تفكيك الملفات المتداخلة وما أكثرها وتهدف أيضا الى تعزيز التحالف الدولي ضد الإرهاب وضد داعش.

واعلم أيضا يا جناب رئيس الوزراء ان زيارة دولة الكويت الشقيقة تأتي بعد أيام من زيارة الإمارات العربية الشقيقة وهذه الزيارات المتواصلة من جنابكم ومن قادة البلد تاتي في اطار اعادة العراق الى منظومته العربية والإقليمية والدولية وتأتي في اطار كسر الجمود الذي غلف علاقة العراق مع جيرانه ومع محيطه.

واعلم يا سيدي ان تبادل الزيارات مع مختلف دول العالم امر مهم وان استمرار هذه الزيارات نقطة ايجابية في مصلحة الدولة العراقية على المنظور القريب والبعيد خاصة وان العراق بلد عربي وان اكثر من نصف جيرانه هم من العرب وان التواصل معهم علامة صحية وان إقناعهم بأنه عربي بعد عام 2003 امر بمنتهى الأهمية.

لكن يا سيدي وقبل الذهاب الى الكويت اتمنى ان يكون هناك تقييم جدي لنتائج الزيارات التي تمت من قبل جنابكم ومن قبل جناب القادة الآخرين ممن زاروا تركيا وإيران والسعودية والاردن وقطر والامارات وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا ولكسمبورغ خاصة ونحن نعيش زمن التقشف واعلان حالة الطوارئ في الموازنة وفي الصرفيات.

سيدي العبادي ان قيمة الحدث تكمن فيما يتركه من اثر ايجابي على الواقع الذي حدث من اجله والا فلا خير ولا فائدة منه بمعنى ان الزيارات المكوكية التي تقومون بها انتم والقادة والوزراء الاخرين لن يكون لها اي قيمة حقيقية اذا لم تاتي بالخير على العراق والعراقيين بل ان هذه الزيارات ستكون محل عبث وابتلاء على الشعب العراقي اذا لم تحقق الاهداف المرجوة منها.

سيدي ألعبادي انتم تعلمون قبل غيركم ان العراق كان يعاني من عزلة دولية فرضها على نفسه وقسم من هذه العزلة فرضتها الدول العربية الشقيقة عليه وحتى نخرج من هذه العزلة علينا ان نقوم بما تقوم به الدول من خطوات لكي نعود الى الواجهة والى الأمام ولان العراق بلد حضاري وبلد مهم في المنطقة فان امر عودته مهم جدا وضروري وله استحقاقات وعليه التزامات،لكن كيف ..هل سنتمكن من عودة العراق من خلال الزيارات فقط ام من خلال عقد الاتفاقيات.

ان ما يحدث جناب رئيس الوزراء الموقر هو ان كل الزيارات انتهت ولم يتم خلالها توقيع اي اتفاقيات ثنائية ولم يتم فيها تشكيل لجان مشتركة ولم نسمع عنها أنها أفضت إلى توقيع ورقة عمل مشتركة او أنها تأتي لاستكمال ما تم توقيعه في الزيارة السابقة.

اعتذر سيادة الرئيس فالكويت قد تكون استثناء عن الحالة محل التوضيح لأسباب كثيرة لا مجال لشرحها وقد يتم خلال زيارتكم لها توقيع جميع الاتفاقيات التي أشرت اليها لكن وارجوا ان اجد جوابا لسؤالي هو هل تم عقد اتفاقات ثنائية مع السعودية او قطر او تركيا وحتى الاردن التي تأخذ نفطنا بالمجان ام ان الزيارات لا زالت في حدود المجاملات وان هذه الدول لا زالت تنظر الى العراق وشعبه نظرة احتقار وازدراء وانتقام..