لسنوات عديدة خيم جو القطيعة بين الساسة العراقيين ، وكان ذلك أحد أهم النتائج الخطيرة للنزاعات والتناحرات بشتى أنوعها وانعكاساتها على الشارع العراقي لتحصد أرواح العشرات من الأبرياء يوميا.
وليس من السهل ، بل لايمكن وضع الاصبع على الشخص أو قضية واحدة ثم القول هذا هو السبب ، لان هناك عدة قضايا واجراءات وحوداث تراكمت لتشكيل أرضية الذي يحدث الآن .. عدم خلق الظروف الصحية لتفاعل الأفكار وتلاقحها والتي من شانها ان تسهم في تطوير البلاد وتنقذ العباد تقف وراءها بالدرجة الرئيسة تلك القطيعة التي تحول دون النظر الى المصلحة العامة ، لاسيما بين الرأوس التي تمثل الكتل السياسية.
خلاف زعيم ائتلاف العراقية أياد علاوي مع زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي والقطيعة بينهما لاكثر من ثلاث سنوات بسبب عدم حصول علاوي على منصب رئيس مجلس السياسات الستراتيجية والذي اعتبره نقض للعهود وعدم الالتزام بالاتفاقيات السياسية ، كما ان الخلاف بين رئيس اقليم كرستان مسعود بارزاني مع المالكي ، الذي ربما انتهى في الفترة الأخيرة كان بسبب قضايا (كركوك ، والنفط ، والبيشمركة) ، حيث انه منذ تشكيل مجلس الحكم وتأسيس الجمعية الوطنية مرورا بدورتين انتخابية لمجلس النواب ، شهدت خلالها الكتل السياسية والأحزاب تناحرا دون تقديم ادنا تنازلات تذكر ولو لمرة واحدة من أجل الوطن كما يقال !!.
جميع تلك الكتل والأحزاب تقوم قيامتها دون قعود عندما لم تحصل على المنصب الذي تبتغيه ، بينما تلتزم الصمت المطبق أو تصدر بيان شجب واستنكار ضد أي قضية لها تماس بالاساءة الى الشعب في أقوى خطواتها.
لم نسمع يوما ان كتلة سياسة أو عضو مجلس نواب علق عضويته ، أو هدد بالانسحاب لعدم مناقشة توفير دور سكن للفقراء ، أو بسبب ارتفاع معدلات الفقر في العراق الذي يعد من أغنى الدول المنتجة للنفط !! ، كما لم نسمع انهم أطلقوا ذات التهديد لارتفاع معدلات الفساد المالي والاداري الذي نخر البلاد وأسهم في تردي حال الملايين من العباد !!.
مطالب كبيرة وكثيرة ذو شأن تهم المواطن لم يكن لها أي وقع يذكر في مجلس من انتخبهم ، بينما تقر ميزانيات الرئاسات الانفجارية وامتيازات الأعضاء خلال بضع جلسات ، وعندما يتكلم الجميع يبينون انهم وطنيين بامتياز ، وان مصلحة الشعب فوق جميع المصالح !!.
ممثلو الشعب لاتخلوا ساحتهم من المسؤولية مثلما تتحمل الحكومة المسؤولية تجاه ماحدث ويحدث في العراق ، والحديث طويل وذو شجون وحسرة ، الا اننا نذكر بان “ليس الفارس من لايقع وانما الفارس من يقع ثم ينهض مرة أخرى” ، لذا نقول على زعماء الكتل السياسية وأصحاب القرار في الحكومة ان ينهضوا لمواجهة التحديات التي تلوح بتدميرها البلاد ، على وجه الخصوص ان تلك التهديدات اقليمية أكبر من كل الخلافات ، انها تهدد الوطن برمته حيث لاتبقي عملية سياسية أو سياسي واحدا ، كما انها تهدد مصير شعب باكمله وباختلاف مكوناته وأطيافه وانتماءاته .
اثبتوا انكم على قدر المسؤولية تجاه شعبكم بتوحيد مواقفكم لمواجهة الأخطار المحتملة ، والا سوف يكتب التاريخ من هو الوطني ومن هو الخائن والعميل.
* رئيس تحرير وكالة السلطة الرابعة