23 ديسمبر، 2024 1:24 م

الى السادة في التحالف الوطني . مجرد رأي

الى السادة في التحالف الوطني . مجرد رأي

الاخطاء كثيرة في حياتنا, ومن كان بلا خطيئة فليرجمها بحجر، ولكن نظراً الى المناخ العام وثقافة السعي الى تصيد أخطاء ألآخرين والتشهير المبالغ بالمخطئ, فان رد الفعل الطبيعي لدى أي انسان هو محاولة انكار الخطأ او التهرب من المسؤولية او البحث عن كبش فداء او التهرب من الاعتذار عن ألخطأ ، وهذه السلوكيات لا يتمتع بها الشجعان والأقوياء ، والبداية لعلاج ذلك كله هو ان نتعلم جميعاً ان “شجاعة ألاعتذار” عن الاخطاء لا يملكها سوى الاقوياء وان الاعتراف بالخطأ هو البداية المنطقية لتصحيحه وتصحيح اثاره وتداعياته ومنع تكرار حدوثه في المستقبل ، ومن هنا اوجه كلامي الى السادة في التحالف الوطني بمناسبة ذكرى عاشوراء وأقول لهم (أن ثورة الحسين ضربت أروع مثال للوحدة بين المسلمين حيث جمعت بين أفراد مختلفين وأشخاص متباينين من حيث العنصر والوطن والجنس ووحدّت بينهم توحيداً كاملاً حتى جعلتهم وكأنهم جسم واحد وشخص واحد يتحركون ، والحسين هو نهضة فكرية على كل مفاهيم الظلم والطغيان والاستبداد وهو الرائد القائد الى مفهوم العدل في زمن ساد فيه الظلم والاستبداد والانحراف والانقلاب التام على كل مفاهيم الاسلام ). لذلك ايها السادة اعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين. فقد أوصى بمبدأ الشورى. وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية، وان منهج الامام علي (ع) كان واضحا في سيرته وعمله وبلاغته وعلومه وشجاعته وأخلاقه المتمثلة في الإيمان بالله وبرسوله والتضحية من أجل الدين والتزام الحق والعدل والمساواة بين المسلمين والزهد في الدنيا والتواضع والشورى واحترام إرادة ألأمة ، السؤال اين انتم من هذا وانتم اليوم تتباكون في هذه الايام وتمنحون المليارات من الدنانير الى ( المواكب الحسينية ) وهناك اكثر من 7 مليون عراقي يعيش تحت خط الفقر ونقص كامل بالخدمات العامة منذ استلامكم  الحكم ولحد الان وبوجود اكبر موازنات سنوية في تاريخ العراق الحديث ، ومن هنا  نقول لكم نحن لا نؤمن بحكومة “رجال الدين” بل نؤمن بوحدة ألمسلمين ونرفض التمييز الطائفي، ونعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والمشاركة السياسية بين جميع الطوائف على أساس المواطنة والحرية والعدالة والمساواة ونؤمن بأن حل المشكلة العراقية جذريا يكمن في قيام المؤسسات الدستورية والأنظمة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ، و ندعو إلى وقف الجدل الطائفي والقومي والمناطقي الذي هو جزء من إفرازات الفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين، ولا بد من إغلاق ذلك ألملف ، إذ لا يعقل أن يبقى ذلك التاريخ جرحا مفتوحا إلى يوم ألقيامة ولا بد من طي صفحة ألماضي وعدم الغوص كثيراً في أحداث التاريخ السحيق إلا من أجل أخذ العبرة فقط ، وعلى كل مثقف وسياسي واقعي عليه ان يرفض ممارسة “التقية ” بتلك الصورة المشوهة، كما نرفض التصديق بما اشتهر عن الإمام الصادق (أن التقية ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له). اذ نعتقد أنه حديث مكذوب على ألإمام ولا مبرر عقلي أو تاريخي له، فكيف تصبح التقية جزءا من ألدين، ومتى كان الأئمة يمارسون ألتقية وممن كانوا يخافون؟ ومن هنا نحسب أن هذا الحديث موضوع من قبل “الفرس” انذاك كغطاء لتمرير نظرياتهم المنحرفة باسم أهل البيت الذين كانوا يتبرءون منها علنا. وهذا ما يدعونا لقراءة فكر أهل البيت وتراثهم على أساس الظاهر من حياتهم ، وعدم قبول أي تأويل باطني معاكس لأقوالهم وأفعالهم لان هذه التأويلات والانحرافات كتبت على ايادي فارسية لغايات سياسية ومنافع ايرانية بالسيطرة على العراق وشعبه وتسييس  الدين لخدمة نظرياتهم وتوسعاتهم وإطماعهم في المنطقة وكرهم على العرب والعروبة وألا ما تفسير ما وصلت اليه الاحزاب ( الاسلامية ) وهي تقود العراق الان باسم ( الاسلام الحسيني ) والحسين بريء مما يعملون ، وهل نكث اتفاقية اربيل من قبل السيد المالكي من باب التقية مثلا ؟ أو اهداء الدكتور ابراهيم الجعفري سيف الامام علي (ع) رمز البطولة والشجاعة الى المجرم رامسفيلد  وزير الدفاع الامريكي سابقا ثمنا ” تحرير”  العراق من باب التقية أيضا ،  نراكم  ايها الاخوة تسبحون بمسابحكم الطويلة وتمسدون بأذقانكم البيضاء والسوداء وتحركون بخواتمكم الغريبة وتتباهون بالكي الاصطناعي في جباهكم على أنه من أثر السجود والورع والتقوى وبسجادات صلاتكم المفروشة في مكاتبكم و سياراتكم الفارهه بمكان بارز “للبرستيج”  ورنة هواتفكم الجوالة التي تحتوي على الآذان ودعاء كميل وأبو حمزة الثمالي ونشيد قناة المنار وسحر والفرات والزهراء ، وأذا بكم سرّاق لقوت الشعب وجعلتم  العراق يتربع على عرش الفساد عالميا للسنة العاشرة على التوالي وتحمون الفاسدين والمزورين وباحثين عن اللذة والنساء بحجج مغلفة بالدين ، هل هذه الامانة الاسلامية والأخلاقية ، لقد كشف زيفكم وأكاذيبكم ، اي قضية او ملف نناقش معكم كل تصرفاتكم السلوكية هي خارج قواعد المحددات الدينية والمذهبية والشرعية والأخلاقية والعشائرية والاجتماعية بسبب الحقد الاعمى والكره الظلامي وسوء النية والعقد النفسية المريضة والشعور بالذنب ، الاسلام وسيرة الرسول الاكرم وأصحابه وأهل بيته الاطهار واضحة جدا فأين انتم منها ؟ لقد قالها الامام علي (ع) (لا تــطلبـــــوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فإن الشح فيها باقي ولكـن اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فإن الخير فيها باقي ) الاسلام دين عظيم ومن صفاته الحميدة الاخلاق والأمانة والصدق والزهد والحب والإخاء والعفو والتسامح والمشورة وراس الحكمة مخافة الله جل وعلا في كل شيء ،هذا رأي وأشكر رحابة صدركم.