7 أبريل، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

الى الذين في قلوبهم مرض / عبد الكريم قاسم لم يمت

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان يوم 14 تموز الثورة المجيدة الذي مر علينا قبل ايام قلائل مناسبة عزيزة على قلوب كل الوطنيين الشرفاء واستذكر الكثير من الكتاب الاعزاء الحدث بكل مافيه من تجلي لمعاني الوطنية والاخلاص للشعب والوطن وكان المحور الاساسي لهذه المناسبة هو الشهيد المغدور ظلما وعدوانا المرحوم عبد الكريم قاسم الكاهن الذي لا يعبد في محرابه الا الله والشعب .. الشعب المحروم والمظلوم الذي ذاق المرارات كلها فقر مدقع وحرمان حتى من ابسط حقوق الانسان فكانت نقرة السلمان في صحراء السماوة قرب الحدود العراقية ذلك السجن الرهيب الذي ضم اشرف واخلص الوطنيين الاحرار ومن يهرب منه يكون طعاما لبهائم الصحراء وبدرة وجصان وعنه وغيرها من المنافي للوطنين وطلائع الشعب كانت اكثر جموع الشعب حفاة وشوارع العاصمة التي هي افضل بقعة في العراق غير مبلطة وحينما ياتي فصل المطر تتحول الى زرائب ولا زلنا نحن سكان منطقة الكرخ نذكر حينما تمطر السماء تتحول منطقة علاوي الحلة الى مستنقع ويبادر اصحاب المقاهي الشعبية التي كانت تعجب بها المنطقة الى اخراج اسرة الجلوس ( التخت ) الى الارصفة حتى تنتقل الناس فوقها وكان كبيرنا يشتري الملابس من تحت التكية لتنتقل عام بعد عام الى الاصغر فالاصغر اما الاحذية فكانت الترقيعات لها من كل جانب حتى ان الحذاء ربما تستبدل قاعدته مرة او مرتين قبل الاستغناء عنه .. هذا جانب سكان العاصمة وربما البعض ممن كانت تسمى الوية( محافظات ) من الطبقات المليانه .. الجانب الاخر كان الاقطاع الصورة الحقيرة لمالكي الاقطاعيات التي منحها لهم المندوب السامي البريطاني ليضمن ولاؤهم على حساب الاكثرية المعدمة من فقراء الريف ونترفع عن ذكر الافعال المشينه التي كان يمارسها الاقطاع وسراكيله مع هؤلاء المعدمين وغصبهم على التنازل عن الابنة اوالزوجة لهؤلاء الوحوش البشرية والتي كان قسم كبير منهم في برلمان الديمقراطية الملكية الذي انبرى بعض فرسان الرجعية ليدافع عن تلك الحقبة الجائرة كان الفلاح يعمل في اسوء الظروف الحياتية وعندما ينتهي الموسم يخرج الفلاح مدان للاقطاعي ببعض المال والتسديد يكون مقاصة التنازل عن البنت او الزوجة اما الصناعة فكانت مكناسة الخوص والحصيرة والبارية كما كانوا يسمونها والكلل وحب الماء وعلاكة التسويق الخوصية والمنشل لشرب الماء ونعال التاير وسكائر المزبن والنامليت وكراسي واسرة جريد النخيل وحلان التمر والدبس وجبن العرب والاكراد وقيمر المعدان والمطال الذي يجمع من زرائب الحيوانات ليتحول الى قاذفات اللهب في تنور الخبز اما المدارس فكانت التدفئة ان يقوم كل صف طلابي بجمع مصروفات الطلاب التي هي 4 فلوس و10 فلوس لشراء الفحم ووضع مناقل التدفئة داخل الصفوف الرطبة والدخان يملأ سماء المعركة التعليمية داخل الصف المدرسي اما قمع التظاهرات واستعمال الهراوات والرصاص من قبل شرطة ايام زمان والاعتقالات وانتزاع الاعترافات بقلع الاظافر والتعليق بالمراوح السقفية والجلد واعلان البراءة في الصحف وترقين قيود الطلبة وفصل الموظفين وعناصر الامن المنتشرة في كل مكان فكان ذلك من بركات ديمقراطية عبد الاله ونوري سعيد كانت اعلى ميزانية وصلت في الحكم الملكي 50 مليون دينار فقط وفجأة انتقلت في العهد الجمهوري الى 100 مليون دينار وانتشرت المعامل والسدود والمنشاّت ووزعت الاراضي على كل قطاعات الشعب وكانت مدن الفقراء الاسكان والشعلة والثورة التي سميت ظلما مدينة صدام وبعدها الصدر لينمحي الاثر التي تركته ثورة تموز وازيلت صرائف الطين والصفيح التي كانت منتشرة في العاصمة , كما كانت المامون واليرموك والجامعة وحي الشرطة والداودي والعدل و14 رمضان وشارع فلسطين وزيونه وكل الاحياء الحديثة في بغداد ولو اجتمع كل سارقي الثورة والذين اغتالوها مع من تبعهم خلال مايقارب 54 سنه لم يلحقوا بذلك المنجز واستصلحت الاراضي الزراعية وقدمت المساعدات الى الفلاحين وتم تنشيط الاقتصاد الوطني في الخروج من الكتلة الاسترلينية وصار الدينار العراق يساوي دينارا وثلث كويتي وادخل غطاء الخط الاسود ( النفط ) بدل الخط الذهبي وصار العراق يبيع النفط بالدينار العراق بعد ما فرضت عليه الدول الاستعمارية الحصار الاقتصادي وخرج من الاحلاف مثل حلف بغداد والاتحاد الهاشمي وتم تسليح الجيش باحدث الاسلحة من الاتحاد السوفياتي والاستغناء عن خردة الاسلحة التي كان يسلح بها الجيش العراقي,,وذهب بعض المنافقين الى ان المشاريع التي نفذها عبد الكريم كانت من مشاريع وزارة ومجلس الاعمار ولو افترضنا ذلك لماذا لم تنفذ من قبلهم والسرد يطول ويطول ولكن الذكرى تنفع المؤمنين بحق الشعب بالحياة الحرة الكريمة لقد كانت اجيالنا شاهد على ذلك الزمان وليعلم البعض الخسيس ان الكثير منا اصابه الغبن والاذى ولم نكن من المستفيدين او المقربين وكان قسم قيد الاعتقال والبعض تعرض للاغتيال والاعتداء من قبل العصابات المضادة ولكن تبقى الغيرة والشعور النبيل تاج راس الشرفاء والمخلصين لوطنهم نقول لهؤلاء نحن نعلم من كان يعادي الثورة ونهجها الوطني واولهم اصحاب الخيول والرايسسجيه والرجعية التي تلبست لباس الوطنية ومنهم شرطة العهد الملكي والاقطاعيين والقوميين الشوفيين من العرب والاكراد وعملاء امريكيا وبريطانيا والكويت والسعودية وايران وتركيا وعبد الناصر الذي ناصب العداء لعبد الكريم قاسم منذ الايام الاولى للثورة وعبد السلام عارف الذين خان الامانة في الايام الاولى للثورة عندما التقى بعبد الناصر وقال له نحن نريد الوحدة الفورية ورد عليه عبد الناصر وهل يقبل صاحبك يعني عبد الكريم وكان الجواب ان طلقة برأسه وينتهي كل شيء ولما اخبر البعض من كان مع الوفد عبد الكريم عاتب عبد السلام فانكر وقال له يريدون يفرقون بيننا كما وقف البعض ممن كان في اللجنة العليا للضباط الاحرار المترددين والذين لم يجرأ احد منهم على التحرك ضد الوضع المزري انذاك بالجبهة المضادة لعبد الكريم قاسم حسدا وغيرة رغم ان الزعيم شملهم بالوظائف والمناصب المهمة والتي بدأت المؤامرات تحاك من خلالها لاسقاط زعامة عبد الكريم قاسم لقد اجتمعت كل عناصر الخيانة والعمالة والخسة في اليوم الاسود 8 شباط الرجعيون والاقطاع وبعض رجال الدين الدجالين وعملاء تركيا وايران ومصر وسوريا والاردن والكويت والسعودية وامريكيا وبريطانيا وغيرهم في ذلك اليوم الاسود واعترف اخس قيادي بعثي علي صالح السعدي انهم جاؤا بقطار انكليزي مما يجب ان يذكر ان المتأمرين وجدوا قائمة تحت التلفون الموجود في غرفة الزعيم تضم 55 اسم من ابرز اعضاء الانقلاب والذين لم يتخذ الزعيم عليهم اي اجراء وعندما سألوه من زودك بهذه الاسماء قال احدكم وقالوا له من يكون قال انا اقسمت له بشرفي ان لا ابوح باسمه ورد عليه خسيس قال له وهل عندك شرف قال نعم والدليل انا لم ابوح بأسم ذلك الشخص ونقل ان جرس التلفون رن ورفع المرافق سماعة التلفون وقال سيدي هذا السفير السوفياتي يقول سنقضي على المؤامرة فورا اذا طلبت ذلك فكان الجواب قل للسفير السوفياتي نحن تخلصنا من الاستعمار البريطاني ولا نريد بديله استعمار سوفياتي .. اما عن اّلاف الجماهير المحتشدة امام وزارة الدفاع والتي انبحت اصواتها والتي وصلت عنان السماء مطالبة بالسلاح للدفاع عن الثورة غير ان الزعيم اجابهم انه سيقضي على هؤلاء ولا نريد دم المواطنين يهدر فكل من يسقط هو خسارة لنا
اما عن العهد الملكي فنقل لنا ان المرحومين فيصل الاول وابنه غازي قد عملا على استقلال العراق والدفاع عنه فكان كما تواردت الانباء ان قتل الاول مسموما والاخر نصب له كمين قرب ترعة ماء ويقال انه لم يمت فورا ولكن تم الاجهاز عليه للتخلص منه وكان ذاك الوصي على الملك الصغير عبد الاله الذي اعدم الضباط الاربعة وعلق جثثهم امام وزارة الدفاع لمدة 3 ايام واعدام قادة الحزب الشيوعي فهذه الحادثة لم تحرك ضمائر هؤلاء المدافعين عن العهد الملكي ولكن حينما تم معاملة عبد الاله بالمثل من قبل الجماهير الغاضبة اهتز ضمير هؤلاء اما ماحدث للعائلة المالكة لم يكن ذلك في خطط الثورة وانما كان تصرف شخصي من قبل المرحوم عبد الستار العبوسي ادت الى ماحصل وضل ذلك الشخص يعاني من صراع نفسي وكاّبه الى ان انتحر في سبعينيات القرن الماضي وفي الختام نقول لهؤلاء المتحسرين على موت الباشا او العائلة الملكية كل هذا القتل والدمار والخراب والضياع الذي اصاب شعب العراق لم يحرك وجدانكم وضمائركم وتدافعوا عن الشعب والوطن وهذه الملايين البريئة التي ذهبت ضحية المؤامرة الاولى عام 63 وما تبعها من جرائم في كتاباتكم الا لعنة الله على القوم الظالمين ولعنة الشعب والتاريخ عليكم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب