18 ديسمبر، 2024 8:34 م

الى الاْخوة في الاْئتلاف الوطني : لماذا يريدها السيد المالكي حربا على الاْكراد؟

الى الاْخوة في الاْئتلاف الوطني : لماذا يريدها السيد المالكي حربا على الاْكراد؟

هل ما نراه من تحرك للجيوش والعربات والدبابات والمدافع اْحداث حقيقية اْم ترانا نتخبط في حلم طالما تمنينا عدم رؤيته؟ هل يريد السيد المالكي حربا ,ولا يهمه مع من يحارب وهو ليس عدوا للاْكراد,ولاْن الرياح قد جرت وتاهت السفن ولاْن الحرب قد اْصبح ضروريا بالنسبة له و للمقربين المستفيدين من حكومته ,بل اْصبح الحرب يجسد فكرة البديل لملىْ الفراغات الشاسعة  للوضع العراقي الذي لا يزال يئن تحت وطئة  مذلات واْنتكاسات وتوسلات واْهانات ومخاوف يومية من مستقبله ومستقبل اْبنائه,وبالرغم من هذه الحقائق فاْن هذا الحرب لن يكون بالدرجة الاْولى ضد الاْكراد بل سيكون ضد السنة واْطراف من التحالف الوطني والاْحزاب اليسارية والليبرالية  وضد كل اْنسان عراقي يتجراْ ويقول كلا اْو لماذا؟  ومن اْجل اْن لا يتمكن اْحد بعد الان والى الاْبد  من قول ما يريد,وقد خانه حتى البرلمان الذي صوت له والذي لازم الصمت ازاء قرع طبول الحرب,واْزاء الاْهانات اليومية للشعب العراقي عبر التصريحات المشينة لهؤلاء المقربين ,فهل من اْهانة اْكبر للشعب العراقي من قول اْحد المقربين باْن الاْهمية القصوى الان هي لشراء السلاح وبعدها ستاْتي الخدمات ؟,وكاْن ثروة الشعب هي الثروة التي ورثتها اْهل بيتهم اْب عن جد وقد طرق بابهم الشعب العراقي المتوسل وهم (يمنعون الماعون).
اْقول الحرب من اْجل اْيجاد بديل سهل تضمن البقاء  وليس من اْجل العراق هي فكرة واقعية ونفسية وتاْريخية خاطئة ,فقد قال المالكي باْنه ليس اْقل دهاءا من معاوية,واْن في جعبته كثير من الدهاليز المغلقة وعبر عن نيته كما عبر عنها المقربون باْنه يطمح الى تجديد ولايته ,وكاْنه البديل الاْوحد لكل ساسة واْحزاب وقياداة العراق وكاْنه واقع تحت وطاْة حمل تاْريخي اْمتزجت فيه التاْريخ البعيد مع تاْريخنا هذا,وكاْن الشيعة في العراق تواجه جيوش اليزيد ومعاوية وقد عبر عن هذا التخوف كثير من خطباء وساسة الشيعة باْنهم يواجهون خطر الاْبادة .ناسيا اْن تاْريخ اليوم قد وقع بين اْيديهم, واْن تاْريخ الشعوب له وجهان,وجه يبنى ووجه يهدم,فبعد اْكثر من سبعمائة سنة من الغبن التاْريخي تمكنت الشيعة وبمؤازرة الامريكان والاْكراد والمناضلين من السنة وشخصيات اخرى,واْذكرمنهم السيدان اْياد العلاوي واْحمد الجلبي واخرون من ال,وصول الى السلطة,,فماذا يعني هذا التغيير التاْريخي وكيف باْمكان الشيعة فهمه ومن ثم التوفيق والنجاح في تجربتهم هذه؟ساْتحدث عن الوجه التدميري اْولا و اْقول اْن كل الحروب التدميرية لصدام حسين قد بداْ في لحظة تاْريخية معينة ,عندما تخيل صدام باْنه يعيد التاْريخ الى الوراء ,واْنه بمثابتة خليفة المسلمين ,بل نبيهم,عندما رفع شعار (الله,الوطن,صدام) وصور حربه مع ايران باْنه حرب الاْسلام ضد اْعداء اْهل البيت وقد اْعاد  رسم شجرة نسبه الى اْهل بيت الرسول,وشبه حربه مع الحلفاء باْنه حرب الاْسلام ضد الصليبيين,وفي هذا التاْريخ الفسيح,هنالك اْمثلة كثيرة ,فقد قلد هتلرحلم نابليون في توحيد اوروبا واْخضاع شعوبها,متخيلا اْن نابليون لم يكن يملك الدبابات والمدافع والعربات ولذلك فشل في مسعاه,اْنها اْوهام تاْريخية لها وجه واحد وهو تدمير الاْوطان والاْنفس ,وقد تعلم الغرب هذا الدرس جيدا بعد اْعنف الحروب في التاْريخ فتوجهوا بعنايتهم الى الجانب الاخر من التاْريخ وهو الجانب الذي يبني الاْنسان والاْوطان,اْساْل واْقول كيف باْمكان الشيعة الاْستفادة من هذا التاْريخ ؟ اْن بناء الجيوش وشراء الاْسلحة والذمم وشحن الشعوب ودفع الاْطراف الى الفتنة,وتجسيد الاْفكار العدائية اْزاء الاْخرين,وزرع الخلاف والفرقة بين المتحالفين ,هي سياسة تنبع من الجانب التدميري التاْريخ وعندما تتطور هذه السياسة مع الاْيام سوف يكون التراجع عنها صعبا جدا,ففي اخر حوار بين صدام حسين واْبنته ,قال (هاي المرة اْنلاصت علينا) الجملة التاْريخية التي تعبر عن فقدان التاْريخ والاْنسان معا وعدم اْمكانية التراجع , ولكن الوضع يختلف  بالنسبة لشيعة العراق,لاْن لهم تراث اْنساني كبير,نابع من التاْريخ القديم والحديث,مما يجعلهم مؤهلين لبناء التاْريخ والاْوطان اْذا ما فهموا الدروس التاْريخية الكبيرة لماضيهم وعملوا بحكمة الوجه البنائي للتاْريخ وليس الوجه التدميري,,فاْقوال الاْمام علي والحسن والحسين , سيرتهم ,ورؤيتهم للاْنسان ,وتضحياتهم,تفرض عليهم اْخلاقا سياسيا , وتعرضهم للظلم والاْستبداد في الماضي القريب مع من تعرضوا لظلم اْكبر, تفرض عليهم درسا اخر ,والدرس الكبير في هذا التاْريخ هو تحقيق العدالة,اْن تحقيق العدالة يعني الاْنصاف في الحكم,ومن ثم أْنصاف اْهل البيت المشترك ,فهل يحقق هذا الجيش المتوجه الى كردستان هذا العدل وهذا الاْنصاف بعد اْن تلقى اْمرا بالرد الحاسم لكل من يقترب منهم؟ اْقول اْن قيام اْي حرب بين الكرد وجيش المالكي,لن يكون فيه منتصر ولا غالب اْو مغلوب,واْنما سيسرع من دوران العجلة التاْريخية التدميرية فقط,وحتى واْن تمكن هذا الجيش من اْحتلال جميع مدن كردستان فلن يتمكن من تحقيق تقدم خطوة واحدة لمصلحة شعب العراق واْبنائه .بل سيساعد تجار الحرب في سرقة معيشة العراقيين واْرزاقهم ,سيساعد كل من يتمكن من اْغتصاب الاْنسان لقمة عيش الاْخرين واْنتهاك شرفهم وكراماتهم,سيساعد في خلق المجازر والقتل من اْجل المتعة والقتل من اجل العداء,سيساعد في تاْخر العراق عشرات السنين الى الوراء,والسؤال المهم هل يمثل تحقيق هذا الاْقدام الفكر الشيعي في العراق؟ واْساْل التحالف الوطني والبرلمان لماذا السكوت عن هذا الخطاْ التاْريخي الكبير الذي يوشك اْن يحدث؟
   اْقول الحرب من اْجل اْنهاء الديمقراطية في العراق وبسط السيطرة على جميع الممارسات الديمقراطية في العراق والبقاء في السلطة واْلغاء الاْنتخابات,واْعادة فكرة الرئيس الواحد والحزب الواحد والشعب الواحد.وقد مهد لذلك بطرحه لفكرة حكومة الاْغلبية,والفشل في حكومة الشراكة الوطنية,ولنا اْن نساْل هل فشلت الديمقراطية اْم نحن الفاشلين؟,هل فشلت الشراكة اْم فشلنا نحن؟ ولماذا يريد ذلك؟ كلنا نعلم وبعد اْن تم اْبعاد السنة من حكم العراق كشريحة حاكمة ,لم تكون بعد قناعة تامة بينهم ولم يقتنعوا ولم يسلموا وحتى الان بهذا الواقع وكلنا نعلم اْن تركيبة الشريحة السنية في العراق تتمايل بين فكرة تكوين كيان مستقل والمشاركة الفعالة في الحكومة العراقية,واْن خلافاتهم العقائدية التاْريخية مع الشيعة قد اْنتقل الى اْبعاد واسعة واْن مشاركتهم في الحكومة اْساسها طموح سياسي مستقبلي ولذلك تنازلوا عن طموحاتهم في رسم هذا الكيان المستقل لهم وبالرغم من قناعتي باْن رئيس تحالفهم هو سياسي عريق ويفهم الوضع السني بدقة تامة الا اْنه واْمام المتطرفين القوميين السنة في كتلته لم يتمكن من العمل برؤيته السياسية ,فاْصبحت السنة شريحة معارضة للحكومة وهي تشاركها,وكلنا نعلم اْن لها خلافات جذرية مع الاْكراد وطموحاتهم,الا انها دخلت في تحالف برلماني مع الاْكراد ضد المالكي دون اْن يؤدي هذا التحالف الى تطبيقات حقيقية على اْرض الواقع,وكلنا نعلم اْن لكتلة السيد مقتدى الصدر خلافات كبيرة مع كتلة المالكي , ولكنها دخلت في التحالف الوطني حفاظا على تشرذم القوى الشيعية  و لحقن الدماء, وليس حال كتلة الحكيم بحال اْفضل مع كتلة دولة القانون,وكلنا نعلم اْن تطبيق الدستور هو الطريق الاْمثل للمشاركة الفعالة لكافة الاْطراف,ولتقارب الكتل من بعضها ,واْذا لم تتمكن الكتل من تطبيق الدستور فما الحل؟ اْن نبذ الديمقراطية ودستورها  في العراق من قبل كتلة المالكي والتلويح بتشكيل حكومة الاْغلبية وقرب موعد الاْنتخابات متزامنا مع حشد الجيوش والاْستعدادات لحرب مع الاْكراد هي النقطة الاْخيرة للحقيبة الحكومية بالنسبة لدولة القانون ورئيسها,فهم يريدون حربا مع الاْكراد لاْقصائهم واْبعادهم عن الحكومة,وبذلك سيتفرد في الحكم ولولاية جديدة,ولاية الرئيس الاْوحد والحزب الاْوحد ليصفي حساباته بعد ذلك مع كل من خالف سياسته بعد ذلك وبطرق ووسائل عديدة,اْي بناء دولة شيعية لا تكون فيها لا معارض واحد ولا مخالف واحد. ولا يعني ذلك اْن كتلة المالكي تكره الديمقراطية ورئيسها ضد الديمقراطية,بل يعني ذلك اْنه حكم العراق لسنوات ثمان ولم يتمكن حزبه ومعه الحلفاء من اْنتقال المجتمع العراقي وحكومته من دولة دمرتها الحرب الى دولة متقدمة ومتحضرة  بالرغم من السيل الهائل لاْموال النفط,فشل في تطبيق سياسة المشاركة الوطنية رافقه فشل في ادارة البلاد وفشل في اْحداث تحولات عميقة في حياة الاْنسان العراقي ومعيشته,الا اْن الوقع على الساحة العراقية يبين اْن ذلك الاْقدام سيحدث كابوسا طويل الاْمد للشعب العراقي وبكافة قواه ومجتمعاته لماذا؟ اْولا لا زال الاْمريكان يشرفون على الحكومة العراقية,ولم تخرج العراق من البند السابع لمجلس الاْمن ولم تطماْن اْمريكا بعد من نجاح حربها مع العراق,واْن الحرب سيكون ثقله السياسي الكارثي على الاْمريكان كبيرة جدا وسيبرهن فشلهم التاْريخي الذريع في العراق وهذا ما لا تسمح به اْميركا,ثانيا في ظروف الحرب سيتوقف تدفق النفط الى الخارج بالكمية المطلوبة وسينهار معه الوضع الاْقتصادي في العراق واْسواق النفط وهذا ما لاتسمح بها اْميركا وحلفائها, ثالثا اْن الحرب مع الاْكراد لن يكون مثل حرب الجيش العراقي مع الكويت,سيكون حربا دموية طويلة الاْمد وسيشعل المنطقة باْكملها وليست العراق لوحدها,رابعا سيكون المسؤل الاْول لشن الحرب دولة القانون ورئيس حزبه,خامسا لن يشارك في هذا الحرب الكتل المعارضة للمالكي وستقف بالحياد من الاْحداث,وربما تدخل في تحالفات ستراتيجية كبيرة مع الاْكراد وكاْفتراض نقول(اْتفاق الاْكراد والسنة في اْقامة دولة فيدرالية,اْعلان حكومة الجنوب من البصرة واْنفصالها عن بغداد.تدخل ايران وتركيا في هذا الحرب) .فاْين سيكون موقع التحالف الشيعي انذاك؟
اْقول الحرب كنتيجة لعدم تمكن تحقيق عالم جديد مستنبط من الفكر الشيعي ورؤيتهم للحياة,واْنقسام الدولة الشيعية بين ملالي المساجد وموظفي الدولة بحيث يصبح النظام لا دولة علمانية ولا دولة دينية واْستغلال اْصوات شيعة العراق وقوتهم لبناء هذه الدولة,,وعدم تمكن خلق عالم يختلف متنا وجوهرا مع جميع الاْنظمة السابقة وخاصة نظام صدام حسين وسياسته العسكرية والاْدارية والفكرية,اْنه لمن المؤسف اْن نرى حكومة متاْثرة بالسياسة البعثية ويحاول ممثلوها تقليد سلاطين ساسة البعث,ولكي لا يكون كلامنا اْتهاما اْو باطلا سنقوم بمقارنات عديدة,:
1- كان جميع وزراء وممثلي الدولة يصفقون لصدام سواء كان على حق اْو باطل,وها هم كتلة حزب المالكي وموظفيه في الدولة يصفقون للمالكي سواء كان على حق اْو على باطل,فلم نرى يوما اْحدهم ينتقد سياسته اْو يعارض ما يفعله وما يقوله,
2-اْستولى صدام على جميع مرافق الدولة وما بقي منه وزعه على اْبنائه وزبانيته,وها هو المالكي يسيطر على مرفق تلو الاخر بعد اْن يقصي المسؤلين من غير كتلته.
3- كان صدام يصرف حوالي 99 ./. من ايرادات النفط على السلاح وها هو الرئيس قد بداْ بصرف اْموال الشعب على السلاح.
4- كان النظام السابق يرشي رؤساء عشائر العراق ويغدق عليهم بالمال والسلاح وها هو المالكي يعمل على التعبئة العشائرية ويخولهم حمل السلاح ويدعمهم بمال الشعب لكسب ولائهم ورشوتهم.
5-شكل صدام كتائب واْلوية ووحدات خاصة لحمايته وللتجسس على مسؤلي الدولة والحزب وتنفيذ عمليات اْغتيالات ومداهمات واْعتقالات سرية,وها هو المالكي على طريق بناء جيوش خارج جيش العراق يدين بولائه له فقط,اْن اْحصائيات وزارة الدفاع للجيش والاْمن الداخلي يبين اْن عدد اْفراد قوات الاْمن والجيش يفوق بشكل خيالي خارج هذه الوزارة,وقد شكل اْخيرا قيادة عمليات الدجلة في كركوك وديالى واْعتقد اْنه سيشكل جيشا اخر للموصل وتكريت ,وهو مدجج بكافة الاْسلحة الثقيلة بحجة محاربة الاْرهاب,ويساْل الشعب هل يحتاج محاربة الاْرهاب الدبابات والطائرات والمدافع الثقيلة؟ومما يثير سخط المشاهد العراقي اْن هذا الرجل الحاصل على سيعة اْنواط شجاعة ,يدخل ساحة التدريب وهو يدخن ويمتطي الفرس ويحمل نظارات وكاْنه يقلد قائده السابق.
6-كان لنظام البعث مجلسا وطنيا لا يشبهه اْي مجلس في العالم ,كان مجلس اْقامة الهوسات لصدام ولتنظيم البيعات له,كان المجلس ينتظر اْمرا من صدام ليجتمع ويشرع قوانين صدام الشفهية,لدرجة كان صدام يتحدث الى الناس وغدا نرى اْقواله قد تحول الى قوانين,ولنا اْن نساْل اليوم ماذا بقي في جعبة برلماننا الحالي الذي يتراْسه السنة؟اْعتقد باْنه كلما تصاعد قوة المالكي وذراعه على الشعب العراقي كلما اْصبح البرلمان ساحة لدعم سياساته وتوجهاته ومحرماته الى درجة تصبح الكتل البرلمانية خارج التحالف الوطني الشيعي عبارة عن فقاعات لا يسمع حتى صداها,فقد منعت هذه الكتلة نواب من التحالف الكردستاني من قراءة بيان عن قوات الدجلة في البرلمان بالرغم من موافقة رئيسه,ومنعهم قبل ذلك في الجلوس حول مساْلة سحب الثقة بسحب الموانع الكونكريتية عن البرلمان.واْعتقد اْن نشوب حرب اْو مناوشات في العراق بين جيش المالكي والاْكراد سيسقط البرلمان العراقي الى الاْبد.
7-التنصل من الاْتفاقيات والمواثيق والوعود كان من الصفات الجذرية لسياسة صدام,فقد تراجع عن اْتفاقيته مع الاْكراد وشن الحرب عليهم عدة مرات,وقد تنصل من اْتفاقية الجزائر وفرض حربا على ايران نيابة عن دول الخليج واْمريكا واوروبا, اْلم يوقع المالكي على اْتفاقيات بينه وبين الكتل عدة مرات وتراجع عنها جميعا,اْلم يحلف بحماية الدستور ومصالح الشعب,ولم يطبق ما عليه في الدستور ازاء جميع الكتل السياسية وخاصة الاْكراد والسنة؟ وهم كانوا عونا له في ترقيه عرش المجلس؟
8- اْستخدم صدام الاْعلام العراقي لخدمته واْبراز شخصيته وقرع طبول الحرب والغناء له, وبذر الفتنة بين الشعب العراقي,اْن المواطن العراقي يتعجب من كثرة القنوات الاْعلامية التي تنتهج في برامجها يوم بعد يوم صور المسيرات العسكرية والعرض العسكري وبالتدريج ويتعجب اْكثر عندما يشاهد قنوات اْسست لتقديم الاْغاني العراقية ونشرها وهي تقطع برامجها فجاْة ونشاهد مسيرات الجيش والدبابات,والهوسات العشائرية التي تهدد وتهتف وكاْن الحرب قائمة في العراق وليطل علينا المغني قائلا العايل يقطعون, كما تفعل قناة mcp. اْن نشر مثل تلك الاْناشيد والكلمات هو اْهانة للشعب العراقي, ,فمن العايل ؟,ولا تعبر قناة العراقية ,التلفزيون العام عن دولة اْتحادية بل اْصبحت قناة تابعة لكتلة المالكي وحده.ليس في العراق وحتى الان قنوات تعبر عن الاْدب والثقافة العراقية ,ويجب اْن ننتظر حتى يكتمل سلاح الجيش .
9- اْن اْعلان سيادة رئيس الوزراء باْنه سيعيد علاقات العراق مع الروس كما كانت هذه العلاقات سائدة في عهد صدام في شراء الاْسلحة والاْعتماد على السلاح الروسي,لهو مبعث اْهانات للشعب العراقي,واْعلان صريح وواضح لاْنتهاج سياسة صدام ,وكاْنه يشبع حنينا بالعودة الى الماضي القريب عندما كان صدام يتحالف مع الروس لضرب شعبه وجيرانه بالاْسلحة الروسية ,اْن جميع القرارات الستراتيجية لرئيس الدولة لم تمر من وزارة الدفاع واْركان الجيش وبالاْتفاق مع الحلفاء,ولم يحصل حراس الاْفليم وحتى الاْن طلقة واحدة من حكومته.
10- اْن سياسة اْعفاء مرتكبي جرائم كبيرة ضد الشعب العراقي بعربه وكرده و بعد ذلك اْعادتهم الى مؤسسات الدولة وجيشها وفي درجات وظيفية متقدمة دون موافقة الكتل والبرلمان والوزراء,اْنما يعبر عن اْقدام وجهارة تفردية واْشارة الى اْن جميع القرارات قد وقعت بيد شخص واحد واْهانة لاْهالي العراق من الذين ضحوا باْبنائهم من اْجل الوطن ,وهذا لا يعني قطع اْرزاق اْطفالهم وعوائلهم,فالاكراد لا زالوا وحتى الاْن يدفعون ثمن اْعفاء مجرمي الحرب وقيادات الجحافل والفرسان والبعثيين الكبار بالرغم من الفارق الواضح بين ظروف الاْكراد عام 1992 مع الوضع العراقي بعد عام 2003.
11- اْتباع سياسة تقديم التنازلات للدول المحيطة بالعراق عن طريق تقديم مصالح اْقتصادية لهم مقابل تخليهم عن علاقاتهم مع الاْكراد هي سياسة قديمة وكارثية لنظام صدام,فكلما ساءت حال الدولة في العراق بسبب سياساتها الخاطئة مع الاْكراد كان النظام يقدم التنازلات للدول,ونذكر منها اْتفاقيتها مع تركيا للتوغل داخل الاْراضي العراقية,وتنازل النظام لجزء من شط العرب واْراضي في كردستان ووسط العراق لحكومة ايران,وتقديم اْمتيازات اْقتصادية هائلة للسوفييت من اْجل تخليهم عن دعم الاْكراد,وكلنا نعلم اْن العراق على وشك اْن تتحول الى دولة ظل لدولة ايران ..
12-في عهد نظام حزب البعث كانت اْموال الدولة واقعة تحت اْيادي صدام,ولم يكن من صلاحيات مسؤل واحد في العراق من صرف درهم واحد دون موافقته ,اْن محاولات رئيس الوزراء للاْستيلاء على البنك المركزي,وطلب المال من شركات النفط العراقية ,والتصرف بالمال العراقي بالخفاء والعلن,هو تدخل تفردي وسلطوي وغير ديمقراطي في اْموال الدولة وحجب المشاركة الديمقراطية في صرف الاْموال والتصرف بها لمصلحة الشعب,وخاصة اْستخدام هذه الاْموال لمصلحته ومصلحة حزبه واْقربائه,
13- اْستخدام الجيش في حل النزاعات الداخلية والعمل بمقولة من الاْقوى هو الرابح والمنتصر,هي عقلية كان يؤمن بها النظام البعثي وقائده صدام ,لقد كان اْستخدام القوة لحسم الاْمور والمشكلات الداخلية والخارجية المقاس والاْختيار الاْهم للحزب,ولذلك كانت المفاوضات والحوار اْصبحتا تغطية سياسية للعمليات العسكرية ,من المهم اْن نفكر في الوضع التاْريخي للعراق من خلال قراءة هذه العقليةوتحليله التاْريخي.اْن لتاْريخ العراق الحديث ثلاثة مراحل مهمة وكارثية على الشعب العراقي وكاْنها وتيرة واحد لتطور مرحلة اْخرى زمن ثم بعده و لتكمل المرحلة السابقة,وهي مرحلة الحرب على الاْكراد مرحلة الحرب مع اْيران ومرحلة غزو الكويت وحرب الحلفاء  ,ما الذي يربط هذه المراحل فيما بينها ؟ وما هي الاْسباب التاريخية لهذه الحروب؟ خلال حكم حسن البكر رئيس جمهورية العراق وحتى سيطرة صدام حسين على السلطة واْقصائه كانت الحكومة العراقية تحارب الاْكراد حتى اْن تم التوصل الى اْتفاقية 11 اذار عام 1970,تتخلها هدنة لمدة اْربعة سنوات,لماذا تفاوض البعث مع الحركة الكردية؟لاْن الدولة لم تكن قادرة على الاْستمرار في الحرب بسبب ضعف جيشها وبسبب اْقتصادها,وفشلها العسكري واْن كسب اْربعة سنوات من الهدنة كات فرصة ذهبية لحكومته وللاْستعداد من جديد وشن الحرب على الاْكراد.اْولا تم خلال هذه السنوات تاْميم النفط العراقي,وبعدها دخل العراق في اْتفاقية ستراتيجية مع السوفييت تتضمن حتى الدفاع المشترك فيما بينهما وعلى مسوى تسليح الجيش العراقي,واْستثمار حقول النفط من قبل الشركات السوفيتية,وحتى في مجال المخابرات والتبادل الثقافي,باْختصار شديد هيمنت السوفييت على مقدرات الشعب العراقي,لماذا السوفييت؟لاْن الحكومة العراقية كانت تعتقد اْن السوفييت هم المسؤلؤن عن تزويد الثورة الكردية بالمال والسلاح,وبهذا سيصيبون هدفين بخطوة واحدة,ومع وصول وجبات الاْسلحة والعتاد الى الحكومة العراقية كانت العراق تخطو خطوات كبيرة نحو فسخ اْتفاقية اذار,ففي الداخل تم وفي بداية السبعينات اْعتقال شريحة كبيرة من الفيليين  الكورد الشيعة في الوسط والجنوب ولم يعرف مصيرهم وحتى الاْن,وفي الداخل كانت الحكومة قد صعدت من تعريب المناطق الكردية وخاصة في كركوك حيث اْغرقها بالوافدين العرب,واْخيرا وبمساعدة المخابرات السوفيتية تمت عملية محاولة اْغتيال قائد الحركة الكردية ملا مصطفى البارزاني واْبنائه,ولكنه نجى باْعجوبة,وحتى هذه اللحظة وبعدها لم يتحرك الكرد ضد الحكومة بل التزم باْتفاقية اذار,الى اْن اْعلنت الحكومة بيانها الاْنفرادي عام 1974 مصاحبة بجر الجيش الى الشمال وعمليات اْعتقال فجائية بين صفوف المناضلين الكرد,وبداْ الحرب في اْرجاء كردستان حيث لم تتمكن الحكومة من اْحراز النصر لاْن الحكومة الاْمريكية ساعدت الكرد بالاْسلحة والاْموال عبرنظام الشاه كرد فعل لاْتفاقية صدام مع السوفييت وسيطرتها على العراق وكاْن السوفييت والاْمريكان تتقاتلان في كردستان بالرغم من الوجهة التاْريخية الاْنسانية لحركات الكرد ,وبعد فشل سياسة الحرب ثحولت سياسة العراق وتوجهت باْنظارها نحو اْمريكا وحلفائها,كانت للعراق نزاعات تاْريخية حول شط العرب,واْراضي اخرى على طول الشريط الحدودي مع ايران ,وكان الشاه يلعب دور شرطي الخليج بالنسبة لاْمريكا,فوافق صدام على توقيع اْتفاقية الجزائر عام 1975 والذي بموجبه سيتخلى الشاه عن دعم الاْكراد ويغلق حدوده بوجههم ,مقابل تنازل صدام عن شط العرب واْراضي مليئة بالنفط.فتم اْنهاء الثورة عسكريا,ولكن التاْريخ قد خلف ورائه حكمه ولعنته في هذه العقلية الخاطئة التي تؤمن بالقوة فقط والتنازل للاْجنبي بدل التفاهم مع شعبه وبالرغم من كل ذلك فاْن هذه الاْتفاقية ظلت تؤثر في نفسية صدام واْعتبره تنازلا وفشلا وسياسيا وعسكريا واْقتصاديا لا اْخلاقيا للشاه ,,فبعد سقوط الشاه وصعود الشيعة الى الحكم في ايران,وبعد الاْنعاش الاْقتصادي الكبير لحكومة صدام والتطورالكبير في الجيش,شن صدام حربا على اْيران بعد اْعلان اْلغاء الاْتفاقية من جانب واحد,وكان صدام يعتقد اْن في حربه سيتمكن من تحقيق اْهداف عديدة,اْولا كبح جماح الحركة الشيعية في العراق,اْنهاء الثورة الكردية الجديدة ة عن بكرة اْبيها وحرق كردستان ومدنها واْنسانها معا,واْعادة سيادته على شط العرب والاْراضي المليئة بالنفط كحقول مجنون,ومن ثم سيطرته وهيمنته على دول الخليج.لقد اْنتصر صدام وجيشه على اْيران ووافقت ايران على وقف قرار مجلس الاْمن لوقف القتال وتمكن صدام من السيطرة على كرستان وحرق كل قراها وقصباتها واْصبحت كردستان منطقة محرمة ولكن الاْنكساروالخسارة الكبيرة كانتا في موضع اْخر,لقد تدهور الاْقتصاد العراقي وطلبت دول العالم والخليج ديونها من صدام ولم تكن الموارد الاْقتصادية تكفي لسد حاجيات الاْنسان فتدهور الاْقتصاد واْنهارت قيمة الدينار العراقي ,واْخيرا خلف التاْريخ ورائه لعنته في عقلية من الاْقوى هو الرابح العقلية التي برهنت حكمة تاْريخية وهي ماذا نفعل باللاْنتصار وقد دخلنا الهوية؟بينما كان صدام يفكر بمكافاْة الخليج والغرب له مقابل اْيقاف المد الشيعي,معتقدا اْن غزوه للكويت سيحل له كل مشاكله الاْقتصادية والداخلية والخارجية ,فماذا كانت النتيجة,حرب الحلفاء الثلاثين على العراق وشعبه,كيف نقراْ وننصف هذا التاْريخ؟ اْستخدم صدام كل اْتفاقياته ومواثيقه كتغطية لعقلية من الاْقوى هو الرابح,اْستخدم كل سياسته في السيطرة على شعبه بتقديم التنازلات للغرباء ,ولو اْتفق صدام مع شعبه وخاصة الكرد لما وقع ما وقع وكان التاْريخ قد جرى في طريق اخر,واليوم يجر المالكي جيوشا من الشعب العراقي الى كردستان ومدنها ,فماذا ينوي اْن يفعل,هل سيكون قوته اْكبر من قوة صدام؟هل يحرق كردستان؟هل يريد اْبادة الشعب الكردي؟ هل يريد اْن يسيطر على كل مدن كردستان؟ هل يريد اْن يسيطر على كركوك ومدنها بالقوة؟وهل تراجع عن اْتفاقياته ؟ ماذا يريد؟ والسؤال الجوهري هل سيعيد حكمة اللعنة التاْريخية على شعب العراق؟
  وهنا اساْل اْخواننا في الاْئتلاف الوطني لقد ناضلنا جميعا لاْسقاط الدكتاتورية وحكومة الحزب الواحد وعانينا لعشرات السنين من النظام,فهل ترضون اْن يكرر التاْريخ نفسه وهل سيرضى السيد المالكي وحزبه اْن يلعبوا دور البعث في العراق؟ومن الذي يشرع سياسات التحالف؟
   اْقول الحرب من اْجل فرض سيادة الاْغلبية والاْقوى على العرب والاْكراد في العراق وليس اْرادة المشاركة العراقية ,وفي حكومتها ,يعني ذلك اْنه وبالقوة سيحاول اْرسال جيشه وعبر كردستان ومدنها الى الحدود والسيطرة على كافة مرافق حكومة كردستان والسيطرة الكاملة على المدن الشمالية مثل موصل والاْستيلاء على حقول النفط,واْخراج القوات الكردية من المدن المتنازعة عليها .والسيطرة على تجارة وسياسة واْقتصاد حكومة كردستان واْلغاء المؤسسات الاْعلامية والحزبية والمدنية فيها..وووالخ فكيف يتمكن من تحقيق تلك الاْهداف؟وحتى البعض منها؟من المهم اْن نعرف اْن هذا الوضع السياسي في كردستان وتشكيل حكومته لم تاْتي كهبة لا من نظام صدام ولا من نظام المالكي,فقد جاءت نتيجة كفاح الكرد لمئات السنين,واْن الشعب الذي تصدى لاْكبر هجمات همجية في التاْريخ سوف لن يرضى باْذلاله وفقدانه لحريته,ولحياتهة من قبل المالكي وقائده الزيدي المطلوب من المسائلة والعدالة, ولاْن الحكومة الاْقليمية في كردستان كانت موجودة قبل وصول الشيعة الى الحكم, واْن كل ما حصل هو دخول هذه الحكومة في حكومة الشراكة متنازلا عن فرصة اْستقلاله الكامل.وتعاونه مع قوى المعارضة في العراق ولم شملهم من اْجل اْسقاط نظام البعث.ولكي نفهم النيات السياسية لهذا الوضع ,نقول اْفتراضا اْن الجيش الفدرالي من حقه اْن يصل الى اْبعد مدى في العراق,واْن الاْقتصاد من الممكن السيطرة عليها من قبل حكومة الشراكة,واْن اْبرام العقود يجب اْن يتم عبر الحكومة الفدرالية ,ولكن تحقيق كل ذلك مرهون بنية الاْغلبية في الحكم وفي المراكز.ماذا سيكون دور الكرد والسنة من القرارات اذا كانت جميع القرارات مرتبطة بقرار شخص واحد وكتلة واحدة,؟كيف ستكون العراق دولة ديمقراطية وفدرالية ,يتحكم فيها رئيس وزرائها على كل مرافق الدولة وقراراتها,وسياستها واْقتصادها ؟واْين ستكون موقع الحكومة الكردية من هذه الدولة الفدرالية؟كيف ستكون دولة فدرالية مادام مركز الاْغلبية يسيطر على الحكومتين؟
14- كان البعث يستخدم الحصار الاْقتصادي وسيلة لاْذلال الاْكراد والشيعة في العراق,واْيضا اْستخدام المال من اْجل كسب ولائهم كم من المرات و  مسؤلي المالكي يلوحون بقطع ميزانية حكومة كردستان؟
  اْقول الحرب من اْجل فسخ الدستور وجميع الاْتفاقيات والقوانين واْلغاء الحكومة الاْتحادية وسن دستور حسب رؤية المالكي وحزبه فقط , ففي الحرب من الممكن اْن يلغى الاْتفاقيات والدساتير عندما يتحين الحاكم المحارب هذه الفرصة لاْلغاء الدستور واْعلان حكومة الاْغلبية في العراق,والتراجع عن حكومة المشاركة اْي النظام الفدرالي فهل سيرضى الكرد بهذا النظام وهل ستقبل السنة والكتل الاْخرى هذا الطرح ؟ اْقول اْن العمل على هذا المشروع لا يمكن اْستبعاد اْحتمالات وفرضيات عديدة و من اْولويات هذه الفرضيات اْنه سيعجل من تقسيم العراق الى اْربعة كيانات ,اْولا لا اْعتقد اْن السنة ستدخل في حكومة تكون موقعها اْدنى من موقع الشيعة,واْن فكرة تكوين كيان لهم سيكون بديلا لرفض هذا المشروع,ثانيا اْن كتلة السيد مقتدى الصدر سوف لن ترضى على تاْسيس حكومة تسيطر عليها كتلة واحدة تتربص بهم ,ثالثا سوف يكون اْمام الكرد خيارين اْما اْتفاقه مع هذه الحكومة على اْساس اْستقلاله وعدم تدخل بغداد في اْمور حكومته اْو العمل على اْعلان اْستقلال كردستان,ثالثا ااْن مشروع الاْستقلال الاْداري لكتلة الحكيم في البصرة ومدن الجنوب سيدخل حيزالقرار و التنفيذ ,فماذا سيبقى للمالكي ولحزبه غير شن الحرب والقتال مع الاْخوة؟ وهل سيتمكن من ذلك؟
   اْقول الحرب نتيجة الياْس ونقص الكفاءة والفشل في الاْداءاْسبابها لا تنحصر في المالكي وحزبه فقط بل تمتد الى الكتل الاْخرى اْيضا,,فبعد ثمانية سنوات من حكم المالكي ودولة القانون لم تتحول البنية التحتية للعراق ولم ينتقل اْنسانه من حالة البناء الى حالة الاْشباع والرفاه ولسنا بصدد ما نجحنا فيه وما لم ننجح ,فنحن لا نزال نفكر كيف نبني مدارس تكفي طلابنا وكيف نوصل الماء والكهرباء الى مدن وقرى العراق,,وووالخ وكيف نوظف الخريجين ,فهل اْمام الخريج الجامعي فرصة للتوظيف غير التطوع في الجيش؟ والواقع اْن حكومة الشراكة ووزاراتها اْنقسمت على الكتل الرئيسية واْعتقد اْن الكتل جميعها لم تنجح في اْداء مسؤلياتها ولذلك اْسباب عديدة,منها اْن علاقة رئيس الوزراء مع وزاراتها لم تكن على طريقة شفافة وعقلانية وخالية من الحساسيات الطائفية والقومية والحزبية,وخير دليل على ذلك صرف حوالي 40 مليار دولار على قطاع الكهرباء ولا زال الكهرباء مادة نادرة في العراق,وكذلك وزارة التربية والوزاراة المعنية بالسياحة والثقافة والتجارة والداخلية,وخير دليل على هذا الفشل في اْداء الوزارات اْستمرار وتطور العمليات الاْرهابية في العراق طيلة السنوات الماضية وحتى الان ونحن نسمع يوميا من رئيس الوزراء اْن التنظيمات الاْرهابية في العراق فد اْزيلت عن الوجود,والمتاْمل للوضع بامكانه فهم تاْثير ذلك على الشارع وعلى عملية البناء.ان الاْعمال الاْرهابية لم تواجه في العراق قوة موحدة واْرادة موحدة لمواجهتها ,فتباعد الكتل عن بعضها البعض,وصراعاتهم السياسية على حساب تنمية العراق وقرارات العفو المستمرة للاْرهابيين والبعثيين ,واْستمرار ذلك لبضع سنوات اْصبح الاْرهاب جزءا لا يتجزاْ من الواقع اليومي الذي لم يواجه باْرادة كلية ,فاْنتشار الفساد وتواطؤ بعض من المسؤلين الاْمنيين في اْداء واجباتهم ساعدت على تطور ثقافة اْدارية نلخصها بالتالي :اْن لم تشارك في الفساد فاْنت مدان بملف اْخلاقي اْو سياسي اْو خياني,
اْقول الحرب من اْجل عدم اْجراء الاْنتخابات البرلمانية القادمة وعدم تشكيل الحكومة القادمة,فلو تحالفت السنة والاْكراد ومعهم كتلة السيد مقتدى الصدرقبل اْو بعد اْجراء الاْنتخابات فاْن كتلة المالكي سوف لن تتمكن حتى من اْحراز مشاركة فعالة في هذه الحكومة ناهيك عن تبواْ الصدارة .
– واْخيرا اْقول الحرب من اْجل ضم كركوك وخانقين وديالى الى الحكومة العراقية اْذا ما قامت السلطات الكردية باعلان اْستقلال كردستان,
هنالك اْسباب اْخرى لضرورة العمل بالعقل والخيار العسكري وفي اْختيار الحرب كبديل لحل المشاكل,وبناءا على ذلك فنحن اْمام خيارين لا غيرهما ونلخصها بالسؤال الاتي ماذا نفعل وماذا باْمكاننا اْن نفعل؟ لتجاوز هذا الوضع ومن ثم التحول نحو بناء دولة مدنية تكون نموذجا مشرقا للديمقراطية واْحترام حرية الاْنسان :
خيار اْنتهاج سياسة جديدة للدولة على اْساس مشروع وطني واْنمائي وسياسي واسع .
وللخيارهذا اْسس يجب فهمها وهي كالاتي:
– الاْستعجال برسم الحدود بين حكومة كردستان وبين سلطات بغداد,وليس صعبا اْيجاد حلول ترضى الجميع اْزاء المناطق المتنازعة عليها,اْذا ماكانت هنالك نية صادقة لحلها
– الاْستعجال بتاْسيس الحكومة العراقية والاْعتراف الرسمي بحكومة الكرد,فلا زال الشعب في العراق وجنوبه  وبكافة طوائفه وقومياته لا تملك حكومة في بغداد.فهنالك هوة شاسعة بين النظام  السياسي في كردستان وبين الجنوب,هنالك في الجنوب سلطات حزبية تجمع ممثليها في بغداد تحت غطاء حكومة فدرالية ,بالرغم من الحقيقة السياسية التي تقول باْن النظام الفدرالي هو نظام اْختياري بين حكومتين وليست حكومة واحدة واْحزاب سلطوية متعددة,فاْين حكومة بغداد؟ اْنها عبارة عن تجمع لسلطات حزبية وليست حكومية
– ومن اْجل تحقيق ذلك يجب اْجراء اْنتخابات للكتل السياسية العراقية بهدف تاْسيس هذه الحكومة الجديدة,وبمؤزارة وتعاون الاْكراد.
– اْن محاولة تحقيق اْجماع كلي للكتل السياسية بالقوة والمناورة والحرب و على اْساس اْزالة الخصوصيات القومية والجغرافية والمذهبية هي محاولة فاشلة ومن نسج الخيال وستجر الويلات على الشعب العراقي,اْن هذا الجمع يجب اْن يكون على اْساس اْحترام هذه الخصوصيات لاْنها اْصبحت واقعا تاْريخيا وحقيقة تاْريخية وتفسير كوارث وحروب العراق قد جاءت نتيجة العقلية الساسية التي ترى باْن دولة العراق هي دولة لقومية واحدة ولمذهب ديني واحد ولحزب واحد وكلنا نعلم باْن دولة العراق قد تاْسست منذ البداية على الاْكراه والظلم والاْستبداد ازاء الاْخرين وخاصة الكرد والشيعة,واْن اْي عمل اْو مشروع سياسي مشترك يجب اْن يدخل كل طرف فيه بملىْ ارادته .
– اْن فكرة تاْسيس دولة قومية اْو دينية تشمل طوائف وقوميات واْحزاب مختلفة هي فكرة فاشلة من الاْساس اْن لم تؤمن بالنظام الديمقراطي والفدرالي الاْختياري,
3- الاْعتقاد باْن بديل كل الوسائل يتجسد في القوة والمبادرة العسكرية والسياسية التامرية هو تفكير دكتاتوري وعاجز على فعل اْي شىْ للشعب,بل تتجسد قوة الحكومة في تطوير العراق من جميع النواحي الخدمية والاْنسانية والثقافية والمؤسساتية ,واْطلاق الحريات الفردية وحمايتها,
 تطبيق هذه المبادىْ الاْولية ستؤدي الى اْنبثاق حكومتين ,تتحد فيما بينهما على اْساس دستور وقانون جديدين,وستحل والى الاْبد جميع الصراعات القومية والاْقتصادية والاْجتماعية والتاْريخية والسياسية والدينية والفكرية وللتاْريخ اْحكامه وعبره.