18 ديسمبر، 2024 8:13 م

الى الاخوة المثقفين في التيار الصدري حول ستراتيجة البذاءة والتهديد

الى الاخوة المثقفين في التيار الصدري حول ستراتيجة البذاءة والتهديد

اتوجه في هذا المقال الى الاخوة المثقفين في التيار الصدري لا لأشتكي لهم من طبقة من جمهور التيار غير المثقف، بل لأرجوهم رجاءً صادقاً مخلصاً ان لا يقفوا على التل وهم يشاهدون الطبقة غير المثقفة تعطي انطباعاً سيئاً عن التيار وعن زعيمه السيد مقتدى الصدر.

اطلب منهم ان يعملوا مراجعة سريعة لتعليقات الغالبية العظمى من انصار التيار الصدري على الفيس والتي تعتمد ستراتيجية البذاءة والتهديد.

فتعليقات التيار الصدري تطفح بالبذاءة التي يخجل منها ابناء الشوارع والتي يتفرد بها منسبوا الاجهزة الامنية الصدامية، أو أبناء بيوت معروفة في كل مدينة.

اما التهديد (على العام وعلى الخاص) فقد وصل لكل من تجرّأ على نقد التيار او زعيمه، وانتهى الامر إما بتعهده بالكف عن النقد، وإما بالانتقام منه ليكون عبرةً لمن اعتبر.

ان شيوع ظاهرة البذاءة على تعليقات الفيس ظاهرة لا تخفى على اي مثقف يمر مرورا سريعا على اي مقال فيه نقد للسيد مقتدى،

وان شيوع ظاهرة التهديد لهؤلاء المثقفين هي الاخرى ظاهرة لا يمكن انكارها، وهي التي تقف وراء امتناع الجميع داخل العراق عن توجيه اي نقد الى السيد مقتدى في الوقت الذي ينطلق لسانهم بالنقد اللاذع لأي شخصية اخرى في العراق دون خوفٍ من الانتقام.

ان البذاءة والتهديد ظاهرتان اصبحتا لصيقتين بالتيار الصدري، يعرف ذلك كل شخص خارج التيار ويصرّح بهما اذا أمن الملاحقة لغرض “تأديب من يتطاول على تاج رأسه” ، ولا احسب اي مثقف في التيار الصدري غافلاً عن هاتين الظاهرتين.

هل شيوع البذاءة والتهديد ضد من ينتقد التيار او قيادته أمرٌ خارج عن سيطرة القيادة القوية للسيد مقتدى؟ ام انها ستراتيجية معتمدة في التيار؟

واذا كانت البذاءة والتهديد لا تمثل ستراتيجية في التيار، فما الذي فعله السيد مقتدى من أجل تثقيف انصاره وهو رجل ينتمي لعائلة الصدر المعروفة بالخلق العالي والأدب الرفيع؟ افهل هذه اخلاق وآداب آل الصدر الكرام؟

وما الذي فعله او سوف يفعله السيد مقتدى وهو رجل يتكلم باسم الحوزة الناطقة التي يفترض ان ترجع اليها جماهيره في التقليد….فمن يقلّد التيار في البذاءة و التهديد؟

***

لا يشرّف المثقفيثن في التيار الصدري ان يفرض السيد مقتدى احترامه باعتماد ستراتيجة البذاءة والتهديد، فهذا الاحترام لا يدوم طويلا، والذين استخدموا هذه الوسائل في فرض الاحترام لم يدوموا طويلا، ولابد ان يأتي اليوم الذي يُكسر فيه حاجز الخوف وكما حصل في قصة “ملابس الامبراطور الجديدة” يهتف الطفل البريء الذي لا يعرف الخوف : ” ان الامبراطور عاري ” لتتبعه صرخات الجماهير المكبوتة والمجبرة على اظهار الاعجاب بالملابس الملكية، وينفضح الامبراطور المضحوك عليه من قبل شلة المتزلفين المنتفعينه الذي يحيطون به.

***

ايها الاخوة المثقفون في التيار الصدري

ان غيابكم عن التعليقات وامتناعكم عن الاجابة عن التساؤلات التي تدور في الساحة حول السيد مقتدى في جانب الفكر و المسلك السياسي والميزان الشرعي هو غياب غير مبرّر، وقد يعطي واحدا او اكثر من الانطباعات التالية:

انه لا توجد في التيارالصدري طبقة مثقفة تحسن قراءة المكتوب وتجيب عليه بما بالعقل والمنطق بدون بذاءة او تهديد.

او ان هذه الطبقة موجودة لكنها هي الاخرى تخشى شيئاً ما اذا تصدت للجواب بالعقل والمنطق

او انها في حيرة من امرها، لانها تفكر ولا تجد جوابا مقنعا للتساؤلات التي تدور في الساحة، ومن الطبيعي ان يسكت الانسان حين لا يجد جوابا

ان من واجب الطبقة المثقفة في التيار الصدري ان تأخذ دورها في شرح افكار السيد مقتدى ونظرياته في الفكر والفقه والسياسة والاجتماع لكي تسد الخلل الحاصل من اعتماد السيد مقتدى النصوص المكتوبة مسبقاً دون التفاعل المباشر مع الاعلام والجماهير في المفاصل الحساسة والقضايا الهامة مما يترك عشرات الاسئلة المحورية بلا جواب.

فهل الطبقة المثقفة في التيار الصدري غائبة أم مغيبة؟ ام انها مكبّلة؟ ام ماذا؟

ام انها راضية بهذه الستراتيجية وترضى ان يمثلهم جمهور البذاءة والتهديد؟

****

هل سوف تناقشون هذا الامر مع السيد مقتدى في جلسة مناصحة؟ فالدين النصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.