غصت بغداد واغرقت بعدد ليس بالقليل خلال ساعات بالالاف من اللوحات والبوسترات والملصقات والصور الدعائية لحملة الانتخابات المزمع إقامتها نهاية الشهر الحالي يوم الأربعاء 4/30 ولكن وبرغم السباق الماراثوني الذي حصل فهو لا يعني فوز من كان سباق بتعليق صوره فكل الملصقات بعد يوم واحد سقط الكثير منها ومزقت من قبل مجهولين.
تجولت في طرق العاصمة بكل انحاء بغداد واطلعت على معظم الصور التي كانت تفتقر الى الابتسامة وان كانت فهي محنطة ويظهر الحزن عليها وينعدم التفاؤل من ملامحها بوضوح ، وكذلك الشعارات المكتوبة على الصور اقرب الى الخيال منه الى الواقع ، وسط اشمئزاز من قبل بعض الناس لتعليق صور نفس الوجوه التي كانت في البرلمان ، ولهذا بعد يوم واحد تم تمزيق الكثير منها، لأنهم جربوهم من دون ان يقدموا شيئا ملموسا لناخبيهم فكانت النتيجة انهم رفضوا تعليق الصور من جديد .
الانتخابات من المفروض انها فرصة لطرح أفكار جديدة واشخاص يمكن ان يحققوا ولو منجزا واقعيا فالهدف هو ترطيب الأجواء الانتخابية والوصول الى رسم الإبتسامة على وجه المواطن ، وهو الأمر الذي يفرحنا و يدخل السرور الى قلوبنا .
إلا أن استمرارية الكذب والتدليس والتسقيط المنظم ، يحفزنا على الرد على هذه التخرصات الرخيصة والأساليب الملتوية وغير الأخلاقية ، وهذا يدل على الحالة النفسية القلقة التي تمر بها الحكومة خشية منها على مستقبلها الإنتخابي وفقدان أعضائها كراسيهم اللاصقة .
نقول بأن كل إنسان عراقي يستطيع ان يقرأ و يحلل ما يراه بحسب أجوائه وبيئته وطريقة معاشه وحياته ويستطيع ان يفرز من قام بإيذائه والاعتداء عليه ومن حافظ على كرامته وسعى طول الوقت يطالب بحقوقه .
ندعو الناخب العراقي ان يصمم على التغيير نحو الافضل والابتعاد عن الوجوه التي لم يجن منها المجتمع بجميع طوائفه ومكوناته الا الدمار والقتل، نحن من المواطن و الى المواطن ، فهاجمونا كلما إستطعتم و ظللوا أنفسكم بذلك فإن كلمة الفصل بأيدي شعبنا الكريم .
وعند سؤالنا لعدد من المواطنين عن المرشحين اتفقوا جميعاً على الرغبة في التغيير خلال الانتخابات لتشكيل برلمان قوي وحكومة قادرة على تحقيق ما يصبون اليه ، ان ما نشاهده من دعايات اتخذت اساليب مبتكرة تكشف على ان القائمين بها لا يهمهم ما يطالب به الشعب بقدر همهم ان يصلوا للبرلمان بأبهى صورة.
ونحن نطالب الناخب ان يختار مايراه الافضل للمرحلة المقبلة لأن مامررنا به خلال الفترة الماضية يتطلب وعياً بعدم تكرارها مرة اخرى. فالعراق بحاجة الى رجال يكون همهم اعمارالبلد وسعادة ورفاهية ابناءه قبل ان يكون همهم المنصب والكرسي ومايجنيه من الجلوس على مقعد داخل مجلس النواب ، ان المرحلة الحالية بحاجة الى تغيير فعلي بكل شيء من وجوه برلمانية اسست بشكل او اخرى طائفية بغيضة وسلبت معظم خيرات البلد ،فنحن نحتاج الى حكومة قوية تأخذ على عاتقها البناء الجديد القائم على الاستقرار بكل شيء بعيداً عن التسقيط والاتهامات المتبادلة. مع العلم ان البرامج الانتخابية للكيانات السياسية في مخاطبة الناخبين غابت تماماً عن مشهد الدعاية الانتخابية، أما النواب والمسؤولين الحاليين في الحكومة فلجأوا إلى شاشات الفضائيات والصحافة لفضح الخصوم السياسيين والكشف عن ملفات فسادهم بدلاً من الترويج لما قدموه أثناء عملهم في الحكومة ويعود ذلك ربما لأنهم لا يملكون أية انجازات ،ولم يقدموا شيئاً في الأساس.
إن الرسم الجميل الذي ترونه في البوسترات عبارة عن صورة لا تمثل الحقيقية كاملة مع انها قد تمثل ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا لأن العالم سيكون متجها بإبصاره صوب العراق وناخبه بشكل خاص لما سيقوله في يوم الانتخابات .هل سيعيد نفس الوجوه، ام سيغير منها نحو الافضل!؟ فرصة اخيرة للمواطنين الى ترك الوجوه التي لم تقدم خيرا للعراق واستبدالها بالأكفاء والحريصين على العراق وشعبه في الانتخابات البرلمانية .
الدعاية الانتخابية شوهت منظر العاصمة والمحافظات بسبب فوضى توزيع الدعايات الانتخابية نتيجة غياب الشركات المتخصصة في هذا المجال، مع ان بعض الالوان التي استخدمت في الدعايات في غاية الروعة من ناحية توزيع الالوان والعبارات الأخرى كانت غير موفقة في اختيار الألوان.