في كل يوم تكبر أحلامي وتزدهر حين أرى بلدي يزخر بالمثقفين والأدباء ، وكيف لا ؟ وهم الصفوة الطيبة ومن خيرة ماجاد به زماننا المثقل بالهموم والآلام ، ومن هذه الهموم هموم الحكام ، فلا بارك الله بكل من ولي أمر هذه الامة فشـــــق عليها ، وكنت اتمنى – استاذي الفاضل – ان ارى هذه الصفوة تنعم وينعم بنو جلدتنا بالخير والازدهار والأطمئنان …. وان يعلو شأنهم أسوة بسائر أقطار الدنيا ، فبدلا من ذلك نرى زبانية الجلادين تلاحقهم بشتى الوسائل القذرة انى ذهبوا او ارتحلوا في محاولات لكسر العظم والقلم معا ، أو بمحاولات يائسة لشراء اقلامهم ومن ثم تحويلها الى ابواق تعوي ليل نهار في حبهم وتمجيدهم ؛ وقد نجح هؤلاء الأراذل – وياللأسف – في بعض الاحيان إذ تبين لهم مواطن الضعف عند هؤلاء فاستغلوها أبشع إستغلال ، والويل لنا إن نجح الزبانية في شراء ذمة أحدنا لاسيما المثقف الذي يتمتع بدرجة عالية من الوعي والادراك ، لكن شيئا من هذا لم يحصل والحمد لله .. انما تمكنوا من ( تقزيم ) أحدهم فراح يمدح ابا المسك واصفا اياه بالبدر المنير والشمس الساطعة رغم أنه اسود الوجه والقلب ! .عذرا أستاذي فالحديث طويل وذو شجون لكني ساختصره علني أستطيع ان اوضح لك ما بداخلي ، انا إنسان عانى ظلم الاعداء والاصدقاء معا رغم اني لم أسئ لاحد وكل ذنبي أنني مواطن عراقي يحب وطنه ولم يبخل عليه بشئ… ويشهد الله اني وهبت عمري للعراق ، وذلك ليس فضلا مني ، كما وهبت أخوتي الاثنين فداءا لتراب العراق الغالي ولا زلت أشعر بأني مقصر أزاء وطني المفدى ، وحين داهمته خطوب بنو الاصفر لم اقف مكتوف الايدي إنما بذلت جهدي وأبليت فيهم بلاء لن ينسوه رغم الأعاقة التي صنعها الاسلاميون بجسدي والتي ما زالت تأن أنين الام التي فقدت وليدها الوحيد … وحين تعرفت على حضرتكم من خلال موقع ( كتابات ) المبارك حمدت الله لوجودكم معنا في هذا المكان والذي زدته ألقا وتألقا ايها الصديق العزيز ، وأسمح لي أن أؤكد لجنابكم الكريم باني لم أمتدح إلا ثلاثة رجال انت أحدهم وقد كنت محقا ،وهم ليسوا حكاما أو من أصحاب المناصب ولا ينتمون إلا للعراق وحده ولأمتهم العربية المجيدة .
كنت اتألم جدا حين أرى تعليقات مخجلة من البعض على ما تكتب ، رددت مرة على أحدهم فأسمعني كلاما بذيئا لم أسمعه طيلة عمري الذي تجاوز الخمسين عاما ، لكن لايهم ، فهذه ضريبة يجب أن تدفع شئنا ام أبينا ، وهناك ( إنسان ) من بين المعلقين لايملك ذرة من أخلاق العرب ولا المسلمين إطلاقا ، ولا أريد ان أذكر أسمه فهو لايساوي عندي جناح بعوضة إنما إترك أمره للعزيز الجبار وانا خصمه أمام رب كريم لن تخفى عنه خافية (وعند الله تجتمع الخصوم ) فإن كان محقا في ما قال فالويل لي ، وإن كان خلاف ماقـلت – وهو كذلك – فأني لن اتنازل عن حقي وأسأل ربي أن يخفف عني سيئاتي وهي كثيرة فيلقيها عليه ؛ وارى ايضا الكثير من الاخوة يهرفون بما لايعرفون والمهم عندهم الطائفة وليذهب الباقون الى حيث ، وكأن الله تعالى لم يقل (إن الدين عند الله الاسلام )، ولم يقل 🙁 ولا تموتن إلا وانتم مسلمون) .. بل قال ( وحاشى ربي) إن الدين عند الله – الشيعة والسنة – ؛ والله لو تعلم استاذنا مالذي فعله الفرس معي في الاسر لبكيت دما عبيطا ولكرهت الدنيا بما فيها ، اليس الفرس من الشيعة ؟ ألم يدعوا حبهم لآل البيت الكرام ؟ وهل أن آل البيت عليهم سلام ربي أمروهم بما ينافي دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟ لاأطن اننا نعيش وسط اناس اسوياء انما أدعياء ليس لديهم دين ولا خلق إلا ما يملأ جيوبهم وبطونهم ولا يهم إن كان حراما فهم يمتلكون ( كتابا ) رسميا من الله يبيح لهم فعل المنكرات ( قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله مالا تعلمون ) – الاعراف 33. صدق ربي وخسر هنالك المبطلون ؛ فهل سيأتي زمان لانرى فيه طوائفا ولا احزابا ؟ هل سيأتي دهرنا بما نشتهي أم اننا سنظل تحت مطرقة الطوائف وتجارها ؟ هنا يبرز دوركم ايها المثقفون ، يامن تعلقون على مقالات الدكتور فواز وسواه من الاساتذة الكتاب وليكن الله نصب أعينكم وتذكروا ان الانسان ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؛ وختاما تحياتي وتقديري واعجابي وتأييدي لاستاذي الدكتور فواز واسأل الله جل في علاه ان يؤيده بروح منه وان يجنبه الزيغ والخطل إنه سميع مجيب ‘ وعذرا أستاذي للإطالة لأني ما زلت مبتدءا وتلميذا في مدرسة حضرتكم وسائر أساتذتي الكتاب .