الى اخي الشهيد احمد قوجا في ذكرى استشهاده 12

الى اخي الشهيد احمد قوجا في ذكرى استشهاده 12

مرت 12 سنة على فراقك الابدي وانت تعيش معنا كل لحظة،نتعايش بانسانيتك، مفتخرا بشجاعتك، بشجون حبك للخيرنتحاور، سبق وان ابعدتنا الايام بحروبها تارة وجبروت الحكام تارة اخرى ، الغربة اجبرتنا ان نعيش في بلدان مختلفه ،لنعود الى طوزخورماتو الحبيبة مرة اخرى، ليجمع شملنا حب الوطن بفضل الله سالمين  ونجلس في الدار نفسها التي ولدنا فيها مستذكرا ماضيها بشخصياتها ومواقفهم وذكريات حفرت بدواخلنا الحنان، حينها كانت الانسانية تعيش في بلادي، والرجولة ترسم لوحات الفخر والاعتزاز، الوطن كان هم الجميع هكذا كنا نشعر، لم يتجرأ احد بسرقة الوطن رغم الحصاروادواته القاتله، متحملا الجوع وتبعاته لما للوطن من قدسية انذاك، عشنا كعراقيين اخوة متحابين لا متخاصمين.

 

الان وبعد سنين من الفراق الابدي تركت تلك الدار بلا رجعه،ازورك وانت راقد بامان في قبرك اتسائل مالذي جرى بنا؟ هل انسلخت الناس من انسانيته وارتدى ثوب الغش والاحتيال؟هل تنازل البشر عن قيمه ومبادئه مقابل حفنة من الدراهم؟ هل البشر اصبح يتاجر بالوطن وبمقدراته وحتى بنفسه ليشبع اوهام رغباته؟ بات لايشعر بتأنيب الضمير ليكون القتل وازهاق الارواح كالالعاب الالكترونية يتعامل معه، انه واقعنا الحالي، اما اولئك الذين يرون بنفسهم ممثلين للشعب او رئيسا لمؤسسة تمثل التركمان فلاخوف عليهم منهمكين ببناء قصورهم باموال نجهل مصدرها، متفاخرين وهم يجوبون المناسبات بسيارتهم الفارهة ذات الدفع الرباعي، وحمايات لاتراها في السواتر الامامية في الحروب، يغلقون الشوارع للمارة خلال تجوالهم داخل مدينتهم متكابرا على الناس  ومفتخرا بمنصب مهداة مقابل الطاعة العمياء للوالي، والحقوق التي كنتم تناضلون من اجلها وضحيتم اغلى ماتملكون من اجلها راقده في العناية المركزة تلفظ انفاسها الاخيره.

 

اخي الشهيد احمد، فلا عتب لهكذا بشر انشغل بامور تخص شخصه المريض نفسيا ونسي تضحيات شهداء الوطن والشعب واصبحتم انتم في ابجديات سياستهم الحقيره من الماضي، يفتخرون بحاضرهم المزور وهم يفتقرون للماضي ، وان وجد يخجلون من ذكره ان بقي في وجدانه الخجل، كلما أأتي لزيارة مقبرة شهيدلر توربه ليغي (الشهداء) واقفا بجوار قبرك وعلى يمينك يدفن ابنك (أرن) وابن عمك (محمد علي) وحفيده (حسين) وعلى يسارك الشهيد علي هاشم لم يفارقكما قسوة النضال وانتم تعملون سويا لهدف اسمى الا الشهاده، ازورك متحاورا قبرك وارى الكم الهائل من الشهداء سقطوا جميعا دفاعا عن مدينتهم نعرفهم جميعا اقرباء او اصدقاء،الشهيد عباس جوما ورفاقه الشهداء وبقربهم شهداء المفخخات والانتحاريين، وشهداء قتلوا برصاصات الخونه، يعيدني هذا المنظر متألما لذكريات الماضي القريب مستذكرا منظر هذه المقبرة التي لم يكن فيها قبل سقوط النظام سوى قبور معدوده  قديمة جدا لم يبقى منها سوى بقايا و اثار داخل مساحة واسعة اصبحت يوما ما ساحة كان شباب المنطقة يلعب فيها كرة قدم، هذه المساحات ملئت بالجثامين الطاهرة للشهداء التركمان بعد سنين قلائل من السقوط ،  متألما وانا القي النظر حصن الابطال الشهداء بطابعه المحزن والمبكي، يرن في مسامعي كلمات وابيات الشاعر المرحول موفق محمد بالخصوص وهو يقول

سازور الشهداء القديسين واراهم يفركون راحاتهم ندما

فقد قتلوا من اجل ان يتربع شعيط معيط على صدورنا

بسياراتهم الرباعية الدفع

وبانواتهم التي ما انزل الله بها من سلطان

 واقول لهم طبتم موتى 

ومازال أطفالكم يشحذون في الإشارات الضوئية
ونساؤكم يتقوسنَ بين التقاعدِ والعقار
وأمهاتكم ، في آخر صيحاتِ الموت
تلالٌ من العباءات السود
تطيرُ نائحةً إلى السماء

هكذا عبر الشاعر اوجاعنا نحن من فقدنا اعزائنا، تبا لهذا الزمن الذي يحارب الاشراف ويقتل النخب ويدعم اللصوص وقطاع الطرق ويجعل من الجهلة  اعلام وقامات ومن الجبناء اسياد ليسلطوا سيوفهم في رقاب الشرفاء، انه زمن العار.

أحدث المقالات

أحدث المقالات