23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

الى أين يتجه الشرق الاوسط ..؟!

الى أين يتجه الشرق الاوسط ..؟!

الشرق الاوسط من أكثر المناطق الملتهبة التي تعاني مرارة الحروب وسفك الدماء المتواصلة على امتداد سنوات طويلة ، والعالم العربي هو محط أنظار مختلف الامبراطوريات وقوى الاستعمار والامبريالية والصهيونية ذات الاطماع التوسعية ، التي تسعى الى بسط سيطرتها ونفوذها وهيمنتها على كامل المنطقة العربية ، وتطويع جميع الانظمة العربية تحت لوائها ومظلتها ، سعياً للسيطرة على الثروات والموارد الطبيعية كآبار النفط والغاز وغير ذلك .

ولتحقيق أهدافها فان القوى الأجنبية وعلى رأسها أميركا ، تحاول جاهدة تحويل المنطقة الى قاعدة عسكرية، والزج بالدول العربية في حروب داخلية واهلية طاحنة ، وصراعات اقليمية وفتن طائفية ومذهبية ، والتنكر لطموحات شعوبنا بالتحرر والاستقلال ، ومنع تأسيس مجتمعات مدنية حضارية وديمقراطية عربية .

ونتيجة ذلك تسود العالم العربي حالات انقسام وفرقة وتشتت وتمزق داخلي ، ويعاني أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية ، وبواجه قضايا مزمنة لم تجد حلولاً لها ، وهذا على حساب سعادة ورفاهية وازدهار ومستقبل الشعوب العربية .

وتعتير القضية الفلسطينية لب الصراع ومركز الاحداث ، التي لم تحل حتى الان ، لأن أصحاب القرار غير معنيين بحلها .

ولا شك أن أمريكا والحركة الصهيونية ودول اوروبا تحاول تصفية قضية شعبنا ، بتخليد وتكريس الواقع الاحتلالي ، على اساس سايكوس بيكو ، وفرض شرق اوسط جديد وفق المواصفات الامريكية .

ولا يخفى على احد ان غياب الوحدة العربية والانقسامات والانشقاقات بين اجزاء الوطن العربي لها الاثر السلبي على مواجهة المشاريع الاستعمارية والامبريالية الكوليونالية في المنطقة .

ما يميز الحالة العربية الراهنة هو تعمق الأزمات الداخلية ، وازدياد الفقر والجوع والحرمان والفساد السياسي والمالي في المجتمعات العربية التي تغذيها قوى الاستعمار ، فضلاً عن سيطرة الفكر الاصولي السلفي الظلامي ، الذي ادى الى موجات الارهاب والقتل والدمار .

ان الاضطرابات والفوضى ما زالت بعيدة عن نهايتها ، وما زال الغموض يكتنف الوضع المستقبلي في الشرق الاوسط ، الى أين تتجه التحولات العنيفة الصعبة في المنطقة ؟ وكيف ستؤثر على البيئة الجيوسياسية ، وكيف سيتغير التوازن بين مصالح القوى الكبرى في المنطقة الغنية بالنفط والموارد الطبيعية ؟!

المرحلة الراهنة وتحدياتها تتطلب رص صفوف ما تبقى من قوى تقدمية وتحررية وتنورية لمواجهة السياسات الامريكية والاستعمارية في المنطقة ، ولتأخذ دورها في الكفاح الوطني والطبقي لاجل خلاص الشعوب العربية من القهر والظلم والاستعباد ، وتحرير الانسان العربي ، ومقاومة الفكر الظلامي الارهابي ، والتصدي للانظمة المتآمرة العميلة التي تدور في فلك المشاريع الامريكية والاستعمارية والاجنبية ، نحو بناء تحالف استراتيجي عربي لدحر قوى الشر والبطش والظلام في المنطقة .