23 نوفمبر، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

الى أين المصير…؟

الى أين المصير…؟

سمعنا جميعا مابثته شبكة الأن بي سي الامريكية من اخبار نقلتها عن مصادر في وزارة الدفاع الامريكيةالبتاغون مفادها أن أول 130 جندي أمريكي قد وصلوا الى بغداد امس ، وما نقلته ايضا عن الصحفية جون كيربي التي تحدثت عن رحلة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للعراق ، بأن أول 40 جندي أمريكي قد وصلوا فعلا وهم موجودين في العراق لغرض العمل في مكتب التعاون الامني بداخل السفارة الامريكية في بغداد. واما قوة العمليات الخاصة التي أنيط بها نفس المهمة مرة أخرى فقد بدأت العمل يوم أمس كفرق تقييم للوضع الامني الاولي في عموم مناطق العراق الساخنة

وفي وقت لاحق وصل ايضا 90 عسكريا أمريكيا الى بغداد يوم أمس للبدأ في أنشاء مركز عمليات مشتركة في بغداد وقد تم نشر هذه القوات في مختلف أنحاء منطقة القيادة المركزية للعمليات وتضم قوات العمليات الخاصة ، ومحللي الاستخبارات ، واللوجستيات وفريق دعم تكنلوجيا المعلومات وأصناف أخرى من جميع تشكيلات القوات المسلحة الامريكية ، اذ أنها لم تقتصر على قوات الجيش فقط
وفي وقت ماضي بالامس تحدث مسؤولون أمريكيون أن حوالي 50 عسكريا أمريكيا أضافيا سيتم نشرهم في العراق في الايام القليلة القادمة ، ليشكلوا فرق التقييم الاربعة . وذكرت كيربي كذلك أن الولايات المتحدة الامريكية قد بدأت طائراتها تحلق بين 30 الى 35 رحلة جوية يومية الهدف منها العمل الاستخباري والمراقبة والاستطلاع في جميع انحاء العراق ، بينما واجه جون كيري معركة شاقة حسب وصف الفريق الامريكي المرافق للوزير كيري ، في جهوده لمحاولة أجبار اقطاب الحكومة العراقية المتناقضة والتي يقودها بعض من الشيعة لتشكيل حكومة عراقية جديدة والتي بدورها ستؤدي لاضعاف التمرد السني وفقا لما يراه ونقله المسؤولون الامريكان للشبكة الاخبارية المذكورة

وفي لقاء تلفزيوني معها صرحت ميتشل التي ترافق الوزير كيري في زيارته المفاجئة للعراق والتي لم يعلن عنها الا في نفس اليوم الذي وصل فيه الى بغداد ، أن جون كيري قال بعد أن زار شمال العراق ولقاءه بالرئيس مسعود برزاني في مدينة أربيل ، يوم أمس الثلاثاء ، بأنه بات من الصعب جدا أن نرى فرصة لتشكيل حكومة عراقية جديدة بقيادة أكثر أحتراما مثل رئيس الوزراء نوري المالكي
الجدير بالذكر أن جون كيري ألتقى الاثنين بنوري المالكي الذي يفتقد حزبه لأغلبية المقاعد البرلمانية التي تؤهله لتشكيل حكومة عراقية جديدة ولكنه يصر على البقاء والتمسك بالسلطة لولاية ثالثة رغم معارضة بقية الشركاء بما فيهم الشيعة ،وأن قبضته على السلطة تجعل من الصعب ايجاد بديل أخر يمكن الاتفاق عليه ، حتى مع وجود مرشحين عن أحزاب شيعية دينية وعلمانية

وفي أثناء اللقاء بالمالكي ، أعطى وزير الخارجية الامريكي مهلة هي لغاية الاول من الشهر القادم تموز لتشكيل حكومة أئتلافية عراقية جديدة يشترك فيها جميع أطياف العراقيين وممثلة بالمكونات السياسية التي لها تمثيل برلماني في البرلمان العراقي الجديد كشرط مسبق للمساعدة الامريكية في محاربة داعش . والغريب أن الامريكان هذه المرة قد يبدو أنهم لايهمهم مسألة من سيأتي ليحكم العراق ويكون على رأس السلطة بالعراق ولا مسألة ما قد يحدث من تطورات أزاء الانهيارات الامنية التي توالت على العراق بتحالف قوى الشر والارهاب من مجرمي داعش والبعث المنحل ووقوف أطراف داخلية معروفة بتآمرها وأخرى خارجية متمثلة بدول مثل قطر والسعودية وتركيا ، بقدر مايهمها أن يبقى العراق يحتاج الى دعمها العسكري ولايكون ذلك في مصلحتها اذا أصبح العراق دولة قوية وموحدة تعمل فيه مؤوسسات رصينة ومسؤولون يحترمون بلدهم وشعبهم ودستور بلدهم والا لماذا تسوف الادارة الامريكية في مسألة تسليح الجيش العراقي وتجهيزه وبالمقابل يشكل الدعم العسكري الامريكي لدول مثل السعودية كما ونوعا أمتيازا عن باقي دول المنطقة

في تلك الزيارة تأكد الوزير جون كيري بأن ما املاه على مسامع القادة العراقيين قد وصل لاذهانهم وبالتالي فقد خرج وهم جميعا قد أصغوا لتحذيراته بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة وبسرعة بما فيهم نوري المالكي ،ولقد القى باللوم على حكومة نوري المالكي في تعزيز الغضب السني وعدم الرضا للحد الذي وصل الى أنفجار التمرد في أكثر من منطقة والقبول بداعش وبقية الارهابيين من البعثيين والعصابات الخارجة عن القانون بديلا عن الحكومة الشرعية ، وأضافة الى ذلك يأمل مسؤولون أمريكان أن الحكومة العراقية الجديدة ستكون مستقرة وشاملة وتعمل على حشد القوات العراقية المسلحة لمحاربة ما أسموهم بالمسلحين عوضا عن أنتشار تلك القوات كما يحدث اليوم في مناطق عديدة يهيمن عليها السنة . وكان جون كيري لدى وصوله الى أربيل يوم أمس قد أكد على ضرورة ايجاد حكومة شاملة ذات قاعدة عريضة وممثلة لجميع العراقيين ، في حين أنه أستمع من مسعود برزاني الى حق الاكراد في انتزاع دولتهم واعلان الاستقلال عن العراق خصوصا بعدما بسطوا سيطرتهم على مناطق كانت مسألة خلاف فيما بينهم والحكومة الاتحادية في بغداد قبل توغل المجاميع الارهابية وأحتلالها مناطق الموصل واجزاء من محافظات عراقية أخرى ذات غالبية سنية. وأضاف كيري أن الأختبار الحقيقي سيكون الأول من تموز وتسائل في ما اذا كان بأستطاعة القادة العراقيين تنفيذ تلك المهمة وهل سيكونون مهيأؤون لها ام لا…؟

نفس لغة كيري نجدها في أجوبة الرئيس الامريكي للصحافة الامريكية ففي سؤوال وجهته له أحدى الاعلاميات في لقاء متلفز بث قبل زيارة كيري لبغداد فيما لو أن الزعماء العراقيين قد فشلوا في تحدي المجاميع الارهابية في العراق ولم يحسموا النزاع معها مجتمعين ماذا سيحصل، وكان الجواب منه أن قواتنا ستتولى زمام الامور هناك في العراق وتبسط قوتها اذا ما فشل القادة العراقيين في أمتحانهم القادم والذي هم مشتركون جميعهم فيه وليس شخص نوري المالكي فقط.

أحدث المقالات

أحدث المقالات