23 ديسمبر، 2024 2:39 ص

الى أهلنا المتظاهرين: الخلاص في مشروع الخلاص

الى أهلنا المتظاهرين: الخلاص في مشروع الخلاص

بدءا من النظام الحاكم في العراق الآن والحكومات التي تعاقبت قبله مرورا بالوزراء وانتهاءا بأعضاء البرلمان وكل الحكومات المحلية للمحافظات وكل المسؤولين في الحكومة الجميع فاسدون وثبت للشعب العراقي فسادهم منذ سنوات وليس الآن، ويبدو ان لا حلّ ولا خلاص ولا نهاية لهم إلّا بالنهوض والثورة عليهم. ففضلا عن الفساد المستشري بكل مفاصل الدولة -الدوائر والمؤسسات الحكومية- كذلك الدمار والخراب والقتل وسفك الدماء والارهاب المنظّم الذي ترشّح عنه وطال كل مكوّنات المجتمع العراقي من شمال وغرب العراق حتى وصل الى وسطه وجنوبه فمزّقه وشتّته الى اشلاء متفرقة.
 في هذه المرحلة؛ مرحلة التظاهرات الشعبية، نعتقد أمّا ان الشعب العراقي قد وعى ذلك وعرف انه اذا كان فعلا يسعى للتغيير الحقيقي والقضاء على الفساد والمفسدين فلا بد له من النهوض والثورة، وفي هذه الحال عليه ان يستمر بنهضته هذه ولا يتوقّف حتى تحقيق التغيير الجذري الحقيقي والنهائي، ولا ينقاد ولا ينخدع بهذه الجهة ووعودها او بتلك الجهة وووعودها، وأن يجعل من نهضته هذه نهضة وطنية صرفة. وأمّا أنه لا، قد غضّ بصره عن كل المفاسد الاخرى ورضي بها ولا يهمّه شيء آخر سوى حل قضية الكهرباء، واعتقد ان هذا المطلب هو مطلب بسيط بالنسبة للحكومة وستوفّره للشعب ولو بنسبة محدودة بحيث سيصمت الشعب ويرضى عنها.
وإلّا فحجم القضية والمطالب الشعبية الوطنية العراقية الحقيقية هي اكبر مسؤولية واكثر أهميّة من مسألة الكهرباء او مسألة أي خدمة اخرى غير خدمة الكهرباء بل وتتعدّاها بكثير.
فالقضية الاصلية هي قضية وطن، وطن دُمّرَ بالكامل أُبيح لمَن هبّ ودبّ وأستُبيح وسُرِق وسُرقت مقدّراته وموارده من أقصاه الى أقصاه، وعاث الفاسدون من الداخل والخارج دمارا وخرابا وفسادا فيه.
على الشعب العراقي ان يعي حجم هذه المأساة ويُدرك عِظمها وهولها على الوطن وعليه سواء، ومادامت قد أشرقت روح الحرية في سمائه وتظاهر وعبّر عن ارادته ومطالبه فعليه ان يستغلّ هذه الروح ويمدّها بروحه ويغذّيها بتضحيته ويحييها بدمائه ان تطلّب الأمر التضحية ولا يسكت ولا يتوقّف ابدا حتى يتحقق التغيير وتنتصر الحرية.
ولن تتحقق حرية الشعب العراقي وتتحقق كل مطالبه ما لم تُطرد الحكومة بالكامل برءاساتها ونوابها ووزرائها وبرلمانها ولا يبقى على أي أحد منها.
في هذه الاثناء وبطبيعة الحال تنتقل المسألة من مطالب جماهير لتتحوّل الى قضية اكبر وبحجم أشمل وأوسع من مجرّد مسألة مطالب، وبالتالي القضية تحتاج الى دراسة الى مشروع وطني الى مشروع خلاص كبير كفيل بأيجاد ووضع الحلول وأخراج العراق من هذه الأزمة. فطرد الحكومة بالكامل ليس بالأمر الهيّن ولا هو بالامر البسيط ما لم تدعم جهة دولية اخرى اقوى واكثر سلطة هذا المشروع وتتبنّاه بالكامل، ومادام قد وصل الأمر الى ضرورة أتخاذ هذا الحل وسلوك هذا المنهج أتخاذ مشروع خلاص نهائي فلابد للشرائح المثقّفة والواعية والجماهير العراقية بصورة عامة ان تُطالب بنهضتها وتظاهراتها الأمم المتحدة بتبنّي (مشروع الخلاص) الذي سبق و وضعه السيّد الصرخي الحسني وقدّمه في ساحة جمعية الأمم المتحدة وطرحه في الساحة الدولية والعالمية من اجل انقاذ العراق وشعب العراق.
اذن وبالضرورة صار الأمر حتميّا يستدعي الجماهير العراقية المطالبة بتطبيق هذا المشروع، فخلاصهم في مشروع الخلاص، ولا حلّ آخر ولا خلاص من هذه الحكومة بكل رموزها وعناوينها وفسادها ومفسديها إلا بتطبيق هذا المشروع.