23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

الى أنـظار رئيس الوزراء ووزير النفط المحترمين / 7: الفساد بأثر رجعي

الى أنـظار رئيس الوزراء ووزير النفط المحترمين / 7: الفساد بأثر رجعي

حاسبا المفسدين إن كنتما عراقيين! يكلفكما الشعب بأمانة رعاية مصالحه.. أحدكما رئيسا والثاني وزيرا في حكومة تعنى بنفسها وتهمل الدولة
جلسة من بعض رفاه ليالي الخليفة العباسي هرون الرشيد، على جزيرة وسط “دجلة” في بغداد، عنّ له ان يتغزل ندماؤه بالجلسة ذاتها، فتنوعت أبيات الغزل بالمكان، حتى تفوق الحسن بن هانئ المعروف بأبي نؤاس، قولا جامعا لكل ما سبقه، مانعا لما يليه، يقطع الطريق، على (الرايح والجاي) ببلاغة النكتة، أكثر منها شاعرية النظم:
“كأننا والماء من حولنا
قوم جلوس حولهم ماء”
وما زلنا في فلك الماء، ؛ إذ فسر أحد العلماء، الماء بأنه “الماء” فإلتقطها شاعر: “وفسر الماء بعد الجهد بالماء” لتذهب دعابة ساخرة من أدعياء الثقافة، المتعالمين.
وهو ما يدعم الأمثال الشعبية: “ذاك الثور وذاك جلالة” تعزيزا للقول:” حليبة حليبة” للقضايا العالقة التي ليس فيها تتابع درامي، ولا تتطور أثناءه الأحداث، متداعية نحو حل العقدة الارسطية، وكلما حاول المظلوم، دفع الضيم عن نفسه، باءت محاولته بالفشل، تجر وبالا عليه: “كأنك يا بو زيد ما غزيت” وخير من عبر عنها مظفر النواب:
“أريد أرسل سلام إلهم منظم
وأحجي ما بدلالي من الضم
إحبابي الجنت ألوذ بهم من الضيم
غدوا يا وسفتي وأكطعوا بيه”.
ما يعني.. بالدارجة: “عاد إيد ورى وإيد أمام” وهو يضرب لمن تنافج ثورة، واعدا بجلب ما إغتصب من جماعته، فذهب.. وطال مكوثه في ارض الخصم، ولما جاء إتضح أنه لم يكتفِ بالحنث بما وعد من إستعادة المغتصب، إنما جردوه هو نفسه من ثيابه و… تقهقر يستر عورتيه بكفيه.
جوق الابيات الشعرية، وجزيرة الرشيد والماء والامثال الشعبية، وقصة الكفين على العورتين، نسوقها ايمانا منا بـ “أن الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة وما دون ذلك” يشجعنا العلم الحديث، الذي أثبت ان في البعوضة أسرع وأدق مختبر ممكن ان يتوصل اليه مهندسو الاجهزة الطبية.
خالصا الى ان العراق يعوم على بحر من النفط، إبتلي به من دون ان يفيد منه:
“كأننا والنفط من تحتنا
قوم هجوع تحت نفط”
لا ناخذ ولا… بس نعطي، أرواحنا تسفح وثرواتنا تهدر، كالماء الزلال غائضا في أرض سبخة.. للداخل والخارج، فمكالمة تلفونية بين فياض حسن نعمة.. وكيل وزارة النفط، بحضور صادق الياسري.. مدير عام التخطيط والمتابعة، وهم وقوفا عند باب بيت سعد وهيب.. زوج بنت عبد الكريم لعيبي.. وزير النفط السابق، خارجين من جلسة دبروا فيها أمرا، نفعيا لهم يضر إقتصاد البلد، وشاؤوا ان يبلغوا شريكهم (ف. ي) الذي أبدى شيئا من مخاوف، إزاء ما نواصل نشره عنهم في المواقع؛ فطمأنه فياض: “لا يملكون دليلا علينا” وفي سره يقول لضميره المحيد: “وحتى لو إمتلكوا، فمن يجروء على محاسبتنا، ونحن مسنودون”.
سيادة الرئيس.. سيادة الوزير..
لا تفرطا بفرصتيكما بايقاف جوق المفسدين الذين بذرهم لعيبي في “النفط” ومنهم من يشغل موقعا مؤثرا في مكتب الوزير شخصيا، نزولا الى فياض والياسري وابو ميثم الساعدي.. ضابط امن الوزارة، فضلا عن آفلين ما زالت جرائمهم تتوهج في الوزارة، هما وهيب.. زوج المحروسة وأخوهاعلي بن لعيبي، المقيم في الامارات.
وزارة النفط منخورة بالفساد؛ فهل ستدعانها تخر ثروة العراق في جيوب افراد فاسدين؟ أم تبادرا الى ترك القانون يأخذ مجراه؟ خضوعا لسلطة أحزاب تسند الباطل! فهو ثروة العراق الوحيدة؛ وليس له بعدها الا رحمة الله، تقيه الفقر والفاقة والجوع الكافر الذي عانيناه خلال الحصار، إبان التسعينيات.
فلا تفرطا بحقنا الوطني الذي إستعدناه، بدماء شبابنا، جيوش أجنبية جرارة، داست بسرفات دباباتها حرمات أرضنا، وقلنا جوز الرسول “ص” الاستعانة بغير المسلم على المسلم الجائر، ومشت، اما ان تطبق جوقة الامثال أعلاه كلها علينا؛ لأن الحكومة لا تجروء على منع مجموعة من المفسدين، ذوي إمتدادات عنكوبيتية في الماضي والحاضر، وتدعهم يفسدون بأثر رجعي.
غادر لعيبي منصب وزير النفط، لكنه ترك حقوقا مكتسبة له ولإبنه ولزوج بنته، دائرة تتفاعل بالباطل، من خلال فياض والياسري و(ف. ي) والساعدي وآخرون.. يبدأ رأس الأفعى من مكتب الوزير، ويمتد الى فلاح العامري.. رئيس هيئة توزيع المنتجات النفطية – سومو، الذي لا يكتفي بالمال، انما ينهش أعراض الموظفات الشريفات، مستندا الى عوز الناس؛ فالجوع كافر، يضعكما أمام مروءتكما اليعربية، إزاء رجل إتخذ من المنصب سبيلا للثروة الحرام والجواري، كما لو أن الدولة (قواد) يفتح له باب الهيئة، مثلما يفتح القواد باب بيت دعارة؛ ترحابا بضيف مسنود من كتلة دينية لا تتقي الله؛ لأنها تلتزم المفسدين.
وانكما.. د. العبادي ود. عبد المهدي، شريكان بـ “حوب” الجريمة وإثمها ومطالها القانوني.. دينيا ومدنيا ووطنيا وإجتماعيا، ما دمتما قادرين على فتح تحقيق، وتحجمان.. تحقيق في التأكد من صحة ما ندعيه، وأنا مستعد لتقديم الادلة.
خاصة بعد ان سخر فياض ضاحكا: “لا يملكون دليلا” يطمئن شريكهم (ف. ي) وهو إعتراف يجمع خيوط فساد وزارة النفط في مكالمة واحدة، تختزل جهدا تحقيقيا كبيرا.
فلماذا على تقدمان على محاسبتهم إن كنتما عراقيين! يكلفكما الشعب بأمانة رعاية مصالحه، من خلال رئاسة أحدكما وإستيزار الثاني، في حكومة، تعنى بنفسها وتهمل الدولة.
العناية بالذات وإهمال الدولة، هو الجرذ الذي انهار له سد “مأرب” في حكم الطاغية المقبور صدام حسين، إن تعيان الموعظة، كما قال الرسول محمد: “رحم الله من اتعظ بغيره”.

سيدي رئيس الوزراء د. حيدر العبادي.. سيدي وزير النفط د. عادل عبد المهدي..
للشعب الذي استحوذتما انتما وعشرات من ورثة جرائم صدام حسين، يناشدكما بحقه عليكم في ملاحقة ظالميه، وبين أيديكما “حجاج وزارة النفط ومعاوية سومو وهرون رشيد هيئة الاعلام والاتصالات صفاء الدين ربيع” وكثير سواهم؛ فماذا ستفعلون لحماية العراقيين والتاريخ يعيد نفسه؛ بحيث يعطيكم الفرصة، بالا تخذلوا الحسين في “الطف” مرة ثانية.
هل ستعيدان خذلانه، بإهمال عصابة “النفط” تبتز الشركات الاستثمارية، من تزور مكتب “الجادرية” مساءً؛ دافعة “الكومشن” المقرر من قبل فياض حسن نعمة.. وكيل الوزارة وصادق الياسري.. مدير عام المتابعة والتخطيط، بمعونة ابو ميثم الساعدي.. ضابط امن الوزارة، تجد أمورها سهلة صباح اليوم التالي في ديوان وزارة النفط، وعقودها توقع، أما من لا تدفع، فتشيه إضبارتها، مثل مركبة فضائية، في مجاهل الكون.
وبين ايدينا ما يثبت قول وتصرف فياض: “نترك من لا يدفع، تائها، ثلاث سنوات او اكثر يبحث عن معاملته في اروقة الوزارة، ولن يجدها ولا يجد جوابا عندما يسأل عنها، بعد ان ضيع الفرصة على نفسه، في مساءات مكتب الجادرية “.
أعدكما بعشرة ممثلي شركات أجنبية، يزورون مكتبيكما.. متى شئتما، يحملون أدلة دامغة على فساد عصابة “النفط” فضلا عن تقرير متكامل، أهيئه بدقة عالية المسؤولة عن فساد وزارة النفط في عهد وزيرها السابق عبد الكريم لعيبي وابنه علي، المقيم في دبي وزوج بنته سعد وهيب والعامري رئيس سومو وصفاء الدين ربيع.. رئيس الهيئة العامة للاعلام والاتصالات، وآخرين… ننصح د. عبد المهدي، بأن يتقي ما تورط به لعيبي أمام الله والشعب.
فياض حسن نعمة، وصادق الياسري، يعيقان تقدم الشركات الإستثمارية، أشهرا وسنوات، إذا لم تدفع لهما، عن طريق مكتب في الجادرية، يفتحانه خصيصا لذلك، يساعدهما مجموعة من أتباع مستفيدين.. سلسلة تبدأ من مكتب الوزير، وتمتد الى أقصى مديريات وأقسام وشعب الوزارة.
ولسوف نأتي بأدلة وعشرة مستثمرين أجانب، سيقابلون د. عبد المهدي، وإن اعتذر سنتوجه بوثائقهم الى رئيس الوزراء د. العبادي، وإذا كلاهما تبرءآ؛ فالمرجعية الرشيدة لن تغلق أبوابها بوجه الحق.. “قل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”.