23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

الى أنظار وزير النفط د. عادل عبد المهدي – 9

الى أنظار وزير النفط د. عادل عبد المهدي – 9

لا تعيد تكرار مرثية مالك بن الريب
* ما ضرنا المفسدون انما ضرنا سكوتك على المفسدين، فاخسف مكتبيهما كاشفا دنابل رشاوى تتدلى مثل أجراس الجحيم

* كن على قدر مسؤولية اختيار الشعب بوقف رعاف أموال العراق ينزف في بحر الفساد.. هدرا الى جيوب شخصين جعلا النزاهة جثة موات في وزارة النفط
“الا لـيـت شــــعـري هـل ابـيـتـن لـيـلـة.. بجنب الغضا.. إزجي القلاص النواجيا

فـلـيـت الـغـضا لم يقطع الركب عرضه.. ولـيـت الـغـضـا مـاشـى الـركـاب لياليا

لقد كان في أهل الغضا.. لو دنا الغضا.. مــزار ولــكـن الـغـضـا لـيـس دانـيـا”.

أمنيات حلم بها الشعب العراقي، ليلة الاربعاء 9 نيسان 2003، ظن انه سيزيح غبار 35 عاما من المعتقلات والحروب والحصار “العقوبات الدولية” وإرهاب الدولة العراقية لشعبها، ممثلة بحكومة الطاغية المقبور صدام حسين، الذي سلمنا.. تراب.. للإرهاب الدولي.. إرهابو العالم كلهم ناؤوا بكلكلهم علينا.

يا سيادة وزير النفط د. عادل عبد المهدي، حلم الشعب بطعام وأمان ورفاه وسفر.. كروبات سياحية كل صيف لأوربا.. وبنات وويسكي لمن يشاء ان يحرث من عرض الدنيا.. وصوم وصلاة وحج وفلوس “هواي” تتخمر من سنة لسنة، زائدة عن الحاجة، فتتوجب زكاتها.

لكن ما حصل، هو قفز ثلة من شذاذ الآفاق العالميين، على منظومة الحكم، حلوا بدائل عن شذاذ المحافظات المحليين، الذين فروا هاربين امام الدبابات الامريكية، ومن لم يسعفه الوقت للفرار هاربا، سحقته السرفات، في المحكمة الاتحادية العليا، وخلصنا منه.

آفة

الأمر الذي ولد، من بين ايدينا وارجلنا ومن خلفنا ومن حيث لا نحتسب، بلوى الفساد الفظيعة، المستشرية، كالفايروس لا أحد يريد استخدام مضادات حيوية لعلاجه.. وأقول (لا) لأن العلاج موجود.. مشرع ضمن قانون مسن وقابل للتنفيذ، لكن انتم.. يا دكتور.. انتم اصحاب القرار، لا تقدمون على تفعيل القوانين التي تحد من إنتشار آفة الفساد!

لذا تركتم الحبل على الغارب للمفسدين، وبعضكم شاركهم، وحتى من لم يشاركهم فعلا، فيكفي سكوته عنهم وتغاضيه عن سرقاتهم، مشاركاً امام الله والقانون والشعب الذي يأتمنك شخصيا على النفط.. مصدر التمويل الاقتصادي الوحيد في حياته.

فرحة ما تمت

ضاعت فرحة الشعب العراقي بسقوط الطاغية صدام؛ جراء الفساد الذي نخر اقتصاد العراق، وكما قلنا.. لا إقتصاد للعراق سوى النفط، والنفط الذي استوزرت.. معاليك، له، ما زال بيد شخصين إثنين يتحكمان بعقود الشركات الاستثمارية، هما وكيل الوزارة فياض حسن نعمة ومدير التخطيط والمتابعة فيها صادق الياسري، اللذان يلفان حولهما جوق من “اعوان الظلمة” على حد تعبير الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر (ق. س).

تلتف حولهما شبكة أعوان مستفيدين من السحت الحرام.. رشاوى يتسلمها فياض والياسري، في مكتب موجود في الجادرية.. حاليا.. تدفع فيه الشركات، كومشنات لهما شخصيا، عند المساء، لتروج معاملة توقيع العقد في الوزارة، عند الصباح، بيسر وسهولة، لا تشبه العصر المؤدي الى إستحالة، تنتهي بعدم التوقيع؛ لأن ممثل الشركة، لم يؤدي تحية المساء، في مكتب الجادرية!

ها؟ جا إيش قلنا؟ ضاعت فرحة العراقيين بسقوط الطاغية.. لو لا! وانتم شخصيا، تسهمون بتكريس هذا الضياع بسكوتكم عن المفسدين، وهم بمتناول ضرباتكم بالحديد على ايديهم.

د. عادل عبد المهدي، ما ضرنا المفسدون، انما ضرنا سكوتكم على المفسدين، فاخسف مكتبيهما وإكشف عورتيهما “المتبوسرتين” من دنابل الرشاوى، تتدلى مثل أجراس الجحيم.

فكن على قدر مسؤولية اختيار الشعب لك؛ موقفا رعاف أموال العراق، ينزف في بحر الفساد.. هدرا الى جيوب شخصين وبطانتهما، وانت قادر على ايقاف ذلك، واعادة الحياة، للنزاهة، بعد ان جعلاها جثة موات في وزارة النفط التي تتربعون على صهوتها وزيرا امام الله وضميرك والشعب وكتلتك السياسية.

درءاً لغيظ الله

كي لا نعيد على مسامعك قولا، سبق ان لم يبال به، المتوالون على منصبك هذا، فطواهم فياض والياسري.. لفلفاهم والقيا بهم الى جهنم يوم الحساب؛ فأنجو بنفسك من سعير يوم لا عاصم فيه سوى العمل الحسن يدرأ غيظ الله وغضب زبانية سقر.

يومها.. يوم القيامة ندعو لك، الا تعيد تكرار مطلع مرثية مالك بن الريب:

“الا لـيـت شــــعـري هـل ابـيـتـن لـيـلـة.. بجنب الغضا.. إزجي القلاص النواجيا

فـلـيـت الـغـضا لم يقطع الركب عرضه.. ولـيـت الـغـضـا مـاشـى الـركـاب لياليا

لقد كان في أهل الغضا.. لو دنا الغضا.. مــزار ولــكـن الـغـضـا لـيـس دانـيـا”.