23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

الى أنظار رئيس الوزراء حيدر العبادي – 2 / إن مع عسر الهيئات المستقلة يسراً

الى أنظار رئيس الوزراء حيدر العبادي – 2 / إن مع عسر الهيئات المستقلة يسراً

غيّر الإدارات التي هرأها الفساد وصارت تعمل لصالح فئات لا وطنية
قال الله.. سبحانه وتعالى، في محكم كتابه: “فمع العسر يسر، إن مع العسر يسراً” تلك الآية القرآنية الكريمة، تنطبق على عمود كتبناه قبل ايام، نتوجه فيه الى رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، بالمناشدة نطلب تنقية الهيئات المستقلة، من الأشنات، التي تشوبها، عملا بحديث الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله: “إياكم والدغل”!
ولأن دوائر العراق كافة، باتت مشوبة بالدغل، مثل “الحنظل” و”الحليان” و”الدنان” النامية من تلقاء بؤس المزارعين وسط حقول الشلب الزاهرة، تدمرها؛ فلا يقبض الفلاح؛ نظير تعبه، الا سنابل خاوية من دون حنطة ولا شعير ولا رز… دوائر العراق كلها متشبعة بالفساد، مثل اسفنجة منقوعة بالماء الزلال.
إختصت الهيئات المستقلة.. وتحديدا هيئة الاعلام والاتصالات، بقدر أكبر من سواها.. فسادا، من خلال هيئات أتقنت لعبة الرشاوى والكومشنات ولوي الاذرع التي لا تفك، الا بمبالغ مهولة، إن لم تدفع، يظل المراجع دائرا في دوامة لا تنتهي، وربما سورة شط تغرقه في قعر قرار الماء، منتهيا.
 
سيدي رئيس الوزراء د. حيدر العبادي المحترم..
ربنا جل جلاله، ينصح، في كتابه الشريف: “وأمرهم شورى بينهم” ما افاد منه فخر الكائنات “ص” قائلا: “رحم الله من أهداني أخطائي” برغم كونه يوحى له من القوي العليم.
الامر الذي يجعل النصيحة واجبة، من مواطن بسيط، أقل من عادي، رأسه مغمور تحت الثرى.. الى رئيس الوزراء، عالي المكانة.. أقدامه فوق الثريا: غيّر إدارات الهيئات المستقلة، فقد فاح منهم ريح ليس مستحبا، لا في تجربة العراق المتلكئة ولا حتى في الدول المكينة الاستقرار.. أعد النظر بإدارات تهرأت جراء الفساد الاداري والمالي وخرق القوانين وضرب التعليمات عرض الحائط؛ ما جعل تلك الهيئات تتخلى عن أداء خدمة وطنية عامة، منعطفة الى منفعة أفراد يتبوأون مناصب لا يستحقونها ولا يريدون أن يؤدوها، انما يعتبرون المنصب مرفأ رفاه شخصي والناس عبيداً تحت إمرتهم.. يتقاضون ما شاؤوا بلا خشية من رقيب ولا مبالاة بقانون؛ لأنهم يظنون أنفسهم أقوى من الدستور والدولة ونظامها، مدعومين بأحزاب وكيانات نيابية وسياسية وطائفية و… تهمش الدولة، وتطوي حكومتها طي السجل.
 
يا رئيس الوزراء..
سارع بتغيير إدارات الهيئات المستقلة.. واحدة واحدة، وخاصة هيئة (الاعلام والاتصالات) وسومو، اللتين توظفهما الاحزاب لمصالحها الفئوية والشخصية، على حساب مصلحة العراق! فإنتقي لهما ولسواهما، أدارات نزيهة لم يلوثها الفساد، ولا تنحاز لإنتماءاتها الشخصية، على حساب الولاء الوطني والاخلاص للمهنة وشرف الوظيفة.
بعد كل الفضائح التي يطمطمها ناس أقوى من القانون، لصفاء الدين ربيع.. رئيس هيئة الاعلام والاتصالات، تأتي هيئة توزيع المنتجات النفطية – سومو، بموازاتها.. فسادا ماليا وإستهتارا بالقانون، وتعرضا لشرف الموظفات ومساومة للشركات النفطية والفضائيات.
ففلاح العامري.. رئيس سومو، لا يدع عملا يسير ما لم يتسلم حصته من الصفقة، المعقودة بين الهيئة والشركات الاستثمارية.. المحلي منها والاجنبي، ولا يهون ربيع وما أدراك ما ربيع وما يفعله بالفضائيات من إبتزاز، إن لم تدفع، يفتعل لها مخالفة، من خلال “جلاوزة” متخصصين بتصنيع المخالفات!
فأعد النظر بادارات الهيئات المستقلة، وخاصة (الاعلام والاتصالات) وسومو، متقبلا مني النصحة؛ لأنني مهني.. إبن الكار المتبحر بالأمور من أعماق أسابها عارفا بمؤدياتها.