23 ديسمبر، 2024 5:38 ص

الى أنظار رئيس الوزراء حيدر العبادي / 1

الى أنظار رئيس الوزراء حيدر العبادي / 1

أعد النظر بالهيئات المستقلة
المثل الشعبي القائل: “الحجارة في مكانها ثقيلة” صحيح ودقيق؛ نابع من حكمة متراكمة، توارثتها المجتمعات، وهو حقيقة دمرت العراق الجديد، الذي نترسم مستقبله، إهتداءً بخريطة الدم، المسفوح.. دولابا دائرا منذ 1968 لليوم، تعاجل وما زال يزيد بسرعته، عقب 9 نيسان 2003.
سيدي رئيس الوزراء حيدر العبادي المحترم..
ومضت إشارات من لدنك؛ دلت على جدية واقعية، في إدارة شؤون الدولة، بعد خراب 11 عاما، كرست 35 عاما من حكم البعث، بالحديد والنار.. معتقلات ومشانق وحروب وحصار “عقوبات دولية” جراء حماقة الطاغية المقبور صدام حسين، بغزوه دولة الكويت الشقيقة، وخزنه أسلحة كيمياوية ونووية، ليس بمقدوره إستعمالها، مثل غرفة الاحذية التي وجدت من قاعها للسقف منظودة بأزواج الاحذية تفتيتا لعقد التحفي التي تشققت لها أقدامه بتقرحات متفطرة…
الفقرة أعلاه، تشجعني على مخاطبة وجدانكم الوطني، بصفة شخصية ووظيفية، من جهتكم.. ومهنية من جهتي؛ لأنني إعلامي مؤمن بعملي، احاول ان اكون مخلصا ومواظبا وجادا؛ لذا أنبه جنابكم الكريم الى حجم الخراب الذي تتعفن فيه هيئة الاعلام والاتصالات، بنتانة تزكم الضمائر الطاهرة…
الهيئات المستقلة الأخرى، ليست معطرة، ولا شذى نظافتها مطئمن؛ لكنها أقل عطنا، مما يفعل صفاء الدين ربيع.. رئيس “الاعلام والاتصالات” من فساد مالي وإداري ومهني، لكن وراءه حزب أقوى من سلطة الدستور، وابلغ من فقرات القانون، تحميه وتمحو عنه التهمة، كلما ثبتت عليه جريمة.
رئيس الوزراء المحترم..
نتمنى على جنابك الكريم، الاسراع بتأمل التركيبة العجائبية المؤلفة من أمناء ورئيس هيئة الاعلام والإتصالات، وحين تمعن البصر والبصيرة، تحقيقا بشؤون الفساد والكومشنات ومساومة النساء العفيفات بفظاظة مفضوحة.
الرئيس والأمناء.. كل واحد منهم يشكل سفيرا لحزبه وكيانه السياسي، على حساب الاداء الرسمي للهيئة.. يحرصون على رعاية مصالح غير مشروعة لتلك الكيانات والاحزاب، مفرطين بحقوق الوطن والمواطن.
فتدارك العراق مغيثا شعبه، من حالات كثيرة مشابهة لما يحصل في هيئة الاعلام والاتصالات، من إحتكار الاحزاب، توظفها لمصالح فئوية وشخصية، معظمها… بل كلها مضرة بالبلد وأعلامه والرأي العام.
السيد العبادي..
لا يخفى على سيادتكم، ما للإعلام من أثر واضح، في بلورة الرأي العام وتعبئة الناس وتوجيه آرائهم، نحو القضايا الوطنية، تعيد تشكيلها، وفق رؤى مؤثرة؛ ما يوجب حسن التحرك؛ لضمان جهة تابعة للدولة، تساعد المواطن على الانتماء الحقيقي للعراق.
والتشكيلة الحالية الجاثية كالكابوس على صدر هيئة الاعلام والاتصالات، لا تشتغل وفق السياقات المهنية التي تشكلت لها، انما تعمل لنفسها وأحزابها، سافحة الإعلام وتبعاته، بينما شرف المهنة والعراق… عرض حائط مصالحهم الصلب، بقدر هشاشة حبهم له.
قِ العراق ما يجب ان تقيه اياه، وقاك الله فشل التخلي عن مسؤوليتك، في الركن الحيوي من الحضارة المعاصرة.. إحم الوجه الامثل كي لا تستفحل الوجوه الملفقة.. انهم يجثمون كابوسا على إغفاءة العراق؛ فحولها الى حلم وردي شفيف، والقرار بيدكم، فلا تبددوه…