يمتد تاريخ مجالس العزاء و المواكب الحسينية الى الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، فكان أول مأتم أقيم بكربلاء في الليلة الحادية عشرة من محرم بعد مقتل أبيه الإمام الحسين عليه السلام، لذا يعتبر أول مجلس عزاء وموكب أقامه الإمام المعصوم مع اهل بيته ونساء الصحابة الشهداء وتناول أول خطبة في جماهير الكوفة التي ازدحمت حوله، ومن تلك اللحظة بدأت أحداث الحزن واللطم والبكاء الذي لم ينقطع على مقتل سبط النبي الإمام الحسين وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين .
ان من يتابع معركة الطف بتمعن، ويقف عند ابسط موقف من مواقفها يجدهُ فريداً لن يتكرر في التاريخ، فقد كانت الواقعة بدرجة من الظلم والعدوان التي لم تشهدهُ البشرية منذ التكوين، ومن هنا صار كلما ذكرت واقعة الطف أشار مؤشر بوصلة الحياة الى الظلم والعدوان والاستبداد والفساد الذي يقابل بالحرية والعدل والإحسان، فأن ذكر الثورة الحسينية يهز عروش الطغاة ويرعب الفاسدين، ومن طرق ذكر الواقعة المتعارف عليه هو المجالس الحسينية التي يكون فيها ذكر الله سبحانه وتعالى والسنة النبوية الشريفة وكل ما موروث عن الأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين، وكذلك مواكب العزاء التي تنشد وتجسد الواقعة حتى تبقى عالقة في اذهان الناس الى يوم يأذن الله سبحانه وتعالى، بالاضافة الى بذل آلاف الأطنان من اللحوم والمواد الغذائية التي تكلف مليارات الدنانير وهذه خيرات الامام الحسين عليه السلام، هذه المظاهر التي بدأت بسيطة وصارت اليوم أشبه بالمعجزة،
بعد ظروف تاريخية خصوصاً في عهد الدولتين الأموية والعباسية،كادت مظاهر الندب والعزاء أن تختفي وأضحت تمارس بسرية وخفية من عيون الحكام والحاشية، ومن ثم محاربة الشعائر في حقبة البعث المقبور، و “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”.
في الختام نقول ان المجالس والمواكب الحسينية لها قدسية خاصة ترتبط بقدسية الإمام المعصوم، فتجنبوا كل قول وفعل يقلل من أهمية ثورة عاشوراء العظيمة .