11 أبريل، 2024 8:30 م
Search
Close this search box.

الى أستاذي الدكتور وميض عمر نظمي

Facebook
Twitter
LinkedIn

السلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت عن هذه الدنيا الفانية.. ويوم تبعث حياً.. إن شاء الله.. في جنات خالداً فيها.. فهذا مكان العلماء الأمينين في علمهم ومسيرتهم ووطنيتهم.
أستاذي الفاضل: عرفتكً عندما قبلتُ أنا في الدراسات العليا العام 1975.. ولم يكن القبول في تلك السنة على أساس حزبي.. بل على أساس المعدل والدرجات.. وأنت كنت رئيس قسم الدراسات العليا.. في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد.
وعندما جئتكً وأنا في حيرة من أمرني عن موضوع رسالتي.. وطرحت لك موضوعين..فقلت لي: اكتب عن الأحزاب السرية في العراق في العهد الملكي حتى قيام ثورة تموز 1958.. لكنكً اعتذرت في البداية على الإشراف.. ومن ثم قبلتً.. بعد أن اقتنعتً بأنني كد الموضوع.. إن صح التعبير.
أستاذي الكريم: كان الامتحان الأكبر عندما قدمتُ لك البحثين الأولين عن رسالتي.. فبعد أسبوعين جئتكً.. فقلت ليً بحزم: وما زالت كلمتك ترن في أذني.. وأنت توصيني كن أميناً في كتابتكً.. وتضع جانباً أحكامك المسبقة أو رأيك.. سواء كنتُ مؤيداً أو معارضاً.. وان وجدتً رأيين مختلفين عن حقيقة أو حادثة أكتب الرأيين.. ولا ترجح أحدهما على الآخر إلا بالحقائق الملموسة.
ـ أتذكركً أستاذي الجليل كل يوم ..وكل ما أبدأ بكتابة مقال أو دراسة أو حتى في كتابة منشور.. أو ترجيح رأي لأنني معه أو إخفاء رأي لأنني أختلف معه.
ـ وعندما أصبحنا أصدقاء والتقيكً خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية كانت آراءك سديدة.. أتذكرك.. وأنت تقول أخاف على العراق يدمر.. وملامح وجهك كانت يقينية في انه سائر نحو التدمير.
أستاذي الفاضل: تميزك إنك أحد أبرز الأكاديميين العراقيين.. أستاذاً وباحثاً موسوعياً في مجالات الحقوق والعلوم السياسية والتاريخ السياسي المعاصر للعراق.
كثيرة هي المناصب التي عرضت عليك.. لكنك كنتً تعتذر بأدب مصراً على عدم تسلم أي منصب.. ليشتروك سواء البعث.. أو صدام.. أو حتى قبلهما.

عرفتكً كاتباً.. ومحاضراً.. وباحثاً.. ومناضلاً.. وطنياً.. وقومياً مخلصاً في مسارك السياسي الغني بالمواقف المشرفة منذ ستينيات القرن الماضي..
أستاذي الفاضل.. العراقيون لا ينسون مواقفك..فكنتً في طليعة الشخصيات الوطنية والقومية التي وقفت ضد الحصار والعدوان الثلاثيني الظالم على بلدنا 1991.. حين ترأست اللجنة العربية للتضامن مع الشعب العراقي بوجه الحصار.

ـ كما إنك ساهمتً منذ اللحظات الأولى للغزو والاحتلال الأمريكي العام 2003 في معظم الجهود الوطنية التي سعت بإخلاص لمواجهة الاحتلال والعملية السياسية.. وظل حلمكً بناء جبهة وطنية عراقية شاملة في العراق بجهد متميز لدعم المقاومة الوطنية الباسلة ومناصرة أحرار العراق في كل المحافل الوطنية والقومية والدولية.
ـ التقيتك أستاذي العزيز ونار الحرب الطائفية تتأجج آوارها في كل شارع من العراق.. فقلتً أنت كلماتك الحازمة.. تموت الطائفية ويحيا العراق.
ـ وبرغم مرضكً.. كنت أنت مريضاً أيضاً على العراق.. وكيف ينحدر في الطائفية.. ولا من عاقل في الحكم.
ـ أستاذ الجليل.. وأنا هذه الأيام منشغل في تأليف كتابي الجديد (شخصيات العراق الديمقراطي) ما أحوجني لكلماتكً.. وآراؤك الوطنية السديدة.. وما زالت كلماتك ونصائحك لي نبراس في طريقي البحثي.. والعلمي.. والعملي.. لخدمة وطني العراق وشعبي الجريح.. الذي لم يتوقف دمه يسيل منذ 50 سنة.. لكنني مازلت أتذكر كلماتك.. عندما تقول يبقى الشعب والآخرون يرحلون.
ـ نعم.. يا أستاذي الشعب العراقي.. بدأ يعي ما هو المطلوب منه.. لكن الطريق شاق وطويل.. والأعداء وخدمهم والفاسدين كثيرون.. ولا يهمهم الشعب.. بل تهمهم.. أنفسهم كصدام وزبانيته.
ـ غادرتنا أستاذي إلى جوار ربكً يوم الثلاثاء 11/10/2016.. وأنت تحمل هًم العراق معك لقبركً.
غادرتنا يا أبرز الشخصيات الوطنية العراقية.. أحقاً أستاذنا الدكتور وميض عمر نظمي يغادر العراق.. والألم يقتله على وطنه.
ربي وَسع رحمتكً على أستاذي الجليل وميض عمر نظمي.. وأنت أعلم كم خدمً من أجل العراق والعلم والعلماء.. وأنت أرحم الراحمين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب