لم تشهد الويلايات المتحدة رئيسا اكثر اثارة للجدل مثل الرئيس ترامب ، فقد فاق هذا الرجل بكثير الجدل الذي تعرض له الرئيس ريتشارد نيكسون ، والتي ادت الى استقالته، او تنحيه في بداية فترة رئاسته، ان مواصفات هذا الرئيس لا تتناسب ومطالب الرئاسة في اكبر دولة في العالم تدعي لنفسها مركز القيادة فيه او ان لها قدرة حل مشاكله، لقد كان لبعض الرؤساء الامريكيين الدور المهم في تقرير مصير الكثير من المشاكل الدولية .
ان رئاسة ترامب بدات بالاثارة ، والاثارة فقط، للمشاكل سواءا تعلق الامر بالداخل ، او الخارج، اما في الداخل فقد حامت الشكوك حول تدخل الروس لصالحه في الانتخابات ضد المرشحة الديمقراطية هلاري كلنتون، وبعدها اعلن الحرب الاعلامية مع الاعلام ومع الصحف ، وبعدها الخلاف المزمن مع القضاء ، وله كثير من منابر المناكفة والمنابزة مع الاخرين، وقد تصدت له النساء مؤخرا فاضحين اياه بالتحرش الجنسي ، وبسببه اليوم خسر الحزب الجمهوري مقعدا في مجلس الشيوخ لصالح الحزب الديمقراطي ، وهذا نذير شؤم في الانتخابات النصفية في العام القادم ، اما في علاقاته الخارجية فانه بعكس مسلمات الراسمالية في العولمة فانه دعى الى الحمائية التجارية ، وانه في اعادته لمسالة الضرائب شرع في عداء الاتحاد الاوربي ، كما وانه غادر المعاهدة الدولية للاحتباس الحراري، مخالفا بذلك كل الدول الداعية الى اعادة النظر في انتاج الكاربون، ، يضاف الى ذلك منعه للمواطنين من بعض الدول الاسلامية من دخول الويلايات المتحدة ، وفي مجال العلاقات الدولية السياسية فان الرئيس ترامب بدا يعيد النظر في نفقات حلف شمال الاطلسي ، واثار المشاكل من جديد مع كوبا وفنزويلا ، اضافة الى حربه الكلامية مع كوريا الشمالية ، وانه يحاول اعادة النظر في المعاهدة الدولية بين ايران والدول الست بشان المفاعلات النووية وانتاج الطاقة الذرية للاغراض السلمية في هذا البلد، واخيرا بعد كل هذه اامشاكل قام بالاعتراف الرسمي بالقدس عاصمة لاسرائيل ، مخالفا بذلك كل القرارات الصادرة عن مجلس الامن ، وكل القواعد التي استقر عليها السلوك الدولي بشان جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفليسطينية المرتقبة ،
ان الرئيس ترامب هو رجل اقتصادي ابتلت به السياسة ، وانه مثيرا للمشاكل على الدوام وانه لم يعد محل احترام الكثير من قادة العالم وربما سلوكه هذا قد يقرب مدة بقاءه في البيت الابيض…