أخطر عامل مؤثر في حركة الشعوب هو الدين ، خاصة في العصر الحديث ، فكيف لو كان هذا الدين متبلور من مذهب منغلق جامد منعزل تكفيري ، وهو المذهب الوهابي ، الذي يدعوه أتباعه / بغير أسمه الفعلي ، بالسلفية التوحيدية ، هذا المذهب كما هو من تأريخ منشأءه ( *1 ) مرتبط بالسياسة ، بل وجد مقترنا بها ، السياسة التي تسعى الى الحكم ، أذن هو ترجمة للسلطة والقوة وفق أحكام النصوص القرأنية التي أنزلت قبل أكثر 1400 سنة على مجتمع قبلي متعصب ذكوري ، والسعودية / المساند والعضيد والقرين لهذا المذهب ، تسعى الى أستنساخ التجربة الأسلامية في صدر الرسالة المحمدية على المجتمع السعودي اليوم ! لكي يبقى الشعب محيدا عن تطور الزمن والتحضر البشري ، ولكي تبقى بتفس الوقت السلطة بيد آل سعود ، وبتعاضد المؤسسة الدينية وهيئاتها السلطوية ، كلجنة الأفتاء وهيئة الحسبة / الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. المذهب الوهابي ، يكفر الأسلام قاطبة ( *2 ) ويصنفهم كمشركين ويعتبر نفسه فقط الأسلام الصحيح القويم ، أسلام السلف ، مذهب يكفر الكل مسلمين وغير مسلمين ! ، عدا أتباعه ، أي أن الوهابية تكفر حوالي 1.5 مليار نسمة من المسلمين في العالم ، أضافة الى 5.5 مليار نسمة من غير المسلمين / مسيحيين ويهود وصابئة ويزيديين وبوذيين وهندوس .. ، أي أن المذهب الوهابي يكفر حوالي 7 مليار نسمة ، بأعتبار مذهبه وحده الفرقة الناجية ، بدون قرينة أو دلالة ، أو أي سند أو نص ديني ، فبئس هذه الفرقة الباغية ! كما أن بزوغ هذه الفرقة الأسلامية / الوهابية ، يغلفه الكثير من الريبة والشك منذ تأسيسه ! ( *3 ) حيث أن الكثير من المصادر تشير الى تعاون أنكليزي في تشكيل هذا المذهب ، وذلك من أجل خلق فئة متطرفة تكفيرية تستخدمها في أغراضها ومصالحها السياسية ! ، بينما يحذو بعض المفكرين المسلمين حتى السنة منهم ، وبجزم تام من أن الوهابية صناعة يهودية ، كالشيخ أحمد الكبيسي ( * 4) ، أن الوهابية كمذهب تكفيري فرق المسلمين أكثر مما هم عليه من فرق وطوائف ومذاهب وشيع وجماعات . أن هذا الفكر في كل نهجه وأدبياته وفتاويه التي يسودها طابع الغلو والتشدد والتطرف ، تعتمد على فقه شيخ عاش قبل سبعة قرون ، هو أحمد ابن تيمية (661–728م) . وبالرغم من أن أنصاره يعتبرونه مجددا للدين ، فإن خصومه من جانب ثان يصفون فكره بتكفير الأخرين ، ويتهمونه بنشر الفكر المتطرف والإرهاب ، بل يعتبرون فكره منهلا لكل ما تقوم به المنظمات الأرهابية كالقاعدة وداعش من أعمال وحشية … القراءة : أولا -– لكل فعل رد فعل / قانون أسحق نيوتن الثالث وهو أحد قوانين الحركة ، ف ” الفعل ” في موضوعنا هو الوهابية كفكر والمملكة كقوة ، أما ” رد الفعل ” فهو نشر التطرف والتشدد الديني الأسلامي وما يتبعه من أرهاب ودمار ، وفيزيائيا عندما يتخلخل الفعل سيكون ردة فعله غير مؤثرة على جميع المستويات ! أذن أفول السعودية كمملكة سيعمل على أفول الوهابية كمذهب وتأثير مجتمعي ، ثانيا – الوهابية أنتشرت برؤوس الأموال السعودية ( *5 ) ، حيث أن المملكة أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على أنتشار مذهب متطرف تكفيري فرق الأمة الأسلامية وعمل بالوقت نفسه على نشر الأرهاب ، الأرهاب الذي دمر العرب وسيعمل على تفكيكهم الى دويلات وطوائف ، والأن أمتدت أذرعه الى الغرب حيث أن المنظمات الأرهابية أخذت تستقبل الأجانب في صفوفها ، المشحونين فكريا في الجوامع الممولة سعوديا ، لذا عندما ينتهي الأنفاق السعودي سيتقلص الفكر وتبعاته . ثالثا – تمام الأن هو زمن المد الأسلامي المتطرف خاصة ، وأنتشار الأرهاب الأسلامي بالنتيجة .. ولكن أن يتطور الأمر للوضع العربي بريادة سعودية فأرى هذا ضربا مستبعدا خاصة لما سيواجه السعودية من تحديات حاليا ومستقبليا بأعتبارها مرجعا ومصدرا لهذا الفكر التكفيري ، منها على مستوى العرش ، كمحاولة الملك سلمان بن عبد العزيز توريث أبنه الأمير محمد بن سلمان لعرش المملكة دون المستحقين من الامراء ! ، وعلى مستوى السياسة ، كالقضية السورية حيث تمحورت السعودية مع قطر وتركيا كجبهة ضد المحور الروسي الأيراني وحلفائهما ، وعلى مستوى الحروب الاقليمية ، كحرب اليمن ، وعلى المستوى الدولي ، كتشكيلهم لحلف سني لمحاربة الارهاب بقيادة سعودية ، والسعودية أبعد ما تكون من قيادة حلف عسكري يضم أكثر من 32 دولة ووزير دفاعها شاب غير مؤهل ، لم يخض حربا لأنه أصلا لم يعرف الخدمة العسكرية كما أن تأهيله العلمي بكالوريوس قانون ، فكيف له أن يقود جيوش 32 دولة ، وهو لم يشهد مثلا حروب الخليج ولا المتغيرات المصيرية التي حدثت في المنطقة / تونس ومصر وليبيا والعراق ..! . رابعا – السعودية كقيادة ستنشغل بترتيب وضعها وبيتها الداخلي سياسيا وأقتصاديا وعسكريا وأجتماعيا .. الأمر الذي سيجعلها أن تبتعد عن ريادتها للفكر الوهابي ، مجبرة وليس بخيارها ، وهذا سيجعل من المؤسسة الدينية أمام خيار صعب وهو ريادة ونشر المذهب دون القوة والسلطة والمال للملك والأمراء ! خامسا – السعودية أعلاميا ، وكما يقال one package ” فكرا وسياسة ” ، هي مع المظلوم ضد الظالم ، ولكن حقيقة المملكة هي من أوجد المظلوم أسلاميا وعربيا ، فهي دائما الظالم ، في اليمن وسوريا والعراق وليبيا .. ، أما المظلوم الحقيقي داخليا هو شعبها لأنه المفعول به دائما ودوما ، فشعبها مسلوب القرار وسط حكم أل سعود ، الذي لا قضاء به سوى نهج محمد بن الوهاب المقام على فتاوى بن تيمية . سادسا – الفكر الوهابي تأسس أو ظهر أو بزغ مقترنا بالقوة ، وذلك من تعاضد الشيخ محمد بن عبدالوهاب كفكر ومذهب هذا من جانب و بين محمد بن سعود كقوة وسلطة من جانب ثان ، لأجله أرى أن أفوله كمذهب ، ولا أقصد نهايته ، بل أنحصاره وتقوقعه سيكون مع تفكك و تشتت وتصارع آل سعود على السلطة والحكم والعرش ، أي مع أنقضاء القوة والسلطة التي أوجدته ! .
—————————————————— ———————————–
( * 1) السلفية الوهابية أو الوهابية أو السلفية التوحيدية (( هو مصطلح أطلق على حركة إسلامية سياسية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب ( 1703 – 1792) ومحمد بن سعود ، حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية. وقد كانت بدايتهما في الدرعية إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب “الجهاد ” فشن سلسلة من الحروب ( وكانوا يسمونها بالغزوات ) ادروا فيها أموال خصومهم من سكان شبه الجزيرة ( وكانوا يسمونها بالغنائم ) وخسر فيها العديد من عوام المسلمين أرواحهم نتيجة لهذه الحروب ، ما اعتبرتهم مصادر عديدة أنهم بذلك خرجوا على الخلافة الإسلامية التي كانت تحت حكم العثمانيين. بينما اعتبرها الوهابية إقامةً لدولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهيرًا لأمة الإسلام من الشرك ، ويرى الوهابية أنهم هم أهل السنة الحقيقيون وهم أتباع الفرقة الناجية .. جاءت الدعوة الوهابية بالمنهج السلفي بهدف ما تعتبره تنقية لعقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل ، والبدع بكافة أشكالها . ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في اتباع القرآن والسنة ، أي عمليا عدم الاعتماد الكلي على المذاهب الفقهية السنية الأربعة والاعتماد المباشر على القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح )) نقل بتصرف من https://www.facebook.com .
( * 2) الوهابية والمسلمون (( البدعة الوهابية الكبرى ، تعتقد الوهابية أنهم وحدهم أهل التوحيد الخالص ، وأما سائر المسلمين فهم مشركون لا حرمة لدمائهم وذراريهم وأموالهم ، ودارهم دار حرب وشرك ويعتقدون أن المسلم لا تنفعه شهادة أن ( لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد الرسول – مثلاً – ويقصد زيارته ويطلب الشفاعة منه ويقولون : أن المسلم الذي يعتقد بهذه الأمور فهو مشرك وشركه أشد من شرك أهل الجاهلية – عبدة الأوثان …)) / نقل بتصرف من www.mezan.net/radalshobohat/21Whabi.htm
( * 3) في إطار ندوة عن الصحوة الإسلامية (( هاجم المرجع الديني الإيراني ” حجة الإسلام حسيني القزويني ” الحركة الوهابية ، واعتبرها خطرا على الإسلام والمسلمين . وفي سياق حديثه عن مسألة التكفير ، اعتبر القزويني أن الصحابي خالد بن الوليد أول تكفيري في الإسلام ، مشيرا في ذلك إلى قضية قتله لمالك بن نويرة وقال : ” إن ابن تيمية يعتبر أول منظّر للفكر الوهابي ، وأول من كفّر التوسل “. واعتبر أن الوهابية حركة من صنع الإنجليز ، تشكلت لإيجاد التفرقة بين المسلمين في المنطقة . وأضاف أن الإنجليز شكلوا البهائية في إيران ، والإخبارية في العراق والوهابية في السعودية .. )) / نقل بتصرف من موقع عربي 21 . ( * 4) وصف الشيخ العراقي أحمد الكبيسي في مقابلة تلفزيونية أن .. (( مؤسس المدرسة السفلية الحديثة محمد بن عبد الوهاب بأنه صناعة يهودية ، جاء ذلك في معرض رده على سؤال حول تفجير المراقد الدينية في مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” ، فقال : ” فليسمعني هذا الكلب ابن الكلب .. أبو بكر البغدادي .. أن قاتل الحسين أشرف منه ، هذا عميل يهود وليس أكثر.. والله داعش وماعش وحتى محمد بن عبدالوهاب أبوالوهابية صنيعة يهودية مائة في المائة ودعهم يقتلونني إذا أرادوا ، ثم أضاف :” أنا مسؤول عن هذا الكلام أمام رب العالمين .. والله حركة يهودية مرتبة ترتيبا لتمزيق الأمة ، وقد مزقتها”.. )) نقل بتصرف من موقع ن بوست .
( * 5) اكد الدكتور علاء الاسواني في لقاء له مع الاستاذ عادل حمودة علي قناة ال cbc الفضائية ،(( .. انة في نهاية السبعينات واثناء حكم الرئيس السادات لمصر بدا السادات لاول مرة باسخدام الدين في حكم مصر حيث وجد ان هناك جواسيس للحكومة الامريكية في مصر فقرر مواجهة امريكا باعلان ان مصر دولة اسلامية ومساعدتة للاخوان المسلمين ومساندتة للجماعات الاسلامية وحدث ذلك قبل مقتلة مباشرة ، واكد الاسواني ان السعودية انفقت في خلال 20 عام مبلغ 87 مليار دولار من اجل نشر المذهب الوهابي واكد ان الفهم الاخر لللاسلام هو فكر محمد عبد الوهاب وهو نوع من الفكر والقراءة الدينية ارتبطت بتشكيل النظام السعودي من قبل أسرة ال سعود .. )) نقل بتصرف من www.nmisr.com/vb/showthread.php?t=363931