23 ديسمبر، 2024 11:12 ص

الوهابية تعتدي على قادة فتح الشام ” الصحابي حجر بن عدي مثالا “

الوهابية تعتدي على قادة فتح الشام ” الصحابي حجر بن عدي مثالا “

حجر بن عدي الكندي هو صحابي شارك في فتح بلاد الشام , وهو شهيد مظلوم قتل في مرج عذرا ويسمى اليوم مرج عدرا بالقرب من دمشق ” 35″ كيلومترا  بأمر من معاوية بن أبي سفيان لولائه لعلي بن أبي طالب وصي رسول الله “ص” بنصوص قرأنية صريحة ” يا أيها النبي بلغ ماأنزل اليك من بك , وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ” , ” ويتلوه شاهد من نفسه ” و ” فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين “- 61- ال عمران – ولقد ثبت في كل الصحاح والمسانيد المروية أن الذين أخرجهم رسول الله “ص” للمباهلة هم ” فاطمة” والحسن والحسين ” وعلي بن أبي طالب ” فكان بالنص علي هو نفس رسول الله “ص” كما في ألاية مما يسقط كل الحجج والتخرصات التي أسست لها ثقافة الرواية ألاموية في طمس معالم الدور الرسالي القيادي   لآئمة أهل البيت عليهم السلام كما صرح عنه رسول الله حيث قال :- ” لاتتقدموا عليهم فتهلكوا , ولا تتخلفوا عنهم فتندموا , ولا تعلموهم فأنهم معلمون ” وللذين يرددون الثقافة ألاموية التي أسست للثقافة الوهابية نقول : هل لكم أن تثبتوا أي واحد من أئمة أهل البيت ألاثني عشر على من تتلمذوا , ومن أين أخذوا علومهم سوى عن رسول الله “ص” بينما نجد أن كل أئمة المدارس ألاسلامية قد درسوا وتعلموا عند مشايخ معروفين بألاسماء والتواريخ , وهؤلاء مع أحترامنا لهم لم يكونوا على مقدرة في ألاجابة عن كل ما يطرح عليهم من أسئلة مما جعلهم يرجعون الى المعاصرين لهم من أئمة أهل البيت كما في عصر ألامام الصادق , وألامام موسى الكاظم , وألامام علي بن موسى الرضا , وألامام محمد بن علي بن موسى الجواد , أما عصر ألامام علي بن أبي طالب فهو غني عن التعريف وما حدثت من أستشارات جعلته مرجعا لكل ما أشكل حتى قال الخليفة عمر بن الخطاب : ” لا أبقاني الله لمسألة ليس لها أبو الحسن ” وقال : ” لولا علي لهلك عمر ” ولكن أتباع الثقافة ألاموية ثم الثقافة الوهابية ينكرون مثل هذه ألاحاديث لآنهم وضعوا لهم كما وجدته أنا بنفسي في مرحلة الدراسة ألاسلامية العليا في كلية ألامام ألاوزاعي عندما حملوني عدة مواد لآجراء ألامتحان فيها لآني طبيب , ومن تلك المواد , مادة الحديث , حيث وجدت أنهم يقولون عن الحديث الموضوع مايلي :-
هو الحديث الذي يكذبه التاريخ
هو الحديث الذي يناقض نفسه
وهو الحديث الذي ترويه الرافضة ” أي الشيعة ” في فضائل أهل البيت ؟ وهذا هو نفس أبن تيمية الذي يقول في كتابه منهاج السنة النبوية ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” أي على الشيعة والوهابية التكفيرية اليوم تطبق هذا عمليا , وهو أنحراف عن نهج ألاسلام القويم ” محمد رسول الله والذين أمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في ألانجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فأستغلظ فأستوى على سوقه , يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ” – 29- الحجرات – وتلك الثقافات المنحرفة هي التي أشارت اليها ألاية الكريمة ” وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم …” والغريب أنه مع وضوح هذا النص لاتجد من أتباع الثقافة ألاموية ثم الوهابية من يتوقف عند معاني هذه ألاية , ولماذا نزلت وهي واضحة الدلالة , لا لشيئ ألا لآنهم الترجمة الحقيقية لذلك ألانقلاب الذي أشارت اليه ألاية  , وعندما أصبحت الرواية ألاموية هي السائدة لآن أول سيرة كتبت في تاريخ ألاسلام هو عام 92 هجرية وهي في مدة حكم بني أمية الذين سعوا الى أن يطمسوا كل معالم وأثار ثقافة ” ألاصطفاء ” وهي ثقافة قرأنية تقرر كيف يتم أختيار القيادة ” النبي , والوصي ” أي ألامام ” ولذلك نجد أن أبن تيمية ينكر ألامامة أنكارا مطلقا بدون دليل , بينما تظل ألاية الخاصة بأبراهيم عليه السلام حيث قالت ” وأذ أبتلى أبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس أماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” – 124- البقرة – ولذلك نتيجة ذلك ألاصرار بدون علم على أنكار ألامامة هو الذي حرم المسلمين من ثقافة ألامامة ونعمتها ودورها في سد الفراغ الذي لم يستطع من منحوا أنفسهم صدارة ألافتاء بدون مقومات ألافتاء الحقيقية أن يعطوا الناس أجوبة كافية على كل المسائل لاسيما المغيبات منها والتي لاتعطى ألا لنبي أو وصي نبي بناء على خيار رباني هو لخير وفائدة الناس جميعا , وهناك نصوص قرأنية كثيرة تؤكد هذا المعنى فيها المحكم وفيها المتشابه , وفيها العام والخاص , ومن هنا يأتي دور المعصوم في تحمله مسؤولية التأويل ” لايعلم تأويله ألا الله والراسخون في العلم ” و ” فأسألوا أهل الذكر أن كنتم لاتعلمون”
وأطيعوا الله ورسوله وأولي ألامر منكم ” وهنا وقعت الطامة , حيث قامت الثقافة ألاموية , ثم العباسية بأعتبارها ثقافة سلطة بتعويم معنى ومفهوم أولي ألامر لتحوله الى كل من حكم وتولى السلطة , حيث أولوا المعنى بروايات موضوعة لتدعم رأيهم , وبمرور الزمن أصبحت هذه هي ثقافة عامة الناس , مثلما هي ثقافة المعممين والمشايخ وأئمة المساجد يستوي في ذلك الصالح والطالح .
وماقام به التكفيريون الوهابيون من الذين وجدوا في المعارضة السورية فرصتهم ليمارسوا أنحرافهم الفكري حيث قاموا بألاغتصاب والقتل على الهوية , والذبح بالسكين وبالمنشار الكهربائي , مثلما قاموا بنهب المصانع وتهريبها الى تركيا كما صرح بذلك فارس الشهابي رئيس غرفة الصناعة في سورية , أما نهب ممتلكات المسجد ألاموي في حلب , وتهديم بيوت الناس وحرق ممتلكاتهم , وتفجير الساحات والشوارع , وأستجلاب المرتزقة من كل مكان , وأخيرا قاموا بهدم ونبش قبر الصحابي الجليل وشهيد مرج عدرا الذي أمر بقتله معاوية بن أبي سفيان , وهذا العمل الذي قام به الوهابيون في سورية يضاف الى محاولاتهم المستمرة بأجتياح مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب بطلة معركة الطف في كربلاء , ورفيقة أخيها ألامام الحسين قائد ثورة ألاصلاح في وجه فساد يزيد بن معاوية الذي كان يقول شعرا :-
لعبت هاشم بالملك فلا …. خبر جاء ولا وحي نزل ؟
ومن  هنا قال الشاعر أبو العلاء المعري :-
أجاز الشافعي فعال شيئ
               وقال أبو حنيفة لايجوز
فضاع الشيب والشبان منا
               وما أهتدت الفتاة ولا العجوز ؟
وربما يحلوا لمن يسمع ذلك أن يحسبه قولا طائفيا , وما هو كذلك , ولكنها حقائق الثقافة ألاموية التي ظهرت اليوم بثوب الوهابية التكفيرية التي أفقدت من يعتقد بها رشده , وحولتهم الى مفهوم أن هم كألانعام بل أضل , بعد أن تصدعت الحصانة الثقافية , فلم يعد هناك أمن ثقافي , ولذلك نجد أن نبش قبر الصحابي حجر بن عدي الكندي في سورية بالقرب من دمشق مسألة لاتحظى بأهتمام الكثيرين , لآن الشيطان يحتل حيزا في قلوب المنحرفين , حتى أصبحت ألابالسة تقلد وتستفيد من أنحراف المنحرفين الذين أصبحوا محترفين يساعدهم في ذلك تقنيات العصر مثل الشبكة العنكبوتية التي أصبحت ميدانا لنشر عبادة الشيطان تحت مسميات مموهة وضالة .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]