23 ديسمبر، 2024 10:41 ص

الولد وشهوة الجسد……!

الولد وشهوة الجسد……!

في لوحة المونليزا الشهيرة لم يكن باعث الجمال الانثوي فيها تفاصيل جسد بمقاسات مثيرة كما تفعله بعض الصور قي لوحات القرون الوسطى أو تلك التي نشاهدها في أغلفة مجلة البلاوي بوي أو المرسومة في حكايات الاساطير الهندوسية الهندية وغير ذلك هناك التفاصيل المثيرة للجسد في الحكايات كما في الف ليلة وليلة أو الروايات كما في لوليتا والحكايات السلطانية الاتية من ايوانات حريم السلطان العثماني.

أما صورة الجسد في اغراءه المتحرك فقد بدأت ثورته مع جسد مارلين مورنو وبرجيت باردو وفاتنات السينما الايطالية والفرنسية والامريكية أمثال رومي شنايدر وجينا لولو برجيدا واورنيلا مونتي وراكيل وولش وصوفيا لورين واليزابيث تايلور وناتالي وود ونادية لطفي وهند رستم ومديحة كامل وسهير رمزي ونبيلة عبيد والكثيرات .

وفي سبعينيات القرن الماضي غزا خيالنا نمطا مغرياً من خلال افلام هابطة وبدون حبكة سوى انها افلام جنس كما في الافلام اليونانية والسويدية وغيرها .

مثل الجسد في رؤياه الانثوية المحفز الذكوري لأفعال تنشطُ فينا لتبيان معها ردة الفعل بين هدوء مفتعل وجنون أرعن وفي المحصلة فأن تخيل ما يريده الذكر من الانثى يقوم على اساس ما يعكسه الجسد الى المخيلة من مكون وحركة وتفاصيل لتبدأ طقوس اللقاء الميكانيكي والذي يصاحبه بعض المحفزات مثل النظرة او الهمسة او التقبيل ومن ثم يتعاظم التفاعل في عدة اشكال واهمها المحرم والمحلل …في الحالتين هناك اختلافات شعورية واجتماعية ومكانية بينهما ودائما يكون المحرم قائما على شدة الانتباه والاستعجال والمكان الذي لايتم التوافق على بيئته مثل المبغى .الحديقة العامة أو أي مكان آخر لم يكن ليكون بهدوء وآمان عش الزوجية الذي يتم تبادل فيه هكذا طقوس بطمأنينة وراحة وحرية..

رؤية العلاقة المحرمة مثلت في فعلها الازلي حافزا ايمائيا مثيرا للكثير من الفعاليات البشرية على مستوى الشعر والحكاية والاسطورة كما في حكاية انكيدو في ملحمة جلجامش وهيلانة المسبب الحقيقي لحروب طروادة وكيلوباترا في القيصر وحكايات شهرزاد في الف ليلة وليلة . وربما اغلب التناول السينمائي في حكايات الغرام قائما في السيناريو على حبكة العلاقة الغرامية خارج عش الزوجية .

في حين مثلت العلاقة المثالية والقائمة على الرابط الديني في القران المقدس والمكتوب والعلني صورة لشرعة التجانس ونمطيته الابدية والتي من خلالها خلقت البشرية والحضارة بعضا من مواقفها الكبيرة ومثلت شيئا من عفة الرؤية وقيمتها ولتظهر من خلال هذه العبارة صورة ( وراء كل عظيم امرأة ).

في تخيل الجسد يتماثل في الذهن خيالا لصورة ترسم تفاصيلها في الدماغ لتشغل فينا خلايا اخرى تسيري شحنتها الى امكنة خاصة وهي من تقوم بأتمام بهجة التخيل .

لكن في بعض حسية البشر يكون هذا التماثل قائما على الفعل الحسي ونشوته فقط دون الحاجة لتحريك أي عضو .

يميل الصوفيون الى هذا المنهج في التعامل مع الجسد كرؤية في حدود الخيال والاندماج معه ليعبروا عنه من خلال الصورة والغياب بدهشتها والتعبير عنها بكلام آت من لحظة غائبة ..

هذا الغيب في حداثه تقابله صورة الاستمناء عند المشتهي الخجول الذي ينزوي مع الصورة التي يشتهيها لأنثى ما يشاهدها مغرية في الحي السكني او ممثلة سينمائية يغريه جسدها لينزوي في ليله وظلمته وفراشه ليتخيل ما يريده معها ويكمل حاجته مع الخيال بين صورة المتمنى واصابعه.

منذ زمن افروديت وحتى رقصات شاكيرا في اغنياتها الهائجة الجسد يمثل الصورة المتوفرة في مساحة الخيل التي يبدءها الذكر من أجل امتلاك أنثى …ويخالف الصوفي ــ الحسي هذا الأمر من خلال قناعته أن الحصول على الجسد يتأتي بشفاهية النداء اليه ليدخل فينا قبل أن ندخل فيه………!